في زحمة التجاذب الاعلامي على خلفية ما يجري من تصعيد امريكي ايراني، من المهم فهم ما يجري في سياقه الصحيح، فثمة ركام ثقيل من التعبئة المسمومة والمعلومات المتضاربة، انجزته حملات غسيل الادمغة وحملات الشيطنة التي مارسها الاعلام التابع للفرقاء المتصارعين بمستوياتهم الاقليمية وغير الاقليمية، ناهيك عن عملية خلط الاوراق وتلطيخ السمعة وارث الدم الذي تمخض عن نحو عقد من الصراع الدامي.. في اكثر من ساحة عربية.
والسؤال: هل ما يجري اليوم من تصعيد متبادل مفصول عن ارث الامس القريب والبعيد؟ وهل وضعت حرب الامس أوزارها ونحن بصدد موجة جديدة من الصراع؟
أعلم ان الناس في المنطقة مختلفون على كل شيء..حتى على لون السماء .. مختلفون سياسيا وطائفيا، اجتماعيا واخلاقيا .. وما يزيد الطين بلة ان حقيقة الصراع وجوهره لا يستحضر مصالح دول وشعوب الاقليم، وللتدخلات فوق الاقليمية اليد العليا في تقرير الحقائق على الارض، بما يتوافق مع مصالحها ويحقق غاياتها هي فقط.
وما يفاقم الازمة ان الكيانات العربية تدفع ثمن الصراعات الجارية من دم شعوبها وتهديم اوطانها، فيما الانظمة الحاكمة التي تنخرط في الصراع لا تملك مشروعا ولا غاية محترمة محددة.. تنقسم على نفسها، وتتحول الى كيانات تابعة لإرادات وقوى خارجية، او بيادق تافهة في حروب الآخرين، وعلى مصير أوطانها.
ونظرة للخلف تكشف لكل ذي عينين اننا خسرنا العراق كدولة ذات وزن محترم، ولأمد زمني ليس بالقليل، وليس مهمًا من يحكم شكلًا اليوم في بغداد.. وخسرنا سوريا على ذات الطريقة، لا وزن محترمًا، لا وحدة ارض ولا وحدة شعب .. ونظرة يمنة او يسرة على حال الكيانات العربية سيدمي القلب.. ورائحة الدم في بغداد ودمشق وسواهما تغطي العقول .. تطمس على الابصار والبصائر، وصيحات الثأر تلغي كل تفكير لرفع الرأس فوق طوفان الدم..
والمعركة لم تنته بعد، بل ربما اصعب فصولها قادمة! وسيدفع الجميع الثمن..
لقد استثمرت واشنطن ومن ورائها تل ابيب في الصراع في المنطقة، وحين خسر الجميع خسارة صافية ضربت في العظم والروح، انتصرتا دون ان تطلقا رصاصة او يقتل من جنودهما جندي او نصف جندي.
الصراع ممتد، وخطايا الفرقاء المحليين ما تزال على حالها.. وبؤس الاصطفافات التي يقارفونها هي ذاتها.. والمتربص الامريكي الاسرائيلي ما زال يتقدم في مشروعه على دماء واشلاء المتناحرين من كل الفرقاء من اهل الدار.
والاخطر في مشروعه الآن يتجسد على الارض؛ فالعراق غاب وسوريا تم كسرها.. والقاهرة انحنى ظهرها حتى لامس حالها التراب.. والعواصم العربية المؤثرة الاخرى إما تم أسرها او "أسرلتها".. والآن حان دور تحطيم تركيا وطهران بعد كل ما جرى من استنزافهما وحصارهما، فإما أن ترفعا الرايات البيضاء او تهشما، كما قالها الرئيس الجزائري الاسبق الشاذلي بن جديد تعليقا على الحرب العراقية الايرانية التي طالت واستطالت.. المطلوب مهزومان اثنان..لا منتصر ومهزوم، ونفس الظلال تم نسخها في العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا وكل قطر عربي.
المطلوب صحوة تستبين الى اين تسير الامور اليوم، فثمة جراح وآلام وقهر ودماء..ولكن ثمة مصير يندفع لمزيد من الكوارث ينبغي ان يتوقف، وبإرادة الجميع ومراجعاتهم، فالكل سيدفع الثمن اذا لم تتم عملية الصحو، والمراجعة والخروج من دوامة الصراع الصفري الذي يرعاه ويصممه الآخرون من خارج الاقليم!
والسؤال: هل ما يجري اليوم من تصعيد متبادل مفصول عن ارث الامس القريب والبعيد؟ وهل وضعت حرب الامس أوزارها ونحن بصدد موجة جديدة من الصراع؟
أعلم ان الناس في المنطقة مختلفون على كل شيء..حتى على لون السماء .. مختلفون سياسيا وطائفيا، اجتماعيا واخلاقيا .. وما يزيد الطين بلة ان حقيقة الصراع وجوهره لا يستحضر مصالح دول وشعوب الاقليم، وللتدخلات فوق الاقليمية اليد العليا في تقرير الحقائق على الارض، بما يتوافق مع مصالحها ويحقق غاياتها هي فقط.
وما يفاقم الازمة ان الكيانات العربية تدفع ثمن الصراعات الجارية من دم شعوبها وتهديم اوطانها، فيما الانظمة الحاكمة التي تنخرط في الصراع لا تملك مشروعا ولا غاية محترمة محددة.. تنقسم على نفسها، وتتحول الى كيانات تابعة لإرادات وقوى خارجية، او بيادق تافهة في حروب الآخرين، وعلى مصير أوطانها.
ونظرة للخلف تكشف لكل ذي عينين اننا خسرنا العراق كدولة ذات وزن محترم، ولأمد زمني ليس بالقليل، وليس مهمًا من يحكم شكلًا اليوم في بغداد.. وخسرنا سوريا على ذات الطريقة، لا وزن محترمًا، لا وحدة ارض ولا وحدة شعب .. ونظرة يمنة او يسرة على حال الكيانات العربية سيدمي القلب.. ورائحة الدم في بغداد ودمشق وسواهما تغطي العقول .. تطمس على الابصار والبصائر، وصيحات الثأر تلغي كل تفكير لرفع الرأس فوق طوفان الدم..
والمعركة لم تنته بعد، بل ربما اصعب فصولها قادمة! وسيدفع الجميع الثمن..
لقد استثمرت واشنطن ومن ورائها تل ابيب في الصراع في المنطقة، وحين خسر الجميع خسارة صافية ضربت في العظم والروح، انتصرتا دون ان تطلقا رصاصة او يقتل من جنودهما جندي او نصف جندي.
الصراع ممتد، وخطايا الفرقاء المحليين ما تزال على حالها.. وبؤس الاصطفافات التي يقارفونها هي ذاتها.. والمتربص الامريكي الاسرائيلي ما زال يتقدم في مشروعه على دماء واشلاء المتناحرين من كل الفرقاء من اهل الدار.
والاخطر في مشروعه الآن يتجسد على الارض؛ فالعراق غاب وسوريا تم كسرها.. والقاهرة انحنى ظهرها حتى لامس حالها التراب.. والعواصم العربية المؤثرة الاخرى إما تم أسرها او "أسرلتها".. والآن حان دور تحطيم تركيا وطهران بعد كل ما جرى من استنزافهما وحصارهما، فإما أن ترفعا الرايات البيضاء او تهشما، كما قالها الرئيس الجزائري الاسبق الشاذلي بن جديد تعليقا على الحرب العراقية الايرانية التي طالت واستطالت.. المطلوب مهزومان اثنان..لا منتصر ومهزوم، ونفس الظلال تم نسخها في العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا وكل قطر عربي.
المطلوب صحوة تستبين الى اين تسير الامور اليوم، فثمة جراح وآلام وقهر ودماء..ولكن ثمة مصير يندفع لمزيد من الكوارث ينبغي ان يتوقف، وبإرادة الجميع ومراجعاتهم، فالكل سيدفع الثمن اذا لم تتم عملية الصحو، والمراجعة والخروج من دوامة الصراع الصفري الذي يرعاه ويصممه الآخرون من خارج الاقليم!