أخبار البلد -
ربما استهل مقالتي في كلمات خطها غسان كنفاني عندما قال " حين تخون وطنك لن تجد تراباً يحن عليك يوم موتك، ستشعر بالبرد حتى وانت ميت " ، اتدرون عن أي وطن نتحدث عن الأردن ، الذي أشبعناه تهما و باطلا و زورا ، الذي احتوانا رغم قهر الأزمات ، والذي ما جار يوم على شعبه .
الأردن الذي تمكن بفضل قيادته الهاشمية النجاة من ويل الربيع العربي ، و محطات التصفية للشعوب ، فكان جلالته محور الأداء و العطاء ، فأصر على ان كرامة المواطن من كرامته و كرامة هذا الوطن ، لذلك ما ترك فرصة الا و انتهزها ليدعو العالم للوقوف الى جانب الأردن سياسيا و أقتصاديا ، فحمل الوطن في قلبه و روحه ، فأجندته حبلى بعشرات القضايا و الملفات و الطموحات ، فأنطلق بها من واشنطن الى لندن ، وغيرها من الوجهات العالمية ، ليبرهن كيف يكون القائد ، و كيف تكون القيادة ، فكان بخير ما جاء بحديث رسول الله " كلكم راعِ و كلكم مسؤول عن رعيته " .
جهود جلالة الملك في المحطات العالمية و المحلية تدفعنا لان نختزل العبارة بأنه الوطن في قلب رجل واحد ، فهو المتابع لأدق التفاصيل و التحديات ، يقف على أعمال الحكومات و البرلمانات و الإدارات الرسمية و غير الرسمية ، يتتبع أدق الأخبار و الأحداث ، يوجه و يبرمج و يعمل من أجل البقاء بقوتنا و بصورتنا الأفضل و النموذج أمام دول المنطقة و العالم أجمع.
ورغم ذلك اليوم نحن و أعني بها فئة لا يخشون إلاً ولا ذمة أرضتوا بدور الجلاد ، فبدأت من قبلهم حرب الوثائق التي تحمل في طيها أحاديث و شبهات عن فساد و مفسدين ، فتكون بمثابة الصدى السلبي للجهود المبذولة ، نعم جميعنا ضد الفساد ، و مع الدولة في تعقب الفاسدين ، ومع نبش عش الدبابير ، ولكن ما هكذا تؤكل الكتف ، وليس كذلك تدار الملفات ، و يجب على كل من نشر وثيقة تحفظ عليها فترة من الزمن أن يعاقب كشريك و متستر على الفاسدين .
فلماذا لم تظهر هذه الوثائق في حين وقوع الحدث ، لماذا احتفظ بها طي الكتمان الى الأن ، و فجأة ظهرت على السطح ، ضمن تراشق وثائق رسمية ، و تبادل للاتهامات ، و في وضع لا يحتمل مهاترات كهذه ، فمن يشتري وجه الله و غايته وطنه ، فهناك قنوات قانونية و رسمية يمكنه الوصول اليها و طرح الوثائق أمامها ، وليس عبر منصات السوشيال ميديا و التي باتت تجرم و تحاسب و تلقي بالتهم و تغتال الشخصيات و الوطن .
يكفينا من ينهش استقرارنا من النابحين عبرالاقمار الصناعية و مواقع التواصل الاجتماعي من المحرضين ومن يتصفون بالمعارضة الخارجية و الممولة بشكل مشبوه للتحريض على هذا الوطن و مؤسساته .
لماذا تم استغلال هذه الفترة والتي دعا فيها جلالة الملك العالم أجمع للاستثمار بالأردن واعتباره البيئة الأكثر أمنا في المنطقة ، لتظهر ملفات التجاوزات و التعينات لتأزيم المواقف و اثارة البلبلة و تحريض الأحرار الذين يطالبون بحقهم في التعيين و انهاء معاناتهم من البطالة من أبناء الأردن الحر و الصامد ، الذين عاهدوا القيادة الهاشمية على البقاء يد بيد معها ، فلماذا وقعنا ضحية مروجي الوثائق .
هناك شخوص يسعون للخراب و التحريض والعبث استغلوا ملف التعينات الأخيرة لتحويل مسار الاعتصام و الوقفة الوطنية والسلمية أمام الديون الملكي الى فوهة من نار و التصعيد ، ولكن هيهات و بعدا لمساعيكم ، فأبناء الأردن أكثر وعيا و أيمانا بل يقينا بأن القائد هو الحل و الدواء لمطالبهم و شكواهم ، و هو الأكثر انصافا .
للعابثين .. ارحموا هذا الوطن ، عودوا الى جحوركم ، فما تملكون من ملفات تسترتم عليها انتم شركاء فيها مسبقا، فلم تنالوا منها نصيبا ، فأوقعتم الوطن في شر اعمالكم ، أرفعوا ايديكم عن الوطن، وعن أبناء الأردن ، وعودوا الى رشدكم و عقلكم ، فالدرس الذي قدمه المعطلين عن العمل هو أروع درس في الولاء ، فهم يهتفون باسم الوطن و لقائد الوطن ، و يتغنون رغم ما واجهوه بحب الأردن ، فلن يكونوا الا نارا على كل حاقد .
ملفاتكم احملوها الى هيئات الوطن المسؤولة فهي أكثر وعيا من الفيسبوك و العبث عبر الشاشات و الفضاء الالكتروني .