لم یعد ثمة كثیر یمكن قولھ بخصوص الطریق الصحراوي الذي یعتبر الشریان الرئیسي لربط محافظات المملكة
وتجتازه یومیاً أعداد كبیرة من المواطنین، ویبدو أن عملیات التأھیل تمضي بوتیرة أبطأ من المتوقع أو من المأمول،
ولكن ما الذي یمكن أن یضمن أن ینھي تأھیل الطریق الحوادث المروریة القاتلة؟
ربما سیكون لھ أثر كبیر ولكن الحلول موجودة للتخفیف من مخاطر الطریق حالیاً وبعد إنجازه، فمستخدمو الطریق
یعرفون الدور الذي تلعبھ الشاحنات المتجھة من وإلى العقبة في تعقید المسألة ودفع سائقي السیارات الخفیفة المغامرة
لتجاوز ھذه الشاحنات أو المناورة معھا، ولذلك ربما من المناسب التفكیر أن یتم العمل على تخصیص ساعات محددة
.للشاحنات بعیدة عن أوقات الذروة لتقوم بعملیات النقل المخصصة لھا
توجد دول كثیرة تطبق حلولاً خاصة لمخاطر تواجد الشاحنات على الطرق لتخصص لھا طرقاً موازیة وھذه طریقة
مكلفة ولیس وارداً اللجوء لذلك في الحالة الراھنة، أما ضبط أوقات مخصصة للشحن فأمر تنظیمي ممكن، إلا أنھ یجب
أن یتكامل مع الرقابة على الطریق مروریاً لضبط سرعة السائقین وإغلاق بعض المنافذ التي تغري السائقین بالالتفاف
.لاختصار الطریق
یتوجب خلق حالة تحالف وطني للخروج من الاستنزاف الذي یشكلھ الطریق الصحراوي، فالقصة لیست في الإدارة
المركزیة لأن الطریق الممتد یتطلب مشاركة من البلدیات المختلفة التي یعبرھا والتي یمكن أن تسھم لحد كبیر في
.الوقوف على مشاكل الطریق وخبایاه التي تلتھم السائقین الذین لا یمتلكون الخبرة الكافیة للتعامل مع الطریق
یجب الالتفات أیضاً إلى أنھ لا توجد حلول جذریة للطرقات وصیانتھا المكلفة، وإن تكن الرقابة الصارمة على
المواصفات مطلوبة لتخفیف الھدر في الاستثمار، فان التمویل سیقف عائقاً مزمناً في تأھیل الطرقات وربما من
المناسب التفكیر في الحصول على رسوم مناسبة لاستخدام الطریق وھو الأمر الذي لا یطبق في الدول المتقدمة وحدھا
ولكن في دول نامیة مثل مصر والھند، ولا یعني ذلك طبعاً أن تتم خصخصة الطریق وتأسیس شركات لإدارة ذلك وما
إلى ذلك من تصورات تفتح باباً للفساد أو شبھات الفساد، فصندوق حكومي تقوده واحدة من الھیئات القائمة أصلاً أو
.یحتل غرفة صغیرة في وزارة النقل وذلك سیكون أكثر من كاف
الحلول تتطلب تحركات صغیرة ومدروسة ولیس أن تحول كل شيء إلى عنوان عریض ونبدأ في تكوین اللجان لبناء
الاستراتیجیات وتعبئة الملفات وتسلیمھا إلى حكومة جدیدة تبدأ من الصفر، یسمى ذلك الحرث في الماء وما نریده
.أرضا قابلة للزرع والثمر
الطريق الصحراوي.. والمراوحة في المربع صفر!
أخبار البلد - اخبار البلد-