اخبار البلد - ترأس وزير الخارجية ناصر جودة الوفد الأردني المشارك في اجتماع مجلس التعاون الخليجي لبحث انضمام الأردن والمغرب الى المجلس.
وأصدر الوزراء في ختام اجتماعهم بيانا مشتركا قرروا خلاله الاتفاق على تشكيل مجموعتي عمل من الأمانة العامة للمجلس وكل من الجانبين الأردني والمغربي تتفرع عنهما لجان متخصصة لدراسة مجالات التعاون والشراكة تمهيدا لرفعها الى المجلس الأعلى.
وتضمن البيان رفع توصية لقادة دول المجلس في قمتهم المقبلة لإقرار برنامج تنمية اقتصادية لمدة خمس سنوات تستفيد منه كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمغرب.
وتركز الاجتماع على مناقشة سبل تعزيز علاقات التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والأردن تنفيذا لقرار أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في قمتهم التشاورية التي عقدت في الرياض في أيار (مايو) الماضي وصولا الى انضمام الأردن الى المجلس.
وألقى وزير الخارجية ناصر جودة في بداية الاجتماع كلمة أكد خلالها أن انضمام الأردن لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي هو موضوع قديم جديد بسبب التحديات والقواسم المشتركة والتلاصق الجغرافي علاوة على أن علاقات جلالة الملك الوثيقة والمتينة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي وشعوبهم كان من الطبيعي والمنطقي جدا أن نطور هذه العلاقة ونؤطرها بشكل جديد يعكس هذا الواقع وهذه التحديات المشتركة وهذا الانسجام السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وقال إن "الاجتماع يأتي إنفاذا للقرار المهم والاستراتيجي لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قمتهم التشاورية التي استضافها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مدينة الرياض في الحادي عشر من أيار (مايو) الماضي، والتي رحبت بطلب الأردن الانضمام لمنظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأناطت بوزراء خارجية دول المجلس مهمة دعوتي لبحث وضع هذا القرار المتبصر والذي من شأنه أن يعود بالخير على الأردن وعلى دول مجلس التعاون موضع التنفيذ".
وأضاف "لقد قوبل قرار قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالتقدير العالي والارتياح الكبير في الأردن فهو تعبير ملموس عن اتجاه الإرادة السياسية المشتركة لجلالة الملك عبدالله الثاني وأشقائه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالانتقال بالعلاقات الثنائية المتميزة التي تربط الأردن قيادة وحكومة وشعبا بكل دولة شقيقة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المجالات كافة الى إطار مؤسسي أوسع من شأنه ان يعظم المكتسبات والمزايا المتبادلة ما بين الأردن ودول المجلس وان يصون مصالحنا العليا المشتركة، بما يمكنا من التعامل مع التحديات والتهديدات المشتركة التي نواجه بفاعلية أكبر وتنسيق أعمق للتصدي لها في إطار جماعي مؤسسي ومنسق ضمن منظومة إقليمية متناغمة التكوين مثل منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية".
وأكد جودة أن الإطار الاجتماعي ومنظومة القيم والبنية الاجتماعية في الأردن تتشابه الى حد كبير مع تلك السائدة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الشقيقة، مثلما ان النهج والمسار السياسي القائم على الوسطية والاعتدال واحترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والرؤية الاستراتيجية للأردن ودول المجلس متطابقة.
واضاف ان تأطير علاقات الأردن مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في إطار مؤسسي ضمن منظومة المجلس وما تفرع عن عمله الدؤوب والمثمر على امتداد العقود الثلاثة منذ تأسيسه من منجزات ملموسة واتفاقات ومعاهدات وكذلك ما أنجزه الأردن من اتفاقات تجارة حرة مع بعض دول العالم ومع بعض الكتل الاقتصادية الإقليمية من شأنه أن يعظم مكتسباتنا المشتركة وأن تؤدي الى إنتاج تكاملية اقتصادية تعود بالنفع العميم على دولنا وشعوبنا.
وكان جودة قد تلقى دعوة من سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء خارجية دول المجلس، يدعوه فيها الى الاجتماع مع وزراء خارجية دول المجلس جدة لمناقشة تنفيذ قرار أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في لقائهم التشاوري الثالث عشر المتعلق بانضمام الأردن إلى منظومة المجلس.
وفي مداخلة له أمام الاجتماع أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد، عمق العلاقات الاستراتيجية القائمة بين الأردن ودول الخليج العربي والتي عكستها الكثير من العوامل ابرزها الاتصال الجغرافي بين الأردن ودول الخليج والتحديات المشتركة والعديد من القضايا الأخرى.
وفي تصريحات صحفية عقب اللقاء قال وزير الخارجية ناصر جودة إن اللقاء كان طيبا بين وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي وبمشاركتي ومشاركة وزير خارجية المغرب الطيب الفاسي وهو يأتي تنفيذا وتجسيدا لقرار القمة التشاورية لقادة دول المجلس في العاشر من أيار (مايو) الماضي والذي تم الحديث فيه عن الترحيب بانضمام الأردن الى المجلس.
واضاف كان الحديث خلال الاجتماع واضحا وصريحا وبناء وكان الحديث عن المنفعة المتبادلة لكلا الطرفين واتفقنا على تشكيل مجموعة عمل لتنسق مع الأمانة العامة لمجلس التعاون ومن خلالها ايضا تشكيل لجان في مجالات محددة ومتخصصة للمضي قدما في هذه الإجراءات لتعزيز العلاقة والشراكة بين الاردن ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأعرب جودة عن تقديره لمواقف وزراء الخارجية المشاركين في الاجتماع فيما يتعلق بضرورة التعاون والتواصل بين الأردن ودول مجلس التعاون. وكشف جودة أنه تم الاتفاق على برنامج للتنمية الاقتصادية في الأردن لمدة خمس سنوات سيرفع كتوصية من اجتماع أمس الى القمة الخليجية المقبلة بعد شهرين.
وكان وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل استقبل وزير الخارجية ناصر جودة لدى وصوله الى جدة وبحث معه العلاقات الثنائية المتميزة بين الأردن والسعودية بشكل خاص وبين الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام والتي أطرت لمستقبل جديد من التعاون البناء والمثمر والذي سيتوج بانضمام الأردن الى دول المجلس.
كما التقى جودة على هامش الاجتماع نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز وبحث معه عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها العلاقات الثنائية وانضمام الأردن الى المنظومة الخليجية.
جودة: لا يوجد سقف زمني لانضمام الأردن إلى ''الخليجي''
أخبار البلد -