بسم الله الرحمن الرحيم
من نادي معلمين عمان ما هي لغة المسيح عليه السلام ؟
الحلقة الثانية ...
سؤال يتواصل مع مقالنا وبحثنا السابق الذي كان عنوانه على خط كل مكان سار به المسيح ولم يستريح.. ونشر سابقا ..
بحيث بدأنا سؤالنا الهام الواضح لبعض رواد نادي المعلمين في عمان ما هي لغة المسيح
عليه السلام ..وما هي رمزية هذه الشخصية من الجانب والفكر الاسلامي وغيرها من أسئلة سنوضحها لاحقا ...ربما الحلقة الثانية من بحثنا الميداني تشع علينا ببعض المشترك الثقافي الذي
هو جزء من التطور والنمو البشري .. وخاصة عندما نتعامل مع مفهوم الحضارة
من الكلمة اللاتينية ......Civilization
civitas
...فهي مفهوم انساني عالمي ...يقول ابن خلدون ما من حضارة الا اعتمدت على علوم ومعارف الحضارات التي سبقتها فأهل الدول يقلدون في طور الدول السابقة قبلهم ..
ذكر الدكتور د.منذر خدام
مفهوم "الحضارة " في دلالته الراهنة يشير إلى ما حققه الإنسان من "نمو فكري وثقافي ومادي"، أو هي " مرحلة من التقدم الاجتماعي"، أو هي "ثقافة وطريقة حياة شعب من الشعوب، أو أمة من الأمم في كل مرحلة من مراحل تطورها المنظم". أو هي " كل ما ينتجه الإنسان من فنون وعلوم وآداب وفلسفة وتشريع والقدرة على الاستفادة من هذه الحصيلة". وفي رأي آخر فإن مصطلح "حضارة" يشير إلى الجهد الذي يقدم لخدمة الإنسان في كل نواحي حياته، أو هي التقدم في المدنية والثقافة معاً. فالثقافة هي التقدم في الأفكار النظرية مثل القانون والسياسة والاجتماع والأخلاق وغيرها، أما المدنية فهي التقدم والرقي في العلوم التي تقوم على التجربة والملاحظة مثل الطب والهندسة الزراعية وغيرها..."
فحسب معجم أكسفورد فإن معنى الحضارة في الاستخدام الراهن للمصطلح قد اكتسب دلالات جديدة تشير إلى المكاسب العقلية والذوقية الجمالية التي حققها الإنسان خلال مراحل تطوره المختلفة
ربما اختارنا قي بحثنا المفهوم: فإن مصطلح "حضارة" يشير إلى الجهد الذي يقدم لخدمة الإنسان في كل نواحي حياته، ...ومنه ننطلق معا لكي نقدم للإنسان مكاسب عقلية ونفسية وروحية ولو كانت جهدا متواضعا ...
الحوار الاول مع السيد رسلان ايوب من رجال الاعمال الاردنيين ...ماذا يمثل لك المسيح عليه السلام ؟ فاجاب : يكفي انه نفحة من روح الله عز وجل وهو نبي السلام والمحبة والآخاء أما السيدة مريم العذراء رمز للنساء الطاهرات ... واللغة التي تكلم بها المسيح فهي السريانية اي الارامية ..وهناك مدينة في سوريا يتحدث اهلها اللغة الارامية الا وهي معلومة ولكن الاعلام قصر
في تسليط الضوء عليها بهذا الجانب وان برزت كمدينة سياحية ..وذكر المشترك الثقافي في كل الديانات السماوية التسامح الآخاء المحبة بل اوجزها بكلمة أي شيْ إنساني ومؤمن برسالات السماء فهو عنصر ضمن المشترك الثقافي ..
سؤالي الثاني كان من جذر المشترك الا وهو ما هي رمزية القدس لك فذكر انها اولى القبلتين
وهي الارض المقدسة الطاهرة التي وطأ أرضها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة الاسراء والمعراج كما وطأ ارضها المسيح عليه السلام ...وعقب معي بقدسية المسيح عندما تطرقنا لبيت لحم ..ثم عدنا معا نحو نقطة اللغة فذكر موضحا ان أي لغة هي مكسب ثقافي وحضاري وضرب مثل في لغة قديمة الا وهي اللاتينية التي رأها ام اللغات لطبقة المثقفين من اطباءومهندسين ولغة الثقافات ...
وعندما ذكرت له عبارة من خط كل مكان سار به المسيح ولم يستريح ..كان التعبير الحاضر له
مواجهة المتاعب الكثيرة طوال حياة هذا النبي ...عليه السلام
أنهيت حواري معه بامنية يقدمها للعالم فقال :اتمنى ان يعم السلام والمحبة والمساواة والعدالة للجميع ...
الحوار الثاني مع الدكتور المهندس محمود عواد من جامعة البلقاء التطبيقية ..فذكر بداية ان لغة المسيح عليه السلام هي الآرامية... وان السيد المسيح هو رسول الله و االسيدة مريم هي العذراء من خير نساء العالمين وربما هناك تقصير اعلامي في ابراز اسماء قرى ومدن تتحدث الارامية ...وقال ان عبارة المشترك الثقافي هي تقابل مفهوم المتممات ...وعندما سمع عبارة على خط كل مكان سار به المسيح ولم يستريح .. عبر عنها بكلمة واضحة .. المثابرة . ثم بين لي ان المشترك الثقافي عبادة الله عز وجل الواحد ..أصل كل الرسالات السماوية ..
حوارنا الرابع مع عضو الهيئة الإدارية في نادي معلمين عمان ورواد مجتمعه السيد طارق الطراونه ..ماجستير قانون ..ذكر ان لغة السيد المسيح هي الآرامية وهو نبي وصاحب رسالة نؤمن بوجوده وامه السيدة مريم رمزا للطهارة والعفة فهي البتول .. بل ان القرآن الكريم سمى سورة كاملة باسمها وهذا تشريف سماوي لإم هذا النبي عليه السلام ..ولكن الاعلام لم يبرز اسم المدن والقرى التي يتحدث اهلها الارامية كمعلولة وغيرها ..وأوضح ان المشترك الثقافي هو السلام ... رمز عالمي وتداخل إنساني في محطات جمة .
حوارنا الرابع مع السيد ثائر مصالحه اعمال حرة و السيد ناجح مصالحة من وزارة التربية والتعليم.. ذكر لنا ثائر ان المسيح رسول أدى الرسالة بإمانة وكرمت السيدة مريم بإنجاب المسيح عليه السلام الذي يتحدث باللغة الارامية ويرى ان المشترك الثقافي هو التوحيد بالله عز وجل .. اما تعبيره لعبارة من خط كل مكان ... الخ فقال : الجهد والمثابرة والطريق المباركة..أما السيد ناجح فقال ان المسيح صاحب رساله ومن انبياء الله تعالى ومريم هي البتول هي ام من تحدث باللغة الآرامية وعقب ان المشترك هو التسامح والمحبة والتعاون وربما النجاشي يمثل أنموذج بشري لمثل هذا المشترك .... انتهى الحوار. مع الشكر للجميع .
وأخيرا فهل لدينا القدرة على الإستفادة من لغة المسيح عليه في مناحي حياتنا وهل من يتحدث بها
فقط هو من يؤمن بالديانة المسيحية ؟ وهل إنتاج الإنسان يتوقف على لغته الام دون المكتسبة؟
وهل قدم هذه اللغة التي نطق بها رسول من رسل الله عز وجل تبقى مقصورة عند اسوار معلولة
؟ فلماذا نعتبر اللغة الحديثة طريقنا للفكر فقط وعندما نتحدث عن الطب يفترض على طالبه ان يتعامل مع اللاتينية مع قدمها وننسى لغة نبي ؟ فأي تقصير واي عجزمدني ؟ ربما حاجاتنا الانية
مدعاة للاتينية والمثابرة نحو خطاها ؟
عتابي ربما يصل الى آذان وأسماع ترى لغة النبي ليست..................
فقط قدرة لسانية بل هي قدرة على التعامل بمعاني تكتسب مباشرة من مراحل معالجة اللغة في عمليات الدماغ وتحفيز الجهاز العصبي وبنفس الوقت تتفاعل مع الرابط القلبي الذي هو محور الإيمان حتى ان بعض الدراسات العلمية بينت ان مناطق التفكير تبدا من القلب قبل الدماغ
وبشكل أوضح نلاحظ الديانات ركزت على جارحة القلب واعتبرته وعاء للمشاعر والانفعالات
ولذا فالرسائل التي تبث من خلاله وخاصة الإيمانية لديها القدرة على فتح أسبار التفكر والتدبر
والاستكشاف والتساؤل .. وسبر الأبعاد التي تسافر بالجسد الطيني نحو رحلة وسياحة فكرية وإيمانية في ملكوت الله عز وجل ..وتبدا تتناغم مع الرنين الكوني الإيجابي لكي تتدفق بها
سيالات عصبية تقشعر لها الأبدان ..فأي دماغ إنساني يحتاج للغة لكي يتطور وينمو فكيف اذا
اكتسب من لغات الأنبياء بالذات فهو ربما يتصعد بنموه نحو مراحل إدراكية ووجدانية وفلسفية
تصبغ المدنية بظلال الحضارات السابقة التي عندما قدمت لم ترى الا مستقبلها ونحن الآن جزءا
من هذا المستقبل الخاص بها يوما ما ...وربما المسيح عليه السلام نطق الآرامية كلغة خاصة
بقومه ولزمانه كما يعتقد البعض ولكن الم يقول أنا نور العالم فما معنى هذه الكلمة والحكمة فالنور
عندما يشع ويمتد لا يتوقف او ينعكس بسبب من انت ومن نحن بل الوعاء هو من يحجبه إذا وضع عليه الكساء ..
ربما من زاوية أرى الآرامية جزءا من هذا النور الذي قد نرى به فكر المسيح عليه السلام وأمه البتول وأرى الزمان للقدس العتيقة وأرى ما غاب عنا فكلمة الحضارة جاءت من لفظ حضور الذي
يتضاد بكلمة غياب .. فما أجمل العقول ان تحضر على موائد النور ولا تغيب بين طيات السطور
باسم أننا من المدنية فقط .
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة
أقدم شكري الخاص لنادي معلمين عمان الذي أتاح لنا فرصة البحث والتفاعل الإجتماعي مع الشرائح المتنوعة المعنية بهذا البحث من الهيئة الإدارية السيد طويقات ومن معه ومن الدكتور نايف الشاويش وأعضاء كل الكافتيريا واصحاب الاستثمار الخاص بهم والسيدة روز جبر وأولادها
والسيدة اسماء الشوبكي والسيد خلدون المزرعاوي ...
وطبعا الشماس في كنيسة الاشرفية سابقا وكنيسة الصويفية حاليا السيدداوود مكي المدير للعمليات في طيران بترا .. والسيدة جورجيت الجمل الضيفة من فرنسا والحاصلة على شهادة الفلسفة وعلم الاجتماع .
واخيرا شكري الخاص لزوجي الذي دعمني بهذا البحث .. له مني كل تقدير واحترام .