أخبار البلد -
كلنا كان يعرف أن السياسة الأمريكية لم تكن عادلة في كلمتها وموقفها من القضية الاولى عالمياً, وتخلّت عن الحياديّة ولعبت دوراً محورياً كان له أثره السلبي على كل المحاولات بإنهاء الصراع
الدائر بين الإسرائيلين الذين يعيشون اليوم في أفضل أحوالهم من حيث القوة والسطوة والسيطرة وبين أصحاب الحق والأرض الذين هم لم يكلّوا أو يملّوا من سنوات حربهم المشروع لهم خوضها حتى النصر.
لكنهم اليوم ومن يساندهم لا يهاجون الإحتلال فقط في أرضهم, وإنما الأخطر عداوة ذلك الذي خوّل نفسه مسوؤلية إعطاء ما ليس له به حق لمن ليس له به حق. إنه لهو الجنون المُفتعل لرجلٍ عاقل يدركُ جيداً ما يقوم بفعله من أفعالٍ عدائيّة
للموقف العربي والإسلامي ضارباً إرادة كل الشعوب والقيادات العربية عرض حائط بيته الأبيض الذي منه يحاول تغيير مسار العالم بإسره وتوجيهه للإعتراف بحليفته دولة على حساب دولة, مُهمشاً التاريخ والجغرافيا, مُتعمداً في نسيانه
أن لكل وطن شعب ولفسطين كل شعوب الأرض المُناصرة للحق والعدل, ذلك ليس لأنه غير مهتمٍ لردة الفعل, بل لأنه يتأكد أن ليس ثمة ردة فعل ستزلزل بيته الأبيض.
يحزنني أن رجلٌ كهذا يُمارس علينا بلطجته, يمنح ما يشاء لمن يشاء ويعترف بما يشاء لمن يشاء, ويؤسفني أيضاً أن القطّ داخل أسوار أمريكيته تُرعبنا أسديته علينا. نعم هو هناك كالقط أمام الإعلام الذي يسبه ويلّذعه في إنتقاد سياسته الداخلية والخارجية
بينما نحن دولاّ ومماليكّ وجمهوريات وسلطنات لا نجرؤ بالفعل إتخاذ موقفٍ صارمٍ مُضيقاً الخناق على سياسته المُعادية والمُتسلطة, ماذا لو خسّرناهُ لعبته القذرة بإتحادنا فوراً والخروج عليه بكلمة واحدة لا معنة ثانيَ لها, ماذا لو عادى العرب كل العرب هذا الرجل؟ ماذا سيفعل
هل سُعادينا؟ هل سيُحاربنا ويقتلنا؟ ماذا سيفعل بنا أكثر مما يفعله اليوم.
حقاً لِما لا نُصبح مجانين نحن أيضاً ونتعامل معه بأقسى ما يتعامل به معنا وهنا لن يحاسبنا ترمب إن كُنا نرتجف خوفاً من حسابه وعتابه, فكما نعتبره مجنوناً وليس على ما يبديه من موقفٍ مُعادياً من عقاب, إجعلوه هو أيضاً ينظر لكم بمجانين فيما ستبدونه من موقف صادم
وصارخ للصداقات بدلاً من أنه لا يعتبركم بالوجود أصلاً...لنُغامر في عدائه لعلنا نظّفر بوسام الشرف العربي...