10 شخصيات غيرت وجه الاقتصاد العالمي في العقد الماضي
- السبت-2020-01-04 | 07:38 am
أخبار البلد - اخبار البلد-
من هم الاقتصاديون البارزون الذين قادوا حركة الاقتصاد العالمي من وراء ستار خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين(2010- 2020)؟ وما هي أدوارهم التي غيرت مسار التاريخ، في العقد المضطرب والذي بدأ باتخاذ تدابير تقشفية لمعالجة الركود الناتج عن الأزمة المالية العالمية في 2008، وانتهى بإشعال حرب تجارية مريرة بين الولايات المتحدة والصين.
عشر شخصيات مؤثرة تعطينا صورة مقاربة للتطورات الاقتصادية، التي حدثت خلال هذا العقد، وترسم لنا ملامح قواعد اللعبة الاقتصادية في المصارف والصناعة وعالم المال والأعمال والتكنولوجيا.
ولنبدأ من الأخوان كوك، وأعنى "تشارلز وديفيد كوك”، وهما مليارديران يملكان إمبراطورية صناعية خاصة مقرها ولاية كانساس الأمريكية، حيث استخدما ثروتهما لإطلاق ثورة يمينية وضعت الأساس لانتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في 2016، ومن خلال تمويل عشرات القضايا والمرشحين المناهضين للحكومة، ساعدا في تحول الحزب الجمهوري من تحالف "خيمة كبيرة” كان يضم في السابق المؤمنين بالتوجه الدولي متعدد الأطراف، إلى قوة موحدة ذات طابع أيديولوجي حولت الجدل السياسي الأمريكي نحو اليمين، أكثر حتى مما استطاع رونالد ريجان تحقيقه في الثمانينيات.
بالرغم من أن وادي السيليكون ليس غريباً على الوعود الكبيرة، إلا أن إليزابيث هولمز أسرت عالم التكنولوجيا عبر وعودها المذهلة بإحداث ثورة في اختبارات الدم، فقد وعدت بأن الإبر والسحابات الوريدية ستختفي في مقبرة التاريخ، ويحل محلها وخز الإصبع عبر "زجاجة دقيقة”، لاختبار جميع أنواع الأمراض بنقطة دم صغيرة.
بل إن هناك شيء كان أفضل من ذلك بكثير، وهو أن تقنيتها غير مؤلمة وبسيطة للغاية، لدرجة أن الناس يتم اختبارهم في صيدلية أو سوبر ماركت محلي، مما يتيح التبكير باكتشاف أمراض خطيرة مثل السرطان، وقد حظيت تلك التقنية بترويج هائل في وسائل الإعلام الأمريكية، إلى جانب ضخ مئات ملايين الدولارات من الاستثمارات في شركتها "ثيرانوس”، والبالغ قيمتها 9 مليارات دولار، على أن التكنولوجيا لم تنجح، وقيل إن إليزابيث خدعت مستثمريها، وهي تواجه الآن محاكمة جنائية ووجهت إليها تسع تهم تتعلق بالاحتيال في تكنولوجيا المعلومات، وهو ما تنفيه.
وفي محطة العقد الماضي، لابد أن نتوقف طويلاً مع ثورة النفط الصخري التي حولت الولايات المتحدة إلى أكبر منتج للنفط والغاز الطبيعي في العالم، وضمت مئات شركات الاستكشاف والإنتاج والجيولوجيين والمهندسين والممولين.
لم يجسد أحد النمو المندفع لصناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة مثل أوبري ماكليندون مؤسس شركة "تشيسابيكي إنيرجي”، وهو مدافع مقنع عن الصناعة، فقد كان داعيةً صريحًا للغاز الطبيعي كبديل عن وقود الفحم، وكان رائداً في استخدام التكسير الهيدروليكي، تلك التقنية المثيرة للجدل.
أسهمت الديون المرتفعة في تمويل النمو السريع لشركة "تشيسابيكي إنيرجي”، وقد تم استبدال ماكليندون كرئيس تنفيذي للشركة في عام 2013 بعد فضيحة تنطوي على قروضه الشخصية، وتوقفت مسيرته فجأة في آذار(مارس) 2016 عندما توفي في حادث سيارة وكان عمره 56 عامًا.
