لا تغلقوا سجن سلحوب
- الخميس-2011-09-10 15:32:00 |
أخبار البلد -
التفكير بالإلغاء العاجل لسجن سلحوب وتلبيسه للسياسة فساد ويأتي في سياق فوضى السجون والعبث بامتدادات مبادئ العدالة واعتداء جديد على أنظمة مراكز الإصلاح وإضافة جديدة لمظاهر الجراءة المتناهية على هدر المال العام لان البناء لا يصلح إلا لسجن ولا يمكن الاستفادة منه لأي غاية أخرى ويفتح الباب أمام أسئلة لن تنتهي عن مصير التكاليف الباهظة لاقامتة وتشغيله في الوقت الذي دخلنا به مرحلة التسول والاستجداء وتقطعت آخر الخيوط التي تربطنا بالمروءة وجففت آخر قطرات ماء الوجه .
ما دام قرار الإغلاق قيد البحث والدراسة ولم يتخذ بعد فهو جدير بصرف النظر والوقف فالآراء حول الموضوع لا زالت تتراوح بين الإلغاء والإبقاء ما يعني أن المسألة موضع جدل وخلاف وان الأسباب والمبررات التي يفترض أن تكون قد درست بدقة وعناية والتي سيقت عند اقامتة قبل عامين قائمة أيضا وانه لا زال للسجن أهميته وضرورياته كما أن موجبات رفض الاستجابة للاحتجاجات والاعتراضات وهو قيد الإنشاء لا تزال قائمة أيضا وتستحق مزيدا من التريث والتفكير أما التسرع بالإقدام على إغلاقه فلسوف يؤكد مقولة ضعف الدولة وأنها تمر بأسوأ مراحلها على الإطلاق ومصير الشعب عرضه للأمزجة والأهواء مما يغري بالمزيد مظاهر التنديد والاعتصام والرفض.
سجن سلحوب مظهر عصري وحضاري بامتياز ففي الدول المتقدمة يوجد ثلاثة أصناف من السجون مفتوحة وشبه مفتوحة والثالثة مغلقة كسجون كافة البلدان العربية ودول العالم الثالث فماذا لو بقي السجن مخصصا للحالات الخاصة لإيواء موقوفي الشبهات أو لمظلومي الادعاء الكاذب لأن المتهم بريء حتى تثبت أدانته والكل يتفهم أن كثير من الموقوفين تثبت براءتهم ربما بعد مكوثهم في السجن بضع سنين في شبهات قضايا القتل وهتك العرض والخطف والاغتصاب التي لا تملك فيها المحكمة في الغالب إلا إصدار مذكرات التوقيف يضاف إليهم أعداد كبيرة من المحكومين من غير فئة المجرمين ممن ساقهم سوء قدرهم للتعرض للعقوبة والحبس كالتجار الذين ساءت ظروفهم المالية لأسباب خارج إرادتهم والمحبوسين بسبب عدم القدرة على سداد الدين ومرتكبي حدوث السير المؤدية للوفاة بغير قصد وغير ذلك الكثير.
هذه إذا ما تمت قضية فساد وبالعربي الفصيح الأجواء العامة مظلمة وخانقة بسبب طغيان الفساد والساحة الداخلية أصبحت شوربة وتكرار ظاهرة فتح السجون وإغلاق السجون مسخرة وعلامة كبرى من علامات انهيار النظام العام فما كان بالأمس عذب فرات ينقلب اليوم إلى ملح أجاج وابيض اليوم هو اسود الغد ومجمل الأوضاع تنقلب بين عشية وضحاها من النقيض إلى النقيض وتدعوا إلى التشاؤم ولا تنبئ بخير وجديرة فعلا بالإصلاح والتغيير .fayz.shbikat@yahoo.com