مرحلة الطفولة هي أهم
مراحل النمو وأكثرها تأثيراً في حياة الفرد وإدراكاً لأهمية الطفولة يسعى كل مجتمع
إلى الاهتمام بأطفاله ، لأنه إذا فعل ذلك فإنه يهتم بحاضره ومستقبله ، لكن الوضع
الاقتصادي والذي نعيشه الان جعل الاطفال يقومون بأعمال شاقة ومرهقة من أجل لقمة
العيش وهم تحت السن القانوني اذ يلقون بأنفسم الى أضرار جسمية ونفسية واجتماعية
وتعليمية .
في
الأردن ارتفع عدد الأطفال الذين لم يتجاوزوا السن القانونية والذين دخلوا سوق
العمل مجبرين لا مخيرين الى 70 ألف طفل تقريباً وهذا العدد يعتبر كبير جداً بالنسبة
لعدد السكان، لهذا أردنا تسليط الضوء على هذه القضية التي باتت تقلق الكثيرين من
الناشطين الحقوقيين والذين يطالبون دائماً بتحرير رقاب هؤلاء الأطفال واعطائهم جزء
كبير من الحب والحنان ، حيث قاموا بعمل دراسة وتم اعدادها بدعم من الإتحاد
الأوروبي كما اظهرت نتائج هذه الدراسة الى ان الاثار الاجتماعية والاقتصادية قد
تراوحت ما بين الدرجة المرتفعة والمتوسطة والمنخفضة ، وسبب المشاكل الاجتماعية
اهمها مشكلة التفكك الأسري وتواضع المستوى الثقافي للأسرة والفقر وتدني مستوى المعيشة التي تجبر الأطفال الى
الإتجاه لسوق العمل لزيادة دخل الأسرة او سبب عجز الأهالي عن الإنفاق على اطفالهم
وخاصة في الأوضاع الإقتصادية الحالية.
بالنسبة
للاثار الصحية يتعرض الطفل للكثير من المخاطر الصحية وامراض المهنة والحوادث
واصابات العمل فقد قامت وزارة العمل ووزارة التنمية الاجتماعية في مكافحة عمالة
الاطفال بدرجة كبيرة ، حيث عملت فرق وزارة العمل زيارات تفتيشية بشكل مستمر من
منطلق حماية الاطفال التي دفعت بهم ظروفهم الى ترك مقاعد الدراسة مبكراً .
ومن
الاليات المقترحة للحد من ظاهرة عمالة الأطفال توسيع الحماية التشريعية للأطفال
العاملين وتوسيع شبكات الضمان الاجتماعي التي تشمل الأسر الفقيرة لتوفير الدخل
اللازم لها وعدم اللجوء والمجازفة بأطفالهم الى سوق العمل وتوسيع المظلة التأمينية
وتشمل جميع الاطفال العاملين دون التقيد بالسن وتوفير المساعدات المجانية للأطفال
وإيجاد قواعد ومعلومات حول عمالة الأطفال.
أتمنى
أن يعطى لهذا الموضوع الأولوية لدى المسؤولين وعمل برامج لتوعية وحماية الأطفال من
الانخراط في سوق العمل وعمل برامج أيضاً لرفع مستوى وعي الأسر حول الأضرار
المترتبة على عمالة الأطفال لانه حقاً الطفل غير مجبر على تحمل المسؤليات منذ صغره
الطفل يجب ان يندمج مع اطفال جيله وأن يستمتع بطفولته وتعليمه.