في البرازيل، برز اسم سيرجيو مورو، وهو قاض برازيلي، قاد تحقيقًا في قضية فساد هزت عرش السلطات في قارة أمريكا اللاتينية، حيث أدى تحقيقه في الرشاوى التي دفعتها مجموعة البناء العملاقة "أودبريشت” إلى سجن الرئيس البرازيلي السابق لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، وتورط أربعة رؤساء سابقين أو حاليين في بيرو، وفي العام الماضي، أصبح مورو وزيراً للعدل في حكومة الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، وهو انتقال إلى السياسة قد يضعه على مسار خوض الانتخابات الرئاسية.
أما لاري فينك مؤسس شركة "بلاك روك”، فقد كان بالأصل واحدا من أكثر المشغلين نفوذاً في "وول ستريت” عندما اندلعت الأزمة المالية العالمية، لكن الصفقة التي أبرمها في عام 2009 لشراء وحدة إدارة الأصول في بنك باركليز البريطاني دفعته إلى صفوف أقوى شخصيات العالم.
وأتاحت وحدة الصناديق المدرجة في البورصة لشركة "بلاك روك” الوصول إلى الأدوات الاستثمارية الرخيصة، لتصبح الشركة أكبر لاعب في هذه الصناعة، الأمر الذي ساعد في زيادة أصولها إلى 7 تريليونات دولار.
أما كايلي جينر، أصغر وأول مليارديرة عصامية في العالم (22 عامًا) فقد أسست شركة "كايلي” للمستحضرات، وباعت حصة أغلبية في شركتها إلى شركة "كوتي” مقابل 600 مليون دولار في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، متغلبة على تفكير من كان يعتقد أن بيع أحمر الشفاه على الإنستاجرام يعد عملا هامشيًا.
لكن عثرة كايلي جاءت عبر معركة استمرت ثلاث سنوات من أجل تسجيل الاسم "كايلي” كعلامة تجارية في الولايات المتحدة، والتي أوقفتها اعتراضات امرأة تدعى كايلي مينوج، وقد تم حل النزاع، والمرأتان كايلي تبيعان معاً الآن مستحضرات التجميل.
في إحدى الليالي الثلجية في باريس عام 2008، شعر ترافيس كالانيك بالإحباط لأنه لم يتمكن من الحصول على سيارة أجرة، فقرر إنشاء خدمة أوبر لطلب سيارات الأجرة، والتي تطورت كخدمة ليموزين في سان فرانسيسكو، وهي الآن عادة منتظمة لأكثر من 100 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وفي عام 2017 بلغت ثروة كالانيك6.3 مليار دولار، بعد أن وضع نموذجًا جديدًا لمشاريع "اقتصاد الوظائف المرنة” في العقد الماضي.
وفي فرنسا، أسهم التحليل الاقتصادي الذي أجراه الفرنسي توماس بيكيتي حول جذور وعواقب عدم المساواة في كتابه: "رأس المال في القرن الحادي والعشرين” في تشكيل نقاش موسع بشأن توزيع الثروة في أعقاب الأزمة المالية العالمية في 2008، وقد وضع الكتاب الأساس الفكري للحركات السياسية في كل أنحاء العالم، والتي نشأت كاستجابة لتراكم الثروة السريع من قبل أغنى الأغنياء في عصر تميز بالتقشف والتسهيل الكمي.
ونتوقف في المحطة الأخيرة، عند نايجل فاراج، والذي يعد علامة فارقة في إعادة تشكيل السياسة والاقتصاد في خامس أكبر اقتصاد عالمي عبر "بريكست”، فقد كانت ضغوط زعيم حزب الاستقلال البريطاني، جزءًا رئيسيا في قرار ديفيد كاميرون رئيس الوزراء الأسبق في إجراء استفتاء بحزيران (يونيو) 2016 حول مغادرة الاتحاد الأوروبي.
لعب فاراج دوراً قويا عالي المخاطر، وإن كان مثيراً للجدل، في الحملة الفائزة، ومع تزايد الدعم لاستفتاء ثان، أنشأ فاراج حزب بريكست، واستخدم نجاحه في الانتخابات الأوروبية لمنع المحافظين من التراجع، ورغم انتصار بوريس جونسون في الانتخابات العامة، إلا أن جزءًا كبيرًا من نهج جونسون تم إملاؤه من قبل فاراج.