أخبار البلد -
لقد ساءني ما رأيت وأرى وأسمع من تحشيد في الشارع ومن بعض منتسبي "السلطة الرابعة" صوت الحق والحقيقة من الوسط الإعلامي والصحفي بكل أسف و التي يفترض تناول الموضوع من قبلهم بمهنية وموضوعية بالصمت ان لم تكن هناك بادرة خير لإنهاء المشكلة ، ومواطنين وعدد من النواب ساروا على ذات الدرب متهمين المعلمين بالاستغلال لمجرد مطالبتهم بتحسين وضعهم المعيشي ، أضرت بالصورة الديمقراطية التي يعيش تحت ظلالها المواطن الأردني، ويترك تساؤلاً هل الأمور تتجه للتعقيد وتحويل الأمر لأزمة ربما هناك توجه لخصخصة التعليم لتحميل المواطن عبء تعليم ابنائه من المهد إلى سن العمل إلى جانب ما يفرض عليه من ضرائب ربما بناء على توجيهات من صندوق النقد الدولي الذي تحول اقتصادنا فيه جراء مطالبه مرهوناً إليه يتحمل المواطن الغلبان تبعات هذه المطالب.
حقاً لمن المضحك المبكي أن تتحول مطالب المعلم في تحسين وضعه المعيشي إلى أزمة مفتعلة وأن ينظر للمعلم بهذه النظرة الدونية والتي لا تنال من قدره بقدر ما تنال من المنظومة والقيم المجتمعية في أردن التكاتف والتعاضد ، فكل الدول المتقدمة في العالم توفر للمعلم العيش الكريم الهانئ لخدمة تقدم البلد ورقيه ، فانظر ماذا قال رئيس وزراء ياباني حين سُئل عن سر التطور التكنولوجي في بلاده أجاب : " لقد أعطينا المعلم راتب وزير .. وحصانة دبلوماسي .. وإجلال الإمبراطور " والكثير من دول العالم المتطور كلوكسبورغ وسويسرا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول العالم المتقدم رغم إثقال كاهل الكثير منها بالديون في الوقت الذي يجري فيه تجييش وتحريض في الشارع للحط من قدره واتهامه بالانتهازية فيا ليت الفاسدين نالوا وتعرضوا للتجريح والتجييش ضدهم كالذي يتعرض له المعلم ؟.
المعلمون لم ينقطعوا البتة عن مدارسهم ويقرعون جرس طابور الصباح المدرسي ويجري ترديد السلام الملكي يوميا رغم الإضراب ويراعى الطلاب الذين يتواجدون في المدرسة وهم كذلك "أقصد المعلمين" آباء وأمهات لهم أبناء في المدارس كما الآخرين وهذا دليل ولائهم للوطن وقيادته ناهيك عما هم منهمكون فيه باصلاح المقاعد التي تعتبر قصة نجاح في حالة الاضراب، ينسجها معلمو المملكة حيث في كل يوم يثبتون أنهم الأكثر ولاء وانتماء لهذا الوطن وقيادته الهاشمية وتعود معاناتهم مع الحكومة بنفس المعاناة التي عاشوها حتى سمح لهم بأن تكون لهم نقابة .
الحل الأمثل لحل المشكلة يكون بالحوار البناء مع ممثليهم من موقع الاحترام ، لا بالتجييش والتحريض ضدهم او بالتهديد والوعيد الذي ما زلنا نتابع فصوله ، إذ ليس من حق أحد أن يزايد عليهم في حب الوطن والانتماء إليه.
abuzaher_2006@yahoo.com