ما بین الأزمة وحل الأزمة وقت ضاع على الطلبة دون أي مبرر، ما دام بالامكان الوصول إلى حل حتى لو كان مكلفاً، الوقت المھدور یدل على إشكالیة في
.التقییم لدى احد طرفي الخلاف وھذا الطرف یتحمل المسؤولیة عن شھر التأخیر في السیر بالمنھاج الدراسي للطلبة
وبالرغم من قتامة المشھد الذي مر، إلا اننا نستطیع ان نلحظ بوضوح صحة حالة دیمقراطیة عاشھا الأردن على مدى أسابیع الأزمة، فقد مورست
الدیمقراطیة ممارسة كاملة دون أي مصادرة أو انكار، وكفل الدستور والقانون للمعلمین حق التعبیر بحریة عن رأیھم وحق التمسك بالمطالب دون خوف على
.أمنھم الشخصي او الوظیفي بما في ذلك اللجوء الى الاضراب
. ُ ان ھذه الصورة یمكن اعتبارھا اضافة ایجابیة ترتقي بمستوى الحریات العامة لبلدنا كجزء من عالم یعتبر حق المواطن في التعبیر عن رأیھ مقدساً لا یُمس
كنا نتمنى ان لا تطول مدة مفاوضات المطالبة بالحقوق النقابیة، وممارسة المماطلة، اسابیع اربعة سیكون لھا ابعادھا السلبیة على نفسیات الطلبة الذین ربما
شعر بعضھم بالفرق الطبقي وھم یشاھدون ابناء ذات الوطن طلبة الخاصة متوجھین الى مدارسھم غیر متأثرین بالازمة ولا تعنیھم رواتب معلمیھم او رواتب
.ودخول اولیاء امورھم
وكنا نتمنى على الحكومة التي اثبتت في نھایة مارثون التفاوض ان الحل بیدھا عندما استجابت لمطالب النقابة، لو جاءت استجابتھا مبكرة واراحت الناس من
.معاناة استمرت شھراً كاملاً خوفاً على مصیر ابنائھم، وبنفس الوقت أكدت حرصھا على مصالح العامة كونھا صاحبة الولایة بحكم الدستور
اما وقد حدث ما حدث وارتاح الوطن من تعب الوقوف على رجل واحدة فان التركیز الآن یجب ان ینصب على مسألتین ھامتین لا اظن ان الحكومة والنقابة
غافلتین عنھما، المسألة الاولى، البدء فوراً بوضع خطة دراسیة جدیدة لتعویض الطلبة عن مدة التعطل، والثانیة تشكیل خلیة بحث محایدة لمراجعة كل
الحیثیات والتفاصیل التي رافقت الازمة منذ الیوم الاول وحتى الیوم الاخیر وتدقیق المواقف والتصریحات سواء داخل الغرف المغلقة او امام كامیرات
.ومیكروفونات الاعلام وھذه المراجعة بالطبع تشمل طرفي الازمة بما في ذلك الخطابات التي ارسلھا كل طرف سعیاً منھ لاقناع الشعب بصوابیة وجھة نظره
ان مثل ھذه المراجعة ضروریة لانھا تعتبر تمریناً حیاً بحكم خبرة في معرفة ادارة الازمات وخصوصاً اذا ما تم التعرف على الاخطاء ونقاط النجاح والفشل
ِ لتجنبھا تكون بمثابة دروس مفیدة في مواجھة ایة حالة مشابھة او مغایرة للازمة التي حدثت، فالجھود یجب ان تذھب الان الى استخلاص الدروس والعبر
.ولیس الى التلاوم والقاء التھم
لقد مر الوطن بازمة اثرت على معظم البیوت والاسر التي تكابد ضیقاً في الحال جراء ازمات اخرى غیر خافیة على احد، لكن ھذا الحمى الذي اعتاد ركوب
. ِ الصعاب وقھرھا لم ینھزم یوماً او یتقھقر بفضل ثبات ابنائھ وتصمیمھم على التمسك لوطنھم واعلاء رایتھ مھما تعاظمت الخطوب.
الأزمة تمرين حي على مهارة الحوار الديمقراطي
أخبار البلد - اخبار البلد-