التدخل الامني الأردني في بعض الدول العربية لا يعيب الأردن والأردنيين في شئ ، ولا يجب علينا الوقوف مكتوفي الايدي ، ولا أن نكون في موقع المتفرج من بعيد حيال ما يجري في الدول العربية ، وما مشاركة الأردن في قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة المنتشرة حول العالم ، إلا دليل ساطع على أهمية الدور الأردني وما يضطلع به .
مشاركة الأردن في غزة من خلال المستشفيات الميدانية ، ساعدت واعانت الكثيرين من ابناء غزة المحاصرين جوا وبحرا وبرا ، والمشاركة الامنية في اخماد ثورة الشيعة في البحرين ، إن صحت الأنباء حول ذلك ، لا يعيبنا ايضا في شئ ، فهؤلاء الثورجيين الشيعة من اهل البحرين ، ولاؤهم يمتد الى ايران الصفوية ، التي قمعت المظاهرات الايرانية المطالبة بالديمقراطية في عقر دارها ، واليوم تتبجح ايران على كيفية اخماد البحرين لتلك الثورة الشيعية في المنامه ، وتقف ضد الثورة السورية باعتبارها مؤآمرة خارجية .
واما عن التدخل في ليبيا ، اليس من الاولى أن يتدخل الأردن وكل الدول العربية والاسلامية في ليبيا لانقاذ شعبها من الطاغية الهارب الذي استبد وكمم الافواه ، بدلا من التدخل الاطلسي الغربي ، طمعا في ثروات وخيرات ليبيا ، وايجاد موطأ قدم لها على الارض الليبية . كما هو الحال في العراق الذي بدأ غزوها من اجل حماية الشعب العراقي من ديكتاتورية رئيسهم ، وانتهى الى نهب الخيرات واحتلال الارض وما زالوا الى يومنا هذا .
من واجب الأردن اذا طُلب منه ذلك ، أن ينشر قواته الامنية والعسكرية في كل انحاء ليبيا ، وكذلك الدول العربية والاسلامية ، على الاقل لحين استعادة الامن والسلام والاستقرار ، فلن يكون للأردن مطامع هناك كالمطامع الاطلسية الغربية ، ولن يطمع بموطأ قدم على شبر واحد من التراب الليبي .
لا يجب أن يبقى الأردن مكتوف الايدي متفرجا حيال اي ازمة في العالم ، خاصة عندما يتعلق الامر بالدول العربية ، ولا يجب أن نرضى نحن الأردنيون بأن يكون بلدنا مجرد حجر شطرنج ، فالأردن يملك من المقومات مالا تملكه دولا عربية اخرى ، فلدينا دبلوماسية يقودها الهاشميون ، قادرة على الوصول الى عقول وقلوب العالم ، ولدينا قدرات امنية وعسكرية قل نظيرها في عالمنا العربي والاسلامي ، وهذا ما يجعل الأردن لاعبا اساسيا في كل ما يجري حول العالم .