أنا مع الوطن
أخبار البلد - أنا لست مع الحكومات، أیا كان رئیسھا وأیًا كانت طواقمھا، إنما أنا مع الوطن، مع مائھ
وھوائھ، وأنا تراب لثراه أفتدیھ بروحي ودمي ومالي وولدي.. أنا مع استقلالھ وإرادتھ
ا في الأعالي، أزھو بانتمائي لشعبھ ولھویتھ وعظمة
اقً
الحرة، أنا ساریةُ علمھ لیظل خفّ
ُباھي وأفخر بأني من ناسھ لطیبة أصلھم وأصالة معدنھم وجود كرمھم
.تاریخھ، وأ
ّ أما الحكومات بغض الطرف عن زمانھا وشخوصھا ما ھي إلا مجموعة وقع علیھا
ا، فكلّما كانت الحكومات مع الوطن فأنا معھا، لأن
الاختیار لترث ما فعلتھ وارتكبتھ حكومات غیرھا ً إنجازا وإخفاقً
َ من لا یحاسب «الحاضر» بجریرة الماضي، فما كان رحل ومضى، ومن حق َ من جاء بعدُ، أن یأخذ مداه
العاقل منا
وفُرصھ لرأب صدع ما ورثھ، وتجلیس اعوجاج تراكمات غیره، فمن الظلم محاسبة َ من جاء لیقود سفینة ماخرة في
.بحر لُجي عامر بالإخفاقات والضغوط بشتى أشكالھا ألا ینال حظھ ووقتھ لیخوض معركتھ
للأسف، ھكذا حال الحكومات التي یجيء تشكیلھا عند الرمق الأخیر لحكومات راحلة، ذُبحت بسكین جارح غیر حاد،
لا یعرف الرحمة ولا الشفقة.. وھذا یحتم على وارث التركة أن یَعي جیدًا أن حالنا صعب، وواقعنا ُ مر، وعلیھ ألا
یمتطي صھوة ُ المثل ولا یلتفت لمطالب بعضنا بعفریت من الجن «لیحقق المستحیل قبل أن نقوم من مقامنا، أو قبل أن
.یرتد الینا طرفُنا أو لمن یطالب بأن تضرب الحكومة بعصاھا الحجر لتنفجر منھ المعجزات
ما سبق یقود للحدیث عن استطلاعات الرأي التي تُجرى بین الحین والحین، لأقول مع احترامي لمن یُجریھا ومن یضع
أسئلتھا بعنایة ودقة أن بعض الأسئلة احیانًا لا تحتمل إلا إجابة سلبیة أو إجابة غیر ذات جدوى، فتأتي نتائجھا غیر
دقیقة ولا عادلة مئة بالمئة فكیف سیكون الأمر إذا كان بعض ُ المستَطلعین «بالصدفة» غیر موضوعیین في إجاباتھم
وكان البعض الآخر ً متأثرا–شئنا أم لم نشأ–بحملات التشویش التي یشنھا قادة رأي من المعارضة على جھات ُ مستطلع
ُ أمرھا، ثم ألا یتأثر بعض المستَطلعین بكتابات بعض الإعلام الموجھ لغایات غیر نبیلة ولا یتسم بالصدّقیة والحیادیة؟
وھناك أمر آخر لافت، وھو أن ھناك اسماء تتكرر تقصدھا مراكز الاستطلاع في كل مرة فھل ھذا منطقي؟ وقبل أن
یجتھد أیاً كان وینكر ذلك أنا شخصیًا ُ سئلت في اكثر من عشرین ً استطلاعا أمتنع عن ذكر الجھة المعنیة، معظمھا كان
!حول نفس الموضوعات
طباعة مع التعلیقات طباعة
عمر عبنده
ُجري بمناسبة مرور عام على الحكومة الحالیة
وعلیھ، فإننا إذا سلمنا بما أزعم فإن نتائج الاستطلاع الأخیر الذي أ
ً ا بالنسبة لي لیس بیت القصید، لأنني سأتحدث حول امرین مھمین مستقبلا أحدھما
ستتغیّر إلى نسب ٍ أعلى! وھذا مرحلیً
استطلاعات الرأي والثاني التمویل الأجنبي لـ «بعض» منظمات مجتمع مدني تحوم حولھا عشرات الأسئلة
.الأستنكاریة