حقق الرئیس التونسي الجدید قیس سعیّد فوزا كبیراً على منافسیھ في الدورة الاولى وتوجھا بالفوز الكبیر في الدورة الثانیة على المرشح نبیل القروي رجل
ّ د مول حملتھ الناس البسطاء الذین التفوا حول
الاعمال الغني المدعوم من دول عربیة وقام بصرف ملایین الدولارات على حملتھ الانتخابیة في حین ان سعیّ
.خطابھ غیر المعھود
تجلى الأمر بخطاب سعیّد غیر التقلیدي والذي یعیدنا إلى زمن القومیة العربیة في ستینیات القرن الماضي فھو كان یتحدث باللغة العربیة الفصیحة ورفض
التحدث باللھجة التونسیة كما أنھ حیّا فلسطین في خطاباتھ ورفع علمھا الى جانب العلم التونسي واكد مناھضتھ للتطبیع مع الیھود واعلن انتھاء «عھد
الوصایة» وان العھد الحالي مختلف كثیرا ولن یكون تابعا لاي دولة. وعندما انتقد السفیر الفرنسي سعیّد بانھ لا یعرف السیاسة قال لھ «اما ان تقعد في
.«سفارتك او تخبر وزیر الداخلیة عن تحركاتك خارج العاصمة
انحاز الناخب العربي التونسي الى خیار الوطنیة العروبیة ولم ینحز الى المال السیاسي الاسود رغم ملایین الدولارات التي صرفھا القروي، وھذا یثبت انھ
في الوقت الذي یعطى فیھ الناخب العربي حریة القرار بانتخابات نزیھة فانھ سینحاز الى الوطنیین والمؤمنین بالعروبة ولیس الى المال الاسود والرشاوى
.السیاسیة والوعود الكاذبة
في حالتنا الأردنیة ونحن مقبلون على انتخابات نیابیة في منتصف العام القادم فان الوضع قریب جدا اذا اتیح للناخب خیارات وطنیة وان الاعلان منذ الآن ان
الكتلة الاكبر التي ستتشكل في المجلس النیابي القادم سترشح مرشحھا لتشكیل حكومة برلمانیة فإنني على ثقة ان كثیرا من المخلصین للوطن والعروبیین
والوطنیین والحزبیین والنشطاء الفاعلین سیترشحون في ھذه الانتخابات وعندھا سیتراجع ضغط الوعود الانتخابیة الكاذبة والمال السیاسي الاسود الذي افرز
.المقاولین واصحاب العطاءات بدلا من الماسكین على جمر الوطن والوطنیة
یضاف الى ذلك تعدیل قانون الانتخاب بحیث یتم تغلیظ العقوبات على استخدام المال السیاسي الاسود والرشاوى والوعود بالمناصب وغیرھا من اسالیب
انتخابیة ملتویة فاننا سنكون امام خیارات جدیدة بحیث تفضي الانتخابات الى تشكیل حكومة برلمانیة كما تحدث عنھا جلالة الملك في اوراقھ النقاشیة وفي
.اكثر من لقاء مع النخب والمھتمین
الناخب العربي والاردني خصوصا لیس مستلبا لاصحاب النفوذ كما یدعي البعض وانما ھو منحاز الى الوطن ولكن وبسبب من قانون الانتخاب واجراءات
الھیئة المستقلة للانتخاب القاصرة عن محاربة المال الأسود رأینا في المجالس الأخیرة تغول أصحاب النفوذ المالي على غیرھم من الوطنیین الذین دخلوا
.المجالس، على قلتھم، وھم من یدافع الآن عن قوت المواطن وھمومھ المحلیة الوطنیة والعربیة القومیة
آن الآوان لاعلان صریح من الدولة الاردنیة یؤكد أن الانتخابات النیابیة القادمة ستكون مقدمة لولوج نمط جدید من الحكومات ینھي الوضع القائم على أن
.یترك للمواطن حریة الاختیار بعیدا عن الضغوط والممارسات المالیة التي یجب محاربتھا قانونیا.
الانتخابات التونسية والتجربة الأردنية
أخبار البلد - اخبار البلد-