اخبار البلد-
زهير العزه
تسعى بعض أوغالبية الحكومات في بلادنا ألى تحقيق النجاحات المفبركة من دماء أبنا الشعب وعلى حساب تعبهم وعرقهم وجهدم الذي يتم هدره ليذهب "حلالا زلالا" لجيوب المتنفذين أو أتباعهم ممن يمسكون بمفاصل الدولة.
وفي طريقها لتحقيق النجاحات الزائفة ، "تجرف "كل من يقف في طريقها كاشفا الزيف أو معارضا التوجه ألآحمق أو مؤشرا على بواطن الخلل من فساد أو هدر أو سرقة للمال العام، وألأمثلة عديدة وتمتد على مدى عقود وعقود من عهد هذه الحكومات .
وفي ظل هذه الحكومات ورؤساء حكومات ، ووزراء ومجالس نيابية ، فرضتها "أدارة التزوير" أحيانا كثيرة على المواطن ، فقد صارت شوارعنا تعج بمصائب وعذابات شعب يشعرأنه يفقد بلدا .
والشعب المقهور من قرارات حكومية لا تصب ألا في جيب أقلية مسيطرة على إلاستيراد والتصدير والمؤسسات الحكومية الكبرى والعطاءات، وعلى الهواء والماء وكل ما يدور حولنا من طاقة في باطن الارض أو قاع البحر وما وراء ذلك من ملفات واسرار ،اصبح يقول " إشتدي أزْمةً مِن دونِ بابِ فرَج" ،بدلا من" إشتدي أزْمةً تنفرجي "، لانه فقد الثقة والامل باية طروحات تقدمها الحكومة حول الاصلاح بكافة جوانبه .
قبل أيام معدودات كشف النائب الدكتورعبد الله العكايلة حجم ألاموال التي تجنيها شركة الولاء من عقد إلاعاشة الذي تقدمه للجيش وللأجهزة ألأمنية،وقبله وبعده تحدث قلة صغيرة من النواب حول الهدر والفساد في العديد من المؤسسات ، لكن الحكومات لم تقدم أية إجابات حول ما يطرح من النواب أو إلاعلام أو الناشطين السياسين، ولن اذكر بالملفات التي اصبحت على كل لسان وفتحها النواب صالح العرموطي أو منصور مراد أو مصلح الطراونة أو صداح الحباشنه، بل لعله من المناسب التذكير ان النواب الذين تصدوا للملفات الكبرى قد تعرضوا لحرب شرسة طالتهم وطالت أفراد اسرهم أوالقريبين منهم ، وهو آمر ينطبق على بعض إلاعلاميين الذين يعانون ألآن نتيجة موقفهم من الفساد والافساد أو الهدر أو إلاستحواذ على مقدرات الاردن من قبل ثلة قليلة "من امثال كاتب هذه السطور".
ولكن الدكتورعبد الله العكايلة له في ذاكرة الاردنيين موقفا هاما , ذلك أنه وقف ذات يوم بوجه تعيين باسم عوض الله وزيرا للمالية في حكومة عدنان بدران في الشهر السادس من عام 2005، حيث كان على رأس المجموعة النيابية التي هددت بطرح الثقة بحكومة بدران في حال إستمر عوض الله على رأس وزارة المالية، حيث أجبر عوض الله على تقديم إستقالته في ذلك الوقت ، هذه المحطة أو الوقفة يدفع ثمنها الدكتور العكايلة في كل مرحلة من مراحل حياته ، وأما مواقفه ألاخرى فلم تكن أقل قيمة عند الاردنيين سواء في مطالبته بعدم التعرض للحريات العامة للمواطنين أو للاعلام أو للسياسيين ، أو حتى تغول ألأجهزة والمؤسسات الحكومية على حياة الناس ، أو في موقفه من قضية إضراب المعلمين وحتى موقفه ألأخيرمن قضية شركة ألولاء، وهو ألأمر الذي عرضه ويعرضه للمضايقات أوالمتاعب ،التي أصابت أو تصيب أفراد أسرته من أجل تسجيل موقف ضده بأي شكل من ألأشكال ،الا أن الرجل بقي صامدا مدافعا عن حقوق الوطن والمواطن ، ونجح انتخابيا في الطفيلة أكثر من مرة وفي العاصمة عمان ، وهذا يدل على أن المواطن وصلته الرسالة ، واستطاع التمييز بين ما هو خير وبين ما هو شر، وكأنه يقول لدولة تريد إستعادة ثقة الشارع إن من يدافع عن الوطن لايستحق أن تقف أجهزتها بوجهه ، وأن يتم ألإنتقام من أفراد أسرته بطريقة مفضوحة، ويزيد "وإذا كان صناع القرار في هذه الدولة "لا يعرفون " فإن عليهم بعد الآن أن يكونوا أكثر معرفة، فالدكتورعبد الله العكايلة واحد من الذين يصفهم المواطن "ضمير الشعب ".