أخبار البلد - الأمن والأمان ... قبل الخبز احيانا ً
بقلم : محمد سالم عرار المجالي
صفقة القرن – سلامة حماد – هند الفايز ارتفاع الاسعار والاوضاع الاقتصادية الصعبة , الاحاديث الابرز في سهرات الاردنيين الرمضانية , واسمحوا لي هنا ان اتناول احد هذا الجوانب وهو ما يخص موضوع الوزير الاشكالي سلامة حماد الهقيش ( البدوي الملثم ) وزير الداخلية الحالي , والمحسوب في الاساس على الحرس القديم , فهو ليس ديمقراطي ولا اشتراكي ولا ليبرالي ولا اصلاحي ولا تعجبه اي صفة من هذه الصفات , بل هو وطني حتى العظم , وابن وزارة الداخلية منذ بداية حياته العملية حتى ان اصبح وزيرا لها في عام 1993 وهو صاحب خبرة امنية طويلة , يعرف دقائق وتفاصيل الخارطة الامنية ويستحق بجدارة هذا الموقع ( الرجل المناسب في المكان المناسب ) , وهو الاختيار الصحيح والسليم لرئيس الوزراء عمر الرزاز خاصة في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة , التي تمر بها المنطقة بشكل عام والمنطقة بشكل خاص , فالرجل يستحق كل الاحترام والتقدير وعلى الجميع دعم ومؤازرة هذا الرجل , فالأمن والامان قبل الخبز ولقمة العيش احيانا ً , خاصة وأننا نشهد حالة من التنمر والاستقواء وشيء من الفلتان في بعض الاحيان والادلة واضحة من الجميع , من خلال بعض المشاهد اهمها فقدان هيبة الدولة والحكومة والوزراء , انتشار الجريمة , آفة المخدرات , انتشار شلليات الزعرنة والخاوات , انتشار ظاهرة ممن يسمون انفسهم بالنشط السياسي او الاعلامي او الحراكي , فمعظمها زعرنات اهدافها مصالح ومنافع وارتزاق شخصي , فالمتتبع للمشهد الوطني الداخلي يشعر بأننا نعيش حالة من الافلاس الامني والفوضى .
فالبعض يصف عودة معالي ابو ماهر لوزارة الداخلية يساهم ذلك في تأجيج وتأزيم الساحة الداخلية , سأقول لهؤلاء إن الوطن لا يزال في دائرة الضوء ووسط ملتهب ومستهدف من القريب قبل العدو , فالجميع يراهن وينتظر ما تصفر عنه المشهد الداخلي الاردني , فعلينا جميعا ً في هذه الايام وفي هذه المرحلة بالذات أن نتجاوز مصالحنا الشخصية وأن نقف يدا ً واحدة خلف اجهزتنا الامنية وقيادتنا الحكيمة لتجاوز ما لا يحمد عقباه مستقبلا لا سمح الله , فوزير داخليتنا حقا ً انه رجل مرحلة منزله ومكتبه مفتوح لكل صاحب حق ويتمتع بشخصية قوية وصاحب نظرة امنية ثاقبة , ملم بكل جوانب الفسيفساء الاردنية ويعرف الصح من الخطأ ولا تهمه الشعارات البراقة والزائفة ( الديمقراطية والامن الناعم ) , شعاره الاردن اولا بدون مواربة او مهادنة خاصة في هذه الظروف ومعاليه لا يمكن لاحد ان يزاود عليه في الوطنية ويتعامل مع الجميع بمسافة واحدة دون تمييز او انحياز , وصاحب تجربة وخبرة في الامن الداخلي متمنيين له كل التوفيق والنجاح في مهمته الوطنية هذه الايام .