من هذا المنبر الحر نتحدث ونقول ان العبد اذا اعطاه الله الصحة و العافية والمال والجاه استعان بنعمه على معاصية،وان سلبه ذلك ظل متسخطا على ربه ,وهو شاكيه ،لا يصلح له على عافية ،ولا على ابتلاء ،والعافية وتلقيه الى مساخطه ،والبلاء يدفعه الى يدفعه الى كفرانه وجحود ،نعمته وشكايته الى خلقه،دعاه ربه الى بابه،فماوقف عليه ولا طرقه،ثم فتحه له ،فما عرج عليه ولا ولجه،وارسل اليه رسوله يدعوه الى دار
كرامته،فعصى الرسول وقال:لاابيع ناجزاً بغائب ونقدا بنسيئة،ولا اترك ما اراه لشيء سمعت به!.
ولم يزل يتمقت الى الله بمعاصيه حتى اعرض عنه واغلق الباب في وجهة،ومع هذا فلم يؤيسه من رحمته،بل قال:متى جتني قبلتك،ان اتيتني ليلا قبلتك،وان اتيتني نهارا قبلتك،وان تقربت مني شبرا تقربت منك ذراعا،وان تقربت مني ذراعاًتقربت منك باعاً. وان مشيت الي هرولت اليك ولو لقيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا اتيتك بقرابها مغفرة،ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ومن اعظم مني جوداً وكرماً،عبادي يبارزوني بالعظائم،وانا اكلؤهم على فرشهم ،اني والجن والانس في نباعظيم،اخلق ويعبدغيري،وأرزق ويشكر سواي ،خيري الى العباد نازل،وشرهم الي صاعد،اتحبب اليهم بنعمي،وانا الغني عنهم،ويتبغضون الي بالمعاصي وهم افقر شيء الي ،من اقبل الي تلقيته من بعيد ،ومن اعرض عني ناديته من قريب،ومن ترك لاجلي اعطيته فوق المزيد،ومن اراد رضاي اردت مايريد، ومن تصرف بحولي وقوتي النت له الحديد،اهل ذكري اهل مجالستي، واهل شكري اهل زيادتي واهل طاعتي اهل كرامتي واهل معصيتي لااقنطهم من رحمتي،ان تابوا الي فانا حبيبهم ، فانب احب التوابين واحب المتطهرين ،فان لم يتوبوا الي فانا طبيبهم،أبتليهم بالمصائب لاطهرهم من المعايب،ومن اثرني على سواي اثرته على سواه،الحسنه عندي بعشر
امثالها الى سبعمائة ضعف ،الى اضعاف كثير ،والسيئة عندي بواحدة، فان ندم عليها واستغفري غفرتها له اشكر اليسير من العمل واغفر الكثير من الزلل رحمتي سبقت غضبي وحلمي سبق مؤاخذتي وعفوي سبق عقبوتي انا ارحم بعبادي من الوالده بولدها لله اشد فرحا بتوبة عبده من رجل اضل راحلته بارض مهلكه دوية عليها طعامه وشرابه فطلبها حتى اذا ايس من حصولها نام في اصل شجره ينتظر الموت فاستيقظ فاذا هي على راسه قد تعلق خطامها بالشجره فالله افرح بتوبه عبده من هذا براحلته وهذه فرحه احسان وبر ولطف لا فرحه محتاج الى توبة عبده منتفع بها وكذلك موالاته لعبده احسانا اليه ومحبه له وبرا به لايتكثر به من قله ولايتعز به من ذله ولاينتصر به من غلبه ولايعد لنائبه لايستعين به في امر . (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم ولكن له ولي من الذل وكبره تكتبيرا ) فنفى ان يكون له ولي من الذل ، والله ولي الذين امنوا وهم اولياؤه ، فهذا شان الرب ، وشان العبد وهم يقيمون اعذار انفسهم ويحملون ذنوبهم على اقداره