ربما لا نستطيع أن نصمت عن الهمس خلف مكتب المدير أو الوزير أو المسؤول ، والحديث الصامت مع سكرتيرته قبل كل شئ ، عندما نقف هامسين : كيف مزاجه اليوم ؟ وكأننا بكل تفاصيل الهوية العملية والمجتمعية والمصلحة العامة تبقى رهينة المزاج والتشتت في معايير الرغبة العامة نحو القبول أو الرفض بلا مبرر عملي يجبرك أن تتماشى معه كما يجب.
ثمة بعض التفاصيل التي تسود المؤسسة في العمل لا تخضع لتنظيم أي قانون أو نظام يضبط سلوك صاحب القرار أو المسؤول بعيدا عن الانفعال أو الاندفاعية نحو اتخاذ قرار للصالح العام وليس بناء على مزاجية وانفعال مسؤول لم يكن فنجان قهوته كما يجب ، أو سقطت منه قطعه الشوكولا سهوا فكان يومه عليه وعلى الموظف وعلى المصلحة العامة نوعا من الجحيم .
تبقى سلوكاتنا رهن براءة لا مكان لها في التطور أو الريادة أو حتى الإنجاز ، بعض الأنماط الانفعالية التي تسيطر على مواقف العاملين والمسؤولين بلا أي ضابط يفرضه ثواب أو عقاب بلا مبرر يعطيه الشرعية في لفظ "أنا المدير" ! فهل كان المدير يوما رهينة مزاج لم نتلق التدريب أو صقل المهارات السلوكية لضبط المزاجية أو الشخصية وسأختصر هنا عن أي نمط فكري يأتي خلف القرار واتخاذه"،فهل ينظر منا الوطن أن نتعامل مع مصالح مواطنيه تضخيما أو تصغيرا في القرار الإداري كحلوى شعر البنات ؟ وهل نجد الوقت مناسبا لأي مزاجية لا نستطيع ضبطها لاستخراج منظومة عملية تأتي لتخدم الهدف والغاية الذي وجدت من أجله ؟