اخبار البلد - اسامة الراميني
ضربة "معلم" وهدف على شكل حلم تحقق بعد مشوار طويل من المباحثات والمناقشات والدراسات والتقييمات والمتابعات لشركة مصفاة البترول الاردنية وذراعها التسويقي جوبترول في عام 2019 التي يحق للإدارة وللمساهمين ان يفتخروا ويعتزوا كثيرا بما تحقق من انجاز عظيم وكبير بصفقة الاستحواذ على شركة هيدرون للطاقة " جولف" والتي كانت حدثا مزلزلاً وكبيرا وضخما في سوق المشتقات النفطية في الاردن حيث استيقظ الجميع على خبر سار ومفرح مفاده قيام شركة مصفاة البترول من خلال ذراعها التسويقي بالاستحواذ على شركة جولف التي تملك حوالي 57 محطة توزيع في الاردن لما لأثر هذه الصفقة من انتعاش حقيقي للمصفاة ونشاطها ودورها وعملها عزز لدى الجميع الفكر الاستراتيجي والابعاد الاقتصادية والاهداف المفصلية التي اثمرت عن تعزيز هذه الصفقة وارقامها التي كانت مذهلة ومميزة لمصفاة البترول التي يبدو انها تسير على قاعدة التوسع والانتشار وتحقيق الارباح وتوفير الخدمة في كل مكان ..
بعض المغرضين حاولوا التشكيك واثارة الغمز واللمز هنا وهناك في هذه الصفقة بسبب ضحالة تفكيرهم الاقتصادي ورداءته ولأنهم لا يستطيعون قراءة نتائج هذه الصفقة واثرها وابعادها ونتائجها ودورها على مصفاة البترول وارباحها وانتشارها وسمعتها ومصداقيتها والتي تتعزز يوما بعد يوم في الشارع الاردني ولا نريد ان نذّكر الراي العام بالبنزين المضروب وكيف نجحت مصفاة البترول في تعزيز مصداقيتها حيث ارتفعت نسبة مبيعاتها عما كانت في السابق لأكثر من 18 % ..
قليلون هم الذين لا يعرفون الكثير عن صفقة الاستحواذ وما حققته وما كرسته وعززته للشركة وللمساهمين الذين يعلمون تماما ان شركتهم تختلف عن الشركات المساهمة الاخرى التي يساهمون بها فأرباحها مليونيه دوما وتوزيع الارباح على المساهمين يفوق اي شركة اخرى ومسار التقدم والنجاح يتعزز سنة بعد اخرى ضمن شعار انجاز تلو الاخر فمبيعات الشركة في محطاتها المملوكة والمستأجرة يشكل حصة كبيرة ومحطاتها تكاد تكون الاكثر لا بل هي الاكثر وموزعة ومنتشرة في كل ارجاء الوطن حيث التوسع والانتشار على قدم وساق ولا يكاد يمر شهرا حتى تنبت المصفاة بشعارها الاخضر محطة جديدة لإيمانها بزبائنها وعملائها التي توفر لهم كل مشتقات النفط وغيرها ومع هذه الصفقة التي بلغت قيمتها 28 مليون دينار مقابل 57 محطة جديدة ستضاف في عقد المصفاة وشركاتها ومحطاتها سيضاعف العدد والنتيجة والربح والتوسع والمبيعات وكل شيء
بصفقة الاستحواذ هذه ستزيد شركة جو بترول الى مجموع مبيعاتها 8%من الحصة السوقية الاجمالية حيث تشير الارقام ان شركة جولف التي تشكل رابع شركة من حيث الاهمية والانتشار والبيع تبيع حوالي 260 مليون لتر وهذا الرقم سيرتفع الى 300 مليون لتر فالأرقام ستزيد من ارباح مصفاة البترول وتزيد من حصتها الاجمالية وبالتالي التربع على عرش التسويق التوزيع ..
لمن لا يعلم او لمن لا يريد ان يعلم .. نقول ان شركة مصفاة البترول وبالرقم المتواضع 28 مليون دينار الذي دفعته لهذه الصفقة اضافت علامة تجارية عالمية " جولف " الى منظومتها والكل يعلم عن السمعة التجارية المميزة لهذه العلامة وكم لها من رواد وزبائن فهي متواجدة في السوق المحلي منذ عام 2006 ومحطاتها موزعة جغرافيا في كل ارجاء الوطن ومواقعها استراتيجية وتتمتع بسمعة طيبة وتحظى برضى الزبائن وحتى محطاتها نُفذت وفقا للمواصفات والمقاييس العالمية وهناك 13 محطة جرى تنفيذها ضمن هذه المواصفات حيث بلغت تكلفة انشاء الواحدة منها ما يقارب المليون دينار بالإضافة الى ان معظم محطاتها محدثة ومرممة وذات شكل حضاري وحتى ان بعض المحطات يبلغ قيمتها 3.5 مليون " محطة خلدا شارع المدينة الطبية " والتي تعتبر من اهم المحطات الموجودة في المملكة وهي مملوكة بالكامل لشركة هيدرون " جولف "
البعض يعتقد ان شركة مصفاة البترول قد قامت بالاستحواذ على محطات جولف خلال فترة قصيرة وبطريقة عشوائية سريعة وهم لا يعملون عن حقيقة المفاوضات الشاقة والصعبة والمعقدة والطويلة والتي شكلت من خلال لجان ومن خلال اتباع افضل الممارسات العالمية المعتمدة للاستحواذ على الشركات حيث جرى تطبيق مبدأ التدفقات النقدية المخصومة والمتبعة في معظم عمليات الاستحواذ عالمياً ولهذا النوع من النشاط بشكل خاص ليس هذا فحسب بل ان الدراسة المعدة للتقييم تمت من خلال احدى كبرى الشركات العالمية المتخصصة في مجال التدقيق والاستشارات المالية والتي تم مراجعتها وتدقيقها من قبل شركة ديلويت وما ادراك ما ديلويت حيث تم التدقيق بالوثائق وعقود الايجار والاستئجار واتفاقيات الاستحواذ من قبل شركات قانونية اقليمية متخصصة لان المباحثات استمرت لأكثر من 10 شهور متواصلة ما بين الشركتين حيث جرى تخفيض المبلغ التي وصلت اليه شركات التقييم من 36 مليون الى 28 مليون وهذه قصة نجاح اخرى لشركة مصفاة البترول الاردنية التي استطاعت ان تنتصر بالصفقة المالية وتستحوذ على كل تلك المحطات بمبلغ قليل جداً خصوصاً وان التقييم سيرتفع اكثر اذا وضعنا بعين الاعتبار قيام مجلس الوزراء بإصدار قرار يقضي برفع عمولة المحطات من 15 فلس الى 18 فلس لـ اللتر مما سيزيد من المبلغ المحصل ويرفع من اهمية الصفقة ..
صفقة مصفاة البترول الاردنية تمثل الصفقة الناجحة بكل المعايير وعلى اكثر من مضمار وفي كل الاتجاهات نجد ان شركة مصفاة البترول الاردنية وشركة التسويق قد استطاعت قبل غيرها ان تقتنص الفرصة التي لا تتكرر وتحقق انجاز عظيم الى سجل انجازاتها ولو اخذنا بعين الاعتبار ان الصفقة قد تمت باتجاه اخر ومع شركة منافسة اخرى حيث كانت المفاوضات تتم سرا ايضا مع شركات اخرى فما هو الاثر السلبي الذي كان سيتحقق لمصفاة البترول في حال لو ان شركة أخرى قد وقعت مع شركة جولف وحصلت على تلك المحطات فان مصفاة البترول وشركتها التسويقية ستخسر قيمة التزويد والبالغ 260 مليون لتر والذي يقدر ب4 مليون دينار سنوياً وستخسر قناة اضافية بالتسويق وستخسر جزء من استمراريتها وديمومتها الامر الذي سيؤثر سلبا على مبيعاتها وعمولاتها بمقدار 4 مليون دينار على اقل تقدير الامر الذي سيؤثر سلبا ايضا على عمولة التوزيع والبيع وانخفاض سعر السهم ..
ان المبالغ المدفوعة لهذه الصفقة من قبل المصفاة لشركة "جولف " لم تدفع دفعة واحدة بل جرى تقسيطها وتقسيمها وفقا لإفصاح الشركة حيث جرى دفع 5.5 مليون عند التنازل ومبلغ 9.5 مليون سيتم دفعها للبائع في عام 2020 اي انه سيتم الاستحواذ على شركة" جولف " من خلال الدفعة الاولى اضافة الى انه سيتم حجز مليون دينار لضمان التزامات مستقبلية على البائع وحجز 12 مليون دينار يمثل قيمة التزامات شركة هيدرون للطاقة جولف لدى البنوك ولم يتم دفعه للبائع بمعنى ان قيمة المبلغ المستثمر فعلا في صفقة الاستحواذ هي 16 مليون دينار يشمل المبلغ المحتجز بقيمة مليون دينار
من حق شركة مصفاة البترول ان تقيم عرساً لصفقة الاستحواذ الناجحة بكل المعايير والمقاييس فهي التي تفكر بالمستقبل وتفكر في تعزيز حضورها وقوتها ونشاطها وعملها خصوصا في ظل التنافس غير المسبوق بين الشركات المنافسة التي اصيبت بصدمة جراء اتمام الصفقة وتنفيذها والتي تمت بكل شفافية ومصداقية مستندة الى مشاريع الجدوى الاقتصادية وتدخل شركات المحاسبة العالمية ومكاتب الاستشارات القانونين التي اوصت جميعها بإتمام الصفقة وتوقيعها قبل ان يتراجع البائع عن هذه الصفقة التي حققت انجاز بمستوى الاعجاز لشركة مصفاة البترول الاردنية الي باتت الان تزود اكثر من 300 محطة على اقل تقدير في كل ارجاء الوطن وضمنت حصتها من السوق بالإضافة الى ارباحها التي ستتضاعف بشكل كبير حيث ان العائد من هذا الاستثمار سيكون مجزيا وكبيرا وعظيما بنسبة من 13- 17 % وهذه النسبة عالية جداً وتشكل عائداً وجدوى اقتصادية كبيره بمعنى ان شركة مصفاة البترول ستسترد كافة اصل المبلغ خلال 6 سنوات على اكثر تقدير وما اجمل هذا الاستثمار وعوائده في ظل ظروف اقتصادية صعبة وهنيئا للمساهمين الذين يدقون طبول الفرح على هذه الفرصة التي استثمرتها شركة مصفاة البترول واستغلتها ولم تