الوجه الآخر لخالد شاهين
بقلم الدكتور حسين عمر توقه
باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي
قبل أيام وصلتني رسالة من السيد نايف فواز النمري تحت عنوان "خالد شاهين الطيب" يفيد فيها أن مجموعة شركات شاهين تضم في جنباتها 4000 موظف أي أنها تعيل على الأقل 10000 مواطن أردني
وقبل أيام قرأت في موقع سرايا تحت عنوان صفقة عودة شاهين ... رفع الحجز عن أمواله واحتساب مدة المحكومية وعدم اعتباره فارا وضمانات في قضية الديسي
وبالأمس أيضا تساءل أحد رؤساء وزراء الأردن السابقين ونحن نناقش تصريحات ليث شبيلات الأخيرة في الموقع الإعلامي " في المرصاد "حول أراضي تم تطويبها باسم جهات عليا وأن الديمقراطية الحقة تكمن بضرورة إعادتها الى الشعب. لماذا لم يتم تقديم أكرم أبو حمدان الى المحاكمة حتى الآن ؟؟؟ .
وبالأمس أيضا تساءل معظم الأخوة ماذا حل بتوصيات لجنة الحوار الوطني حول قانون الإنتخاب وحول قانون الأحزاب التي شغلت الشعب الأردني بكافة فئاته وأطيافه لشهور عديدة . لماذا لم تحول الى الجلسة الإستثنانية أسوة بالتعديلات الدستورية ؟؟؟.
وبالأمس أيضا أعرب بعض أهالي السلط عن سخطهم لموقف الحكومة وتساءلوا لماذا قامت كل من هيئة مكافحة الفساد ومؤسسة تنمية أموال الأيتام بنشر غسيل قضية شراء مبنى بأكثر من أربعة ملايين دينار, وهل صفحات الجرائد ووكالات الأنباء هي المسرح المناسب للتراشق بين مؤسستين من مؤسسات الدولة ولماذا تمت عملية إعادة إحياء هذه القضية في الوقت الحالي بعد أن أُغلقت قبل عامين. وهل لها علاقة بموقف النائب خالد الحياري تجاه قضية الكازينو تحت قبة البرلمان حيث وصف رئيس الحكومة معروف البخيت في حينها تحت قبة البرلمان بأنه رأس الفساد وأنه أساس الفساد . لاسيما وأن عضو مجلس إدارة مؤسسة تنمية أموال الأيتام ومديرها العام هو الدكتور فيصل الحياري شقيق سعادة النائب خالد الحياري.
لقد شاهدت وقرأت كافة مراحل إنزال السجين المهرب خالد شاهين وهو مكبل بالأصفاد ومحاط برجال الأمن .
كنت أظن أنني أشاهد مسلسلا من مسلسلات الشرطة الأمريكية أو فيلما من أفلام " ديرتي هاري" من بطولة كلنت إيستوود وظننت لوهلة أننا قد حررنا القدس والجولان .
بالأمس قرأت خبراً حصريا من موقع سرايا الإعلامي أن مدعي عام محكمة أمن الدولة قرر رفع الحجز عن أموال أشقاء السجين خالد شاهين السيد أكرم شاهين والسيد رياض شاهين وزوجاتهم وابنائهم إضافة الى شقيقاته . كما أن كتاب رفع الحجز تضمن أيضا رفع حظر السفر الذي كان مفروضا عليهم جميعا . حيث بات من المتوقع أن يعود أكرم شاهين من بيروت وأن يعود رياض شاهين من دبي علما بأنهما قد غادرا عمان قبل خمسة أشهر.
وكنتُ قبل أيام قد قرأت خبراً في موقع سرايا الإعلامي مفاده أنه تم توقيع اتفاقية سرية بين شاهين وبين مسؤولين أردنيين تم فيها الإتفاق على قائمة مطالب كشروط لعودته وتم نشر هذه المطالب على الشكل الآتي
أولا : احتساب الأشهر الخمسة الماضية التي قضاها في لندن وألمانيا بحجة العلاج من مدة المحكومية . حيث صرح بالفعل مصدر قضائي قبل أيام أن الحكومة قد قررت احتساب هذه الأشهر من مدة محكوميته.
ثانيا : رفع الحجز التحفظي على أمواله وأموال أقربائه وتحديداً أشقائه وهو ما يمكن أن يتحقق خلال أيام
ثالثا : نقله الى سجن سلحوب وعدم إيداعه سجن قفقفا . حيث تشير مصادر أمنية أنه قد تم نقل شاهين فعلا الى سجن سلحوب
رابعا : عدم تقديمه للمحاكمة باعتباره فاراً من وجه العدالة حسب ما صرح به رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي عقد قبل أشهر اعتبر فيه شاهين فارا من وجه العدالة لأن تقديمه للقضاء بهذه التهمة يمكن أن يسجن على إثرها سنوات إضافية. ولقد تسربت معلومات أشارت الى أن الحكومة غضت النظر عن اعتبار شاهين فارا من وجه العدالة.
خامسا : منح شاهين ضمانات في القضية التي سينظر بها القضاء الأردني بعد أيام فيما يسمى بدراسة جر مياه الديسي التي تقاضى فيها شاهين حسب المعلومات الأولية مبلغ 15 مليون دينار من مؤسسة موارد التابعة للحكومة الأردنية نظير تقديمه لدراسات جر مياه الديسي وتأمين ممولين من خارج الأردن لذات المشروع.
"علما بأن منح أي جهة لشاهين ضمانات في هذه القضية قبل أن ينظر بها القضاء الأردني يعتبر مساسا باستقلالية القضاء إذ لا يجوز لأي جهة كانت أن تعد متهما بالبراءة أو عدم المسؤولية أو تخفيف الحكم في قضية منظورة أمام القضاء".
سادسا : لم يتم التأكد فيما إذا كان شاهين قد منح وعدا بشموله بالعفو الخاص .
وحتى هذه اللحظة لم أسمع تعليقا لأي مسؤول حكومي حول ما ورد في موقع سرايا علما بأن هذه القضية قد شغلت الشعب الأردني بأسره . فبعضهم يعتقد جازما بأن هناك تواطؤاً من أعلى الجهات وهناك من يظن أن كل هذه القضية هي عبارة عن تصفية حسابات بين خالد شاهين وبين بعض الجهات وهناك من يظن أن خالد شاهين بريء من التهم الموجهة اليه ولكنه الثمن الذي يدفعه ضمن حلقة المافيا التي يعرف وحده أسرارها.
وفي النهاية وقبل أن أعرض عليكم رسالة الأخ نايف فواز النمري أو أن أشير بأنني لا أملك غير التقدير والإحترام للأخ نايف فواز النمري الذي تحدث بكل أمانة وصدق وعبر عما يكنه أحد الموظفين السابقين الى مديره السيد خالد شاهين وهذه الأمانة والصدق جديران بالقراءة وبالإحترام
" أنا واحد من كثير .. كثير من أبناء هذا الوطن خدموا في إحدى شركات رجل الأعمال خالد شاهين وهل تعلم بأن عدد موظفي وعمال مجموعة شاهين للأعمال والإستثمار وشركاتها الشقيقة والتابعة قد بلغ 4000 موظف وعامل . وبحسبة بسيطة كانت مجموعة شاهين تعيل ما لا يقل عن 10000 فرد من أبناء الأردن. كل هؤلاء انتهى بهم المطاف الى الجلوس مع بقية العاطلين عن العمل وأنا واحد منهم وبعد إنهاء خدماتنا بحثنا عن عمل في الأردن ولكن لا حياة لمن تنادي . وأنت أدرى بالوضع الإقتصادي وأنا الآن بعمر لا يسمح لي بترك أبنائي وبناتي وزوجتي لكي أبحث عن وظيفة في بلاد الواق الواق. لكي اكمل معها رحلتي بهذه الدنيا التافهة. وحيدا بعيدا عن كل من أحب من أجل حفنة حقيرة من الفاسدين الطغاة والذين تسببوا بقطع أرزاقنا وأرزاق أبنائنا لأهدافهم الدنيئة. إن خالد شاهين من أشرف شرفاء هذا البلد وأنا كنت على إطلاع مباشر على كل أفعال الخير الكثيرة والتي كان يقدمها والتي لا يمكن حصرها .
أتعرف يا أبو العبد بأن من مهازل التاريخ أن تجد كل من هب ودب أصبح يتكلم عنك بما ليس له أساس من الصحة. ولا حول ولا قوة إلا بالله الواحد القهار. ولا يسعني إلا أن أقول .... خالد شاهين ابتسم في وجه المصيبة ولا تيأس لأنك إنسان مؤمن والجزع ليس من صفاتك والأمر كله خير لك وأنت أقوى من أن يرى الآخرون ضعفك . أنت واحد من رجال الأعمال القليلين مثل ابتسامة الدنيا مثل فرح السماء على شرفة الكون إنك واحد من رجال الأعمال الذين تجود بهم الحياة في زمن بخيل حتى عندما تجوع تأكل من سنابل النور وعندما تعطش تشرب من حليب الشمس ذهبا "