أخبار البلد - من اطلقوا على انفسهم رجال سياسة في بلادنا جانبوا الصواب بهذا اللقب الذي اضحى كبيرا على مقاساتهم المتناقصة مع العلم ان المثل العامي الذي حفظناه عن ظاهر قلب » ان الدنيا اذا خليت بليت « تراهم اذا غادروا كراسيهم يصبحوا شجعانا بأثر رجعي ولا نعرف اخبار بطولاتهم الا من وثائق السفارات التي تعاملوا معها باخلاص وتفاني اكثر من تعاملهم المشبوه مع ابناء جلدتهم من النشامى.
اولئك الشجعان بأثر رجعي لم يستقوا الدروس من سقوط الذين سبقوهم الى تلك الكراسي على يد سفارات الدول التي تؤمن بمصالحها ولا تؤمن بصداقاتها حتى مع عملائها الذين سرعان ما تكشفهم عندما تنتهي صلاحيتهم وتظهرهم على حقيقتهم في بطون الكتب التي تصدر بغير لغتنا وتمهل سنة على الاقل حتى تترجم الى العربية وتكشفهم للمواطن الاردني الذي خدعوه بعد ان خدعوا انفسهم بلمعان الكرسي وسلة العملات الاجنبية التي لا تسمن جوع ولا تؤمن من خوف.
الاردنيون من شتى الاصول والمنابت عرفوا ثوابتهم منذ تأسيس الدولة تلك الثوابت التي لم تدرج اسماء الشجعان بأثر رجعي في قاموسها ذات يوم.
الاردنيون كعادتهم قدروا الضرورة بقدرها فان طالبوا بالاصلاح السياسي لا يطالبوا الا بقدر حاجتهم التي استوجبها الزمن مجردة من اجندات الانتهازيين والمتسلقين. حاجتهم تلك لا تتعدى تغول السلطة التنفيذية المستمر على بقية السلطات مثلما لا تتعدى حسن التطبيق للقانون لان الخلل يكمن بالتطبيق لا بالقانون.
وان طالبوا بالاصلاح الاقتصادي فانهم يعرفوا محدودية الامكانيات الاقتصادية لدولتهم التي بنوها بجهد عاملهم المسكين وعرق فلاحهم البائس، لذلك يرجعون وبسهولة الى ايام الشجعان بأثر رجعي ويستذكرون استغلالهم البشع لمواقفهم السلطوية والتي لم تنقذهم منها الا قيادتنا الهاشمية صمام الامان لعيشنا الكريم على ارضنا الطيبة .
قيادتنا التي لم تفقد مصداقيتها ذات يوم مع العالم الخارجي بعامة والعربي بخاصة . وهنا نستذكر المليارات التي عبرت حدودنا بفضل القيادة الراشدة لا بفضل الوصوليين واصحاب الكومشنات الذين يدعوا صباح مساء انهم بنظرياتهم العلمانية وبارتباطاتهم المشبوهة قد جلبوا لنا النعم التي انعم الله علينا بها لحسن نوايانا وصدق انتمائنا للوطن وولائنا لقيادتنا التي ما خذلتنا ذات يوم .
تلك القيادة التي الزمت المجتمع الدولي بتقديم العون لبلادنا من خلال برنامج التحول الاقتصادي الذي نهبه النهابون وحولوه الى عقارات في الخارج بعد ان قاموا بعملية الغسيل القذرة.
تلك القيادة التي حثت الاشقاء على الوقوف معنا كعادتها وجعلت من مساعدة اخوتنا بالخليج لنا بدون منة بل من باب واجب الاخوة في الدين والقومية .
وخلاصة القول مطلوب من الشجعان في هذه الايام ان وجدوا ان يتقوا الله في مستقبل اطفالهم واطفالنا بأن يجدوا لهم وطن حافظ عليه اباؤنا وحافظنا عليه بان عشنا به بكرامة وحرية وانتمينا له بصدق وحسن نية موالين لقيادته اسباط الرسول الاعظم سيد البرية .
حمي الله الاردن والاردنيين في ظل الراية الهاشمية وان غدا لناظره قريب .
بناء على طلب الكاتب نعتذر عن نشر التعليقات