أخبار البلد - ويظـــــــــــــل الســـــــــــــــؤال
الكاتب الصحفي زياد البطاينه
لاادري هل عالم الجريمه بالماضي كان عالما اكثر انسانية مقارنه بعالم الجرائم في هذه الايام ....حيث كان اشد رحمه من الحكم على جرائم . يرتكبها اليوم لصوص شيك يرتدون البدل الأنيقة التى تخفى كروشهم المتدليه أمام أجسادهم القزمة ، وربطات العنق التى تزغلل العين بألوانها الجميلة التى تخفى سواد قلوبهم ، عمى بصائرهم وبصيرتهم ...
.لصوص اليوم تراهم بسياراتهم الفارهة تفتح لهم الأبواب وتكسر لهم الحواجز وتؤمن لهم الحراسة المشددة لحمايتهم ( ولا أدرى من يحمى من وممن ؟ وتسير لهم المواكب الصاخبة التى تغلق الشوارع والممرات أمام مواكبهم وتقف لهم عناصر الأمن لتعطى لهم التمام تحية إجلال وتقدير لمناصبهم الحساسة ، وتنحني لهم الهامات . روائح عطورهم الباريسية الفواحة لم تعد قادرة على إخفاء روائح فسادهم الكريهة النتنة .. واذا عددنا أشكال الفساد سنجد أننا بحاجة لآلاف الصفحات
وبدون مبالغة ربما لا تكفى .. أوكار لهذا الفساد والكذب والنفاق والضحك على الشعوب التى تتضور جوعا وبات الفقر آفة المجتمعات يقضى على ثروة بشرية هائلة كان من الممكن الاستفادة منها فى شتى المجالات ولكن للأسف وجود سياسات الفشل بامتياز حال دون تحقيق ذلك
فى الماضي كان اللص يسجن عند ارتكابه جريمة السرقة التى لم تتجاوز يوما رغيفا من يسد فيه رمقه او يطعم اطفاله وما ان يخرجمن المسائله او الحجز حتى يتوارى خجلا عن أعين الناس حين تكتشف جريمته وتشيع بين أهل الحي او يترك البلدة ويبتعد عنه القاصي والداني وكانه مكروب فتاك ويظل اسمه الحرامي حتى بعد المماتويبقى فى صحبة هذا اللص عار لايمحى وشبهة مسيئة لسمعة الشرفاء .. ,
واليوم ينتشر الحراميه في كل مكان ونراهم ينحنون لهم ويعتذرون لهم ويدعونهم الى الولائم والموائد ويجلسونهم في صدر البيت ويتسابقون على السلام عليهم والاشادة بهم تزلفا وتقريبا وهم يعلمون حقيقتهم اعني من يسرق او يرتشي او يهدر المال العام على الانتريهات والمكيفات ، وتجديد الحمامات والسيارات وتغيير الموكيت والسجاد والبرادي ويقدم الاعطيات والمكافات والتنفيعات بينما طوابير الفقراء والمحتاجين طوابير العاطلين عن العمل طوابير الذين لاييتقنون فن التمثيل والتزمير والتطبيل ومن لم يجد ثمن عزومه للبيك تتسع ويتضورون جوعا والعطش والمرض والحاجة تزداد ..
ويظل السؤال من يحاسب هؤلاء الفجرة ؟الذين سرقواالشعب لقمه العيش وباعوا موجودات وممتلكات الوطن واشتروا الضمائر وحكموا وتسيدوا بمال الشعب ومع هذا لم يطلق عليهم لقب حرامي..... ولم يرحل بل سكن الوطن واصبح سرطانا يستشري.... والالم يعصر قلوب اهله
ويظل الســـــــــــــؤال .
من يجبر هؤلاء اللصوص على رد أموال الشعب المنهوبة وممتلكاته المسلوبة ؟ وان كانت كل تلك التقاريرالتي اوردتها الجهات لمختصة خرجت لتستفز مشاعر الشعب وتؤكد له أن السادة ممن صدقوا أنفسهم أنهم من أكابر البلد وعلية القوم المنزهون المعصومون من كل خطأ فأين محاسبة جهاز المحاسبات من تلك الجرائم التى ترتكب (على عينك يا تاجر ) والذي يكتفي بوضع التقارير وعرضها دون تقديمها الى القضاء الجهة المخولة بإصدار الحكم على هؤلاء بالنفي او حتى الإعدام ؟ أين القضاء من محاكمة هؤلاء ؟ وليس محاكمتهم فقط بل يتوجب علينا إجبارهم على رد كل تلك الأموال المنهوبة وتجريدهم من كل دينار او بالدولارلانهم لايتعاملون بالدينار الغير مستقر سعر صرفه يمكن اخذ من المال العام بدون وجه حق ..
أصبح واجب على كل اردني حر ان يعرف إن هؤلاء انهم هم أسباب فقره وجوعه ومعاناته وانتحاره نتيجة عجزه و دفعه فواتير الغلاء المعيشي والارتفاع الجنوني في أسعار السلع الاستهلاكية إلى محاولة الانتحار عبر إشعال النيران في نفسه وشقته) .
وكان الموت أصبح خيار الشعب الوحيد بينما يصبح خيار الاخر هو التمادي في الفساد ونهبها لأموال شعب مقهور مغلوب على أمره دون محاسبة ودون اتخاذ اى إجراء لدفع اللص لرد مسروقاته ..
فمتى بالله عليكم نغير خياراتنا ونختار الحياة بشرف وكرامة وإصرار تام على استرداد الحقوق مهما كلفنا الأمر وان كان الموت هو مصيرنا على يد تلك العصابات ألا بجدر بنا اختيار الموت دفاعا عن حق مسلوب بدلا من الموت انتحارا واستسلاما لواقع مهزوم ؟
ألا يحق لنا التصدي لطوفان الفساد ومحاسبة مرتكبيه بدلا من ترك اللص ينعم بما سلب وبما نهب من أموال لاحق له فيها ؟من هنا فاني اخاطب الضمير ان نختار الاجرا والاقوى والاقدر على فهم حقيقتنا وحقيقة جوعنا وعطشنا نختار من يستطيع الوقوف بوجه تلك الفئة الفاسدة ولا ينجرف اليها نريد المشرع القادر الكفؤ فالنيابه تشريع ومحاسبه نريد من يسن قانونا يعمل على محاسبه اللصوص وتسميتهم باسمائهم الحقيقية لصوص و مصادرة أموال كل من تسول له نفسه إهدار المال العام أو التصرف فى الممتلكات العامة أوالخاصة دون تفويض من الشعب .. وأتمنى ان يرى هذا القانون النور وألا يقف نوابنا كحجر عثرة أمام صدوره او اقراره او تنفيذهاو تبرئه المتهم من خلال لجنه غالبيه رجالها مشدوده الى تلك الفئة الضاله بحكم المصالح والمنافع .. ..
الكل اصبح يتمنى ان نرى يوما واحدا من هؤلاء الفاسدين يحاسب على جرائمه وسوء استخدامه لسلطاته ، سوء إدارته .. بل أتمنى ان يستطيع الشرفاء رد الأموال المنهوبة الى اهلها الى الشعب وتحسين أحوال البلاد والعباد .. وان يكون هناك رقابة مشددة على اصحاب النفوذ ورعاه الامه الذين زرعوا بارض يطيب لها ان تنبت مثلهم . هنا فقط استطيع ان اقول كلمتي و احكم على اداء الحكومة ايا كانت والدوائر والمؤسسات التي تعنى بالفساد والفاسدين ونرى انجازات حكوماتنا الغراء ، وتفوقها على حكومات العالم فى محاسبة مصاصي دم الشعوب . وليعرف العالم ان احد أسباب ارتفاع نسبة الفقر هو ارتفاع أسعار تغيير المكاتب والازهار والبرادي والسيارات والدعوات والمكافات والمكيفات بغير حق لأنهم أسمى من كل البشر لا يجلسون إلا فى مكاتب فارهة تتكلف الملايين حتى يتسنى لهم إدارة مصالح الشعب بهدوء وفى جو خيالى ومريح لا يعكر صفوهم صرخة جوعان او انين حالم برغيف الخبز معدته خاوية .. وليطلع العالم على أسباب صرخة الغلابى عندما تعلو لتصل صداها الى السماء ويداها مرفوعه ولسانها يلهج بالذكر والدعاء عليهم بالسم الهارى ان شا الله يطفحه كل من تسول له نفسه خيانه الامانه الموكوله له والمسؤوليه والواجب
. pressziad@yahoo.com