منذ بدایة العام ومع ازدیاد التوترات الجیوسیاسیة في المنطقة شكلت الضربات العسكریة ما بین الولایات المتحدة
وایران صدمة مع وجود عدد من المخاطر الاقتصادیة والمالیة التي أثرت سلباً على الاستثمار والتشغیل والتمویل
وحتما ستؤثر بشكل مباشر على إجمالي الناتج المحلي العالمي. فالسؤال الذي یطرح نفسھ في ھذه المرحلة مالذي
ینتظر الاقتصاد العالمي ھذا العام؟ لا نتحدث عن الركود فحسب ولا عن تباطؤ النمو الاقتصادي ومعدلاتھ ولا حتى
عن الحرب التجاریة ما بین الولایات المتحدة والصین، ولكن عن الضربة الأمیركیة الجویة التي استھدفت قائد الحرس
الثوري الإیراني قاسم سلیماني وما تلاھا من رد إیراني طال قواعد عسكریة أمیركیة في العراق مما أثار صدمة
.اقتصادیة وعالمیة أثرت على البورصات العالمیة وأسعار النفط والذھب
ومع ازدیاد التوترات والتصریحات السیاسیة نجد أن التصنیفات الائتمانیة تنبئ عن صدمة مالیة واقتصادیة ستؤثر
على كافة القطاعات كالنفط والبنوك وغیرھا من القطاعات. إن البعد عن المخاطرة سینعكس سلباً بالنسبة لمصدري
. أما من جھة منتجي
أوراق الدین الذین لدیھم احتیاجات تمویل خارجیة كبیرة واحتیاطات أصغر وغیر كافیة نسبیاً
النفط الخام فإن ارتفاع أسعار النفط قد تخفف الأثار السلبیة على الائتمان مع مواصلة الدول المنتجة للنفط لعملیات
.التصدیر
في أعقاب الضربات العسكریة والتوترات التي سیطرت على الأسواق المالیة وجھ المستثمرون نظرھم نحو الأصول
والملاذات الآمنة التي أدت إلى ارتفاع أسعار الذھب والعملات بشكل قیاسي، وإلى أن تھدأ المخاوف یعتبرالمستثمرون
الذھب ملاذاً استثماریاً آمناًوأداة للتحوط واستثماراً بدیلاً أفضل من النفط في مرحلة یسودھا ضبابیة المشھد السیاسي.
إن التوقعات المحتملة أن ترتفع أسعار الذھب فوق مستویاتھا وذلك ً بناء على الطلب والقدرة على الامدادت النفطیة مما
سینعكس سلباً على الاسعار. إن أسعار الذھب ترتبط بتصاعد حدة التوترات الجیوسیاسیة مؤثرة بشكل مباشر على
.قیمة العملة مما یزید الطلب على المعادن النفیسة مما قد یسبب ضعفاًبالنشاط الاقتصادي
إن ظروف عدم التأكد والتصعید في المواجھات العسكریة تدفع أسعار الذھب للتنامي وتوجھ الطلب نحو الملاذات
الآمنة كالمعادن وبعض العملات المستقرة كالین الیاباني، مع التوجھ للبیع الكثیف للأسھم، وارتفاع مؤشر أسھم النفط
. بشكل عام یبقى الذھب الملاذ الآمن
والغاز بنسبة (6.0 (%فقد استفادت أسھم الطاقة من ارتفاع أسعار النفط أیضاً
وسط التوترات السیاسیة والاقتصادیة أما بالنسبة إلى المعادن النفیسة كالبلادیوم، والبلاتین والفضة فقد ارتفعت عن
.مستویاتھا لتسجل ذروة قیاسیة
یرى الاقتصادیون بأن التأزم السیاسي الأمیركي الإیراني ما ھو إلا مرحلة یجب أن لایبالغ المستثمرین في ردات
فعلھم حیالھا. وبالنظر إلى الحالات الماضیة من عدم التأكد الجیوسیاسي فإن تقلبات الاسواق ستكون لأجل قصیر، لذا
یتوجب على المستثمرین أن لایغیروا باستراتیجیاتھم وأن ینفذوا خططا مالیة طویلة الأمد. یتطلع المستثمرون لشراء
أسھم التكنولوجیا المنخفضة الكلفة عاقدین الأمل على ما شھدتھُ ھذه الأسھم من ارتفاع في العام الماضي. برأیي
یتوجب على المستثمرین أن لا یتطلعوا إلى المخاطر الجیوسیاسیة على أنھا تھدیداً طویل الأمد، فإذا ما نظرنا للمستثمرین على مدى العقود الماضیة فنجدھم یلجؤون للسندات الحكومیة في الحروب متمسكین بالأسھم وقد حققوا
.عوائد مرضیة برغم التداعیات العالمیة آنذاك دون الحاجة للتحوط المرتفع الكلفة.
الملاذات الاقتصادية الآمنة
أخبار البلد - اخبار البلد-