عمّان.. مزراب حنين

عمّان.. مزراب حنين
أخبار البلد -   اخبار البلد-
كل شتاءٍ وأنتِ بخير.
أيتها المدينة القَصِيَّة التي تنام على يدي، وأنام أنا تحت مزراب الحنين وزخّات التذكّر. المدينة التي كَمْ تشاجرنا في النهار كشقيقين ثم في الليل نتقاسم لحافاً بارداً وقصيراً.
صباح الشتاء إذاً، أيتها الشوارع التي تخبئ قصصنا في جيوبها، وتخبئ الأرقام والأيّام وأسماء الناس في جوارير محكمةٍ تنمو على أطرافها أشجار صغيرة.
أيتها الشوارع التي تفيض الآن بالماء، وتغسل خطانا ولا تمحوها، وتدقُّ باب المقابر المكتظة بالأمهات.
ينزل الشتاء الآن في ساحة بيتنا، ذلك الذي لم يغيّر بابه أو وجهه منذ أربعين سنة.
ينزل الشتاء بصوتٍ مبحوح.
ينزل الشتاء الآن في ساحة مدرسةٍ، وعلى نوافذ صحيفةٍ، وفوق ثكنةٍ عسكرية، وصالون حلاقة، ومستشفى كثير الممرّات، وأسمعه يسقطُ موجعاً على مكاني البارد.
لعمّان رائحة تظلّ تشمّها وأنت هناك، في أعالي الغياب، كأنما عالقة بثيابك، أو.. لعمّان رائحتان: واحدة في الصبحِ؛ حين تخرج للشارع والندى يلمع على طرف الرصيف وأبواب البيوت وأوراق الشجر، تحسّها رائحة شمسٍ لا تزال نيئة، أو رائحة وردٍ يتهيأ للعمل.
رائحة فجرٍ خفيف..، أو هو فجرٌ شخصيٌّ لك أنت؛ يخصّك وحسب!
رائحة الصابون تنبعث من البيوت، والطالبات يمشطن شعورهن المبللة، رائحة الشاي بالنعناع يشربه الآباء على العتبات بسرعةٍ للّحاق بالباص، رائحة الغبار يكنسه عامل النظافة بمكنسةٍ كسولة.
ورائحة في الظُّهر: رائحة الثوم على الباميا من شبابيك الأمهات، أو جارات يغسلن الدرج، رائحة الغسيل المعطر على السطوح.. ورائحة النعاس حين يغفو العجائز والأطفال والقطط على العتبات المشمسة!
لعمان، أيضاً، رائحة في المساء: بخار صوبّة الكاز، و.. ياسمينٌ يتثاءب عند باب البيت!
لعمّان صوت!
تسمعه هناك، وأنت تسكن في الضجيج، يتمتم في أذنيك مثل الأدعية!
تظل تستعيد الأصوات في أذنيك مهما ابتعدت.. تلاميذ يتنططون في الطريق الى البيوت، ولد يبدأ رحلة الحب بتنهيدة، صوت أم كلثوم من مطعم سهرانٍ في وسط البلد.. صوت الأذان في قيلولة العصر، ودعاء أم لابنها وهو قاصدٌ وجه الكريم يبحث عن عمل.
لعمان صوتٌ في الليل: رجاءات النائمين وحدهم، صلوات النادمين، وأشواق كتومة لا تفصح عن أشواقها لأحد!
لعمان أسرار تتقاسمها مع كل ولد.
أولادها الذين كبروا يخبئون أسرارهم تحت حجارتها.. كل ولد له حجره، يخبئ ذكرياته وصباه وضعفه وقوته وأحلامه وأمنياته وحماقاته و… لكل ولدٍ حياة هنا؛ سيعود لها ينفض عنها الغبار ويُغسّلها ويتشممها ويبوسها ويعانقها وهو ينشج من حنين.
ولكل ولدٍ عمّانه التي لا تشبه عمّان أي أحد!
شريط الأخبار مليون مستخدم جديد انضموا في يوم واحد إلى "بلوسكاي" البديلة من "إكس" الدفاع المدني: إنقاذ طفل سقط في منهل للصرف الصحي في إربد مهم قبيل مباراة النشامى والكويت قصف إسرائيلي يستهدف منطقة المزة بدمشق الأردن يؤكد أن الأونروا هي "طعام على المائدة" ويرفض أكاذيب إسرائيل وادعاءاتها المضللة ضدها ضبط 1792 متسولا في 3 اشهر "البريد الأردني" يحذر من رسائل احتيالية تدعي نقص معلومات التسليم طقس الجمعة أعلى من المعدلات الاعتيادية ..تفاصيل الحالة الجوية اليوم وغداً وكالة التصنيف العالمية AM Best ترفع التصنيف الائتماني لمجموعة الخليج للتأمين-الأردن إغلاق 35 مقهى في عمان لهذه الأسباب تعيين ناديا الروابدة رئيساً لهيئة مديري الشركة الوطنية للتنمية السياحية حسّان: الحكومة بدأت بتخصيص أراض لفئة الشباب انتهاء إعفاء السوريين من رسوم تصاريح العمل ومعاملتهم كبقية الجنسيات الملك والرئيس الإماراتي يبحثان هاتفيا جهود إنهاء الحرب على غزة ولبنان إعلان تشكيلة النشامى "الأساسية" أمام العراق ولي العهد في رسالة لمنتخبنا الوطني: فالكم التوفيق يالنشامى رئيس الوزراء: الحكومة تعمل على تطوير التعاونيات ودعمها لتمكينها من تنفيذ مشاريع زراعية نوعية تسهم في تطوير القطاع وتوفر فرص التشغيل الجيش الإيراني: سنرد ردا مدمرا على الكيان الصهيوني الضمان الإجتماعي يشتري (20) ألف سهم في البنك الأهلي الأردن يحتل المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج التمور وإنتاجنا السنوي يصل إلى 35 ألف طن