الموجز المفيد أمام الملك الرشيد..
إنهم يريدون إحراق البلد..!!
· موسى الصبيحي
يضع مخططون اقتصاديون رسميون ومنظّرون "ورقيون" من على مكاتبهم الوثيرة المكيفة، وقاعات اجتماعاتهم المخملية، وربما أثناء قيادتهم سيارات الدفع الرباعي السوداء ذات ألـ (4500 سي سي) التي تسير على بنزين الشعب... يضعون سيناريوهات مجنونة تمس حياة الغالبية العظمى من الأردنيين الذين يواجهون في ظل الظروف الراهنة مصاعب جمة لتأمين لقمة عيشهم وحليب أطفالهم.. فيما هم ثلة منظّرة "مخططة على الورق" تبذل جهوداً خارقة في تقليب سيناريوهات تعذيب الشعب، الواحد منها ألعن من أخيه.. وهي، أي السيناريوهات، إما أن تترك الناس في حالة جوع وفاقة وضنك شديد فيتوزعون ما بين متسوّل للدولة، وحانق عليها، ومتربص بها، وإما أن تصيب منهم مقتلاً فيموتون قهراً بالجلطة ليتحرروا من الحرج والضنك والمهانة، وإما أن تُخرج الأردنيين عن طورهم وهدوئهم وعقلانيتهم المعهودة فيفقدون صبرهم ويشرعون في ممارسة دور لم يكونوا يرغبون في ممارسته من قبل أبدا، ليكون الخاسر الأكبر هو الوطن، ولا شيء غير الوطن..!!
الثلة إياها – يا سيدي- وأشباهها، لا يعنيها مطلقاً أن يرتفع سعر رغيف الخبز الواحد إلى بضعة دنانير.. أو أن يصل ثمن أنبوبة الغاز إلى مائة دينار، لأنهم قادرون وجيوبهم عامرة بأموال الضرائب التي يدفعها الشعب مرغماً كارهاً غير راضٍ ولا قانع، فكيف بما يزيد على خمسة ملايين مواطن أُزهقوا من الطبقة الوسطى إلى ما دونها، وكيف لحوالي (780) ألف أردني أزهقوا إلى ما دون خط الفقر، أن يعيشوا ويتدبروا أمور حياتهم وعائلاتهم إذا مارس هؤلاء المخططون لعبة سيناريوهات رفع الدعم ووسائل التعويض الوهمية المجنونة..!!
باختصار مفيد.. أضع أمام الملك الرشيد حكاية الألم والغضب التي بدأت تلمّ بأبناء الشعب، وهم في أشد حالات الاستغراب والنَصَبْ، ويتساءلون بمرارة وعجب: ألهذا وصلت البلد، وبين يدي هذه الثلة من مخططي سياساتنا الاقتصادية والاجتماعية وضعنا مصيرنا ومصير الوطن..فإلى أين الأربْ..!! أي معالجة سيأتوننا، وبأي منطق يسعون إلى تحويلنا إلى متسولين، وحاملي "كوبونات" و "بطاقات تموين" أو حتى "حاملي دفاتر عائلاتنا" مصطفين في طواببر أمام مكاتب البريد أو أبواب المصارف لنتلقف ما تنعم به علينا ثلة المخططين من دريهمات قد نتمكن بها من شراء بعض خبزنا وملحنا وغازنا، لكنها لن تمكّننا قط من شراء مكوّنات وجبات طعامنا الأساسية التي ستقفز مع اللحظة الأولى لرفع الدعم، ولن تُمكّننا من إيجار سقف متهالك أو ربما خيمة بالية نغفو في ظلها الأخرق، فضلاً عن ركوب سيارة تكسي صفراء غير مميزة، والتي ستتحول إلى حلم لغالبية الناس، أما تعليم الأبناء في مدارس وجامعات محترمة، فسيصبح حكراً على الثلة وأشباهها وأشياعها، فيما ستلوذ الغالبية بالصمت والأمية..!!
سيدي الملك الرشيد.. أرجوك أن تتدخّل.. فهؤلاء يسوقون البلد إلى التهلكة.. إنهم يريدون إحراقنا وإحراق الوطن.. قد لا يكونوا يدركون عواقب ما يخططون.. لكنهم بكل الأحوال بحاجة إلى صحوة بالغة، ورجعة إلى الصراط حتى لا يخرج القطار عن السكّة فنفقد السيطرة.. وعندها لن ينفع الندم ولن تُفيد الأوبة..!!