اخبار البلد- كتب اسامة الراميني
اثار خبر صحيفة الغد الجدلي يوم امس المتعلق بهروب مستثمر في قطاع الاسكان والمقاولات بعد حصوله على تسهيلات مالية لعشرات الملايين حالة من الفزع والحيرة والدهشة وسط مشككين في الخبر واصله وفصله وآخرين يبحثون عن معلومات من اي مصدر عن هوية المستثمر المليونير الذي فرّ وغادر دون سابق انذار كما جاء في مضمون الخبر .
الفضوليون وهم كثر في بلدنا ومن مختلف الطبقات والمستويات ضربوا بالمندل وطالعوا "حظوظهم بالاكفاف" لعلهم يهتدو او يتوصلو الى خيط يدلهم على حروف من اسم هذا المستثمر ومنهم من استعان بصديق بعد ان انتهى من جردة الحساب حول الاسماء التي فرت او في طريقها الى الفرار.
الخبر اخذ اهتمام غير مسبوق على كل المستويات وانتشر كالنار في الهشيم في صالونات النميمة والحقول الالكترونية باعتبار ان الخبر قادم من صحيفة يومية تحظى بمصداقية عالية وذات وزن وتحافظ على سمعتها المهنية ومصداقية في طرحها وتناولها للقضايا وليس خبراً على شكل اشاعة مزروع " لغما " في وسائل التواصل الاجتماعي بلا هوية او اب او جذر فتاهت النخب ومعها صالونات عمان وجحافل وجنود الاعلام واصحاب الاجندات والفضوليون باحثين عن اصل وفصل الخبر وهويته وصاحب الحظ السعيد الذي لهف و"شفط" الملايين قبل ان يغادر في سفرة بلا عودة الى جهه غير معلومة.
التفاصيل غير مهمه وربما تتلاشى مع العناوين لكن الخط العريض لهذا الخبر القصير يفرض نفسه ويطرح تساؤلاً حقيقياً حول مصداقيته او ضياعه في غياهب الجُب .....السؤال الجوهري يقول هل يوجد مستثمر اردني فرَ وغادر خارج البلاد؟! ام ان المسألة مجرد مزحة او فبركة او ربما خطأ في الوصف والقيمة باعتبار ان المحرر قد وقع باللغو والخطأ المباح عندما لم يميز بين مقاول فر قبل شهر او غادر في ظروف لايعلمها احد وبين المستثمر الذي قال وداعاً للوطن وحصل على تسهيلات بالملايين من بنك كما يقول الخبر و لانريد ان نخوض بالتفاصيل ..
" الزبدة " او الخلاصة هل ستعتذر جريدة الغد عن خبرها "اللغم" ام انها ستتوسع في شرح خبرها القصير بتقرير مطول مسنود بروايات ومصادر مهمه تؤكد صحة خبرها .
معلومات " اخبار البلد " تشير بأن "لا دخان بلا نار" تكاد تكون الاكثر وصفاً لحالة الخبر الذي كان دخانه اكثر من ناره فالمعلومات تشير بأن البنك المركزي استطلع الامر وارسل مذكرات خطية الى اربعة بنوك محلية يستفسر عن شركة مقاولات كبرى يديرها شخص قد لايكون معروفاً بالوسط السياسي والنقابي كونه يتخد من عواصم افريقية مقراً له ونشاطاته الهندسية مقتصرة على مشارع ضخمة في الاردن وفي عواصم قريبة وبعضها تنفيذ مشاريع في موريتانيا.
والغريب في الامر ان هذه الشركة التي حصلت على تسهيلات كبيرة من البنوك الاربعة لم تقدم الضمانات الكافية للحصول على تلك التسهيلات المليونية .. هذا عدا عن كفالات حسن التنفيذ التي سيضطر البنك بدفعها لاصحاب المشاريع والعطاءات الخاصة بها.
هذا الدخان سينقشع وسيتبدد بالقريب العاجل بعد استيضاحات ورسائل البنك المركزي الذي حاول معرفة حقيقة القروض الممنوحة لهذة الشركة والضمانات المقدمة لها وتحديداً بالتسهيلات الممنوحة لصاحب شركة المقاولات ( م. ع ) وشركته ( ع للمقاولات )
وللحديث بقية