نختلف مع النظام ولا ننقلب عليه
- الخميس-2011-08-25 15:46:00 |
أخبار البلد -
نختلف مع النظام ولا ننقلب عليه
بقلم ماجد العطي
لماذا يخشى النظام الأردني قدوم الاسلاميين الى الحكم الذي بات من المؤكد قدومهم في حال تمت التعديلات الدستورية وعدم تدخل مراكز القوى في شؤون الانتخابات والتي ينتظرها الشعب الأردني كبقية الشعوب العربية .
ألهروب من الواقع لايفيد النظام, بل بالعكس يحمله أعباء لايحمد عقباها ,فكلما أسرع النظام بتحقيق قدر أكبر من الإصلاحات يمكن أن يتبقى للنظام شيء ما يستند عليه , لإرجاع بعض ما افتقده طيلة حكمه للسنوات الماضية. نحن نعرف إن هناك الكثير من رموز النظام التي لاترغب بأي نوع من الإصلاح خشية على مصالحها, وتخوفا من رفع سقف مطالب الجماهير ألمطالبة بإصلاحات تحقق لها الإستقلال الحقيقي والسيادة الغير منقوصة. وهذا في حقيقة الأمر قد حصل وارتفعت مطالب المعارضة والسبب في ذلك يعود إلى النظام نفسه وليس حبا من المعارضة بالتصعيد لان أنظمتنا تعتمد في غالب الأمر على نفس المستشار الذي يوصلها إلى مرحلة اللا عودة وهذا الذي لا نتمناه جميعا ممن ينتمون إلى هذه الأرض الطاهرة .
من السهل جدا أن تخدع الشعوب ولكنها سرعان ما تستعيد ثقتها بنفسها وتنقض على خادعيها أو أنها تكون مغلوبة على أمرها وإذا اقتنصت الفرصة انقضت على الطغاة حتى الخلاص منهم.
الإسلاميون في الأردن كانوا على مدار العقود الماضية يكسبون حصة الأسد من النظام والسبب في ذلك أنهم يعتبرون جزء من أركانه , فقد ساهم النظام الأردني برعاية كاملة لإخوان الأردن ومنحهم كل الفرص من مشاركات في الوزارات والأجهزة الأمنية, وفتح المجال أمامهم للعمل الشعبي بينما كانت القوى الأخرى تفتقد حق الظهور للعلن فمنهم الوزراء ومنهم القادة العسكريون وحتى أنهم استطاعوا أن يدخلوا إلى قلب العشائر الأردنية, وهو ما نراه الآن من أن غالبية مجلس شورى الإخوان من أبناء عشائرنا وهذا ما أعطاهم القوه في استدراج النظام لما يجول في خاطرهم ولكن هناك شيء مهم يجب علينا الاعتراف به ألا وهو أن العشائر الأردنية تنتظر بان تقتسم مع الإخوان الحصة الأكبر من هذه الكعكة .وهنا باعتقادي ستكون بداية الإنهيار لإخوان الأردن وهو ما رأيناه في الفترة الأخيرة عندما أصبح النظام عاجزا عن تقسيم كعكته بما يرضيهم قلبت الكثير من العشائر ضده .
قبل ثلاثين عاما, كان يحقق معي في إحدى الجهات المعنية على خلفية قربي من اليساريين والحق يقال كان لي إحترام فوق العادة , وأعتقد أن ذلك يعود لوالدي الذي كان يعتبر من أكثر المعارضين صلابة, وأنا أتحدث عن اليسار الأردني المظلوم لأن توجيهات الغرب تتطلب ذلك.و صدرت مني مداعبة مع رئيس القسم في ذلك الوقت, وقلت له: تطالبني بالإستنكار وأنت تعرف جيدا أنني لن أفعل ذلك مهما كلفني الأمر ولكني أريد أن أقول لك شيء : أليساريون يعملون لما فيه مصلحة الوطن ويخدمون المواطن, وسيحل عليكم أليوم الذي ستجدون أنفسكم بأمس الحاجة لطيف اليسار الذي تحاولون القضاء عليه في الوقت الراهن.
وها نحن نرى هذا اليوم الذي ضعف به النظام وانقلب عليه حلفائه من أركانه , ومن شدة حبي لهذا الوطن العزيز , فإنني لا أرغب بأن أراه بهذه الصورة كي لا يحسب علي بأنني تشفيت في خطأ ارتكب بحقي أو بحق الآلاف من المواطنين المناضلين الشرفاء .ولأنني أعتز بتراب هذا الوطن الغالي على قلب كل أردني شريف فإنني لا أرى سوى أننا جميعنا من أسرة واحدة لها أبوين يخطئان ويخطىء الإخوة .ولكن يجب علينا أن يتحمل الواحد منا الآخر, وأريد أن أذكر كل المناضلين الشرفاء الذين قضوا سنوات عمرهم دفاعا عن حقوق الجماهير والتي غالبا ما اقتصرت مطالبهم في العادة على لقمة عيش كريمة للمواطن, وهم بالتأكيد يساندونني في ذلك, ومع كل السلبيات والأخطاء التي مر بها النظام الأردني بقي جلالة المغفور له بإذن الله ألملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه قريبا من الجميع, فإذا ما قورنا فقط بالأنظمة المحيطة بنا, وما ارتكبته من جرائم بحق أبناء شعبها يؤكد على أننا نختلف مع النظام ولكننا لا ننقلب عليه.