أخبار البلد - شكرا جلالة الملك واسفا على الحكومه : كتب د. عماد الحسبان
بداية اتوجه بالشكر الى معالي رئيس الديوان الملكي الذي استطاع ان يجد حل لمشكلة شباب العقبه المتعطلين خلال نصف ساعه وان يعيدهم الى بيوتهم سالمين غانمين دافئين , رغم ان الحل جاء متاخرا , فلم يجدر بالدوله تتركهم يكملون رحلة المشي على الاقدام من العقبه الى عمان , اعتقد جازما ربما كانت الحكومه تراهن على توقفهم وعودتهم نتيجة التعب ومشقة الطريق وظروف الطقس القاسيه , او ربما كانت تراهن على العصافير التي تحوم حول المسيره ان توسوس لهم في اذانهم و تقتل الامل في تحقيق مطالبهم وتدفعهم للعوده خائبين , ولكن يبدوا الحافز والدافع ومقدار المعاناه بالتعطل عن العمل كان اقوى من كل التحديات الجغرافيه والجويه وكل اسلحة الحرب النفسيه .
واتوجه بالاسف الى حكومة دولة الرزاز وكل الحكومات السابقه واللاحقه والتي هي السبب في وصول حال الوطن الى هذا المستوى ,ان حق العمل مصون من خلال الدستور ولكن يبدوا ان هذا البند في دستورنا لا يطبق الا على ابناء المعالي والفخامه والسعاده فقط , اما ابناء الوطن والكدح والتعاسه مستثنيين من هذا الحق الدستوري , ماذا قدمت الحكومات لخلق فرص عمل , للاسف لا شيء , ماذا قدمت الحكومات لحماية العاملين في القطاع الخاص من الفصل التعسفي والاستغلال وضمان حد ادنى لهم في الرواتب يضمن لهم حياة ستره وشبه كريمه , ماذا قدمت الحكومات من دعم للقطاع الخاص لتشجيعه على التوظيف وزيادة القوى العامله الاردنيه لديه , لا شيء , اذا كانت الحكومه جاده في تحقيق العداله الاجتماعيه وضمان تماسك الجبهه الداخليه للوطن فعليها ان تعتني بمتطلبات شباب وشابات الوطن , الم يوجه جلالته رساله واضحه لحكومة الرزاز حول خلق فرص العمل وتشجيع وتحفيز القطاع الخاص , ولكن للاسف ما نجده ونلاحظه ان كل قرارات وسياسات الحكومه معاكسه لتوجيهات جلالة الملك , قرار دفع 500 دينار للمشاريع الصغيره بدل مواقف سنويا هو قرار مضاد ومعاكس تماما لسياسة تشجيع المشاريع الصغيره , بل هو تدمير لقطاع المشاريع والمحال الصغيره والتي يديرها نسبة كبيره من شباب الوطن , سياسات الدوله الجبائيه سوف تحول الوطن الى منطقه متناحره في داخلها جوع وحرمان وحقد , كيف نعلم ابناء وبنات الوطن الانتماء لوطنهم ودولتهم تحاربهم في لقمة عيشهم كيف ؟ .
ربما قدم معالي العيسوي حلا لشباب العقبه ولكن هناك ايضا متعطلين من باقي المحافظات باعداد مضاعفه لمتعطلي العقبه, وارقام البطاله غير المعلن عنها قصدا مخيفه جدا , ولا ننسى الشابات من الذي سوف يقف الى جانبهن ومن الذي سوف يطالب لهن بحق العمل , الديوان الملكي اصبح هو ملاذ الشعب المقهور من بطش وتخبط وانانية الحكومات المازومه , وهذا لا ينذر بالخير ولا بالمستقبل الواعد لان حل مشاكل الوطن الاقتصاديه ومشاكل البطاله هي من جل عمل الحكومات , ولكن لضعف هذه الحكومات في اداء واجبها جعل المواطن يطرق بوابة جلالة الملك الذي لا يظلم عنده احد .
عاش الوطن في ظل جلالته كريما حرا