يوماً بعد يوم تتعزز القناعة لدي أن المشكلة التي نعاني منها في الأردن تتمثل في عدم وجود رجال في مؤسسات الدولة ينقلون الصورة كما يجب لجلالة الملك، فلو كان هؤلاء الرجال من سياسيين وأمنيين وإعلاميين من الذين أحاطوا بالملك واستأمنهم على شعبه ووطنه طوال السنوات الماضية ينقلون لجلالته ما يجب أن يُعرف ويقال في حضرته لما وصلنا إلى وصلنا إليه من ازمات سياسية ومصاعب اقتصادية واحتقانات اجتماعية !!!!
المأدبة الملكية التي دُعي إليها بعض الكتاب ورؤساء تحرير الصحف اليومية الذين يرتبطون بعلاقات جيدة مع مستشار الملك لشؤون الإعلام بينما غاب عنها رؤساء تحرير لصحف يومية اخرى وكتاب بارزين لأسباب لا نعلمها ويعلمها سعادة المستشار لوحده !!! كما لم يكن مفهوماً لما تمت دعوة هؤلاء الكتاب بأشخاصهم دون غيرهم، مع التأكيد على الإحترام الكامل لذواتهم وإن كنا نختلف مع ما يكتبون وتطالعنا به الصحف في زواياهم منذ سنوات طويلة !!!
ويبدو أن بعض الإسماء من الكتاب الحاضرين والتي وردت في ثنايا التغطية الصحفية للمأدبة الملكية ، كان مقصوداً وجودها لتعزيز النظرة الضيقة والسلبية لدى بعض المسؤولين المحيطين بالملك حول الحراك الشعبي والقوى التي تقف وراءه، وهي الإسماء التي نتابع مقالاتها منذ سنوات طويلة والحال هو الحال لم يتبدل ولم يتغير ، يوافقون كل الحكومات وكل البرلمانات وكل المبادرات وكل اللجان ويشككون في نوايا الشعب ودوافعه حين يطالب بحقه، ويتهمون القوى السياسية بتنفيذ أجندة خارجية وووجود نوايا انقلابية في منهجهم وتقليدهم لغيرهم من الشعوب العربية الذين انتفضوا على حكامهم المستبدين !!!!
لو كان هؤلاء الكتاب صادقين مع أنفسهم بداية، ومع الشعب الذي يكتبون له صباح مساءً، لنقلوا الصورة كما هي على حقيقتها لجلالة الملك والملكة ولوضعوهما في صورة الحراك الشعبي الأردني الذي يمتاز بسلميته وطروحاته التي يتوافق عليها معظم الشعب الأردني من إصلاح سياسي ومحاربة للفساد، ولقالوا في مأدبة الملك أن التأخير المتعمد الذي تمارسه الحكومة في تطبيق التوجيهات الملكية في تنفيذ الإصلاحات السياسية التي يتطلع إليها الشعب هو ما يدفع الحراك الشعبي إلى رفع سقف مطالبه حين لا يرى جدية من الحكومة في المضي قدماً في طريق الإصلاحات، كما كان عليهم أن يكونوا صادقين أكثر فينقلوا للملك أن استغلال بعض من يدعون الولاء للملك للغطاء الأمني الذي يتمتعون به في التهجم على بعض الفعاليات الشعبية والرموز السياسية والوطنية دون حسيب ولا رقيب ودون مساءلة ولا عقاب ، هو الذي يؤجج غضب الناس ويدفعهم إلى رفع سقوف مطالبهم بشكل متسارع وغير مسبوق.
للكُتّاب الذين أنصفوا الوطن من خلال نقل الصورة الحقيقية للحراك الشعبي أقول لهم شكراً لانتصاركم لحرية الكلمة وشجاعة الموقف فيما قلتم بحضرة الملك، وهؤلاء اعتقد أن الشعب يعرفهم فهم لم تُبدلهم المواقع ولا المواقف وهذا عهدنا بهم.
أما الذين لم يُنصفوا الوطن والمواطنين المطالبين بمطالب شرعية ودستورية، وهؤلاء يعرفهم الشعب بتبدل مواقفهم بتبدل مواقعهم، أقول لهم سامحكم الله وعسى أن يسامحكم الشعب يوماً ما على اقترفتموه بحقه من عدم إيصال صوتكم لأصحاب القرار حين تتاح لكم الفرصة دون غيركم.
أما الذين اختاورا الكتاب والصحفيين لحضور المأدية الملكية استناداً إلى معطيات لم ندركها ولم نفهمها، فأقول لهم أن الوقت قد حان لأن تكونوا من الرجال الذين يحرصون على نقل هموم الشعب لصاحب القرار من كُتاب خبِرنا فيهم صدقهم مع شعبهم في زواياهم ومقالاتهم التي تحمل النبض الحقيقي للوطن والمواطن.
وعلى كل الأحوال، صحتين وعافية للجميع تناول الإفطار على مأدبة الملك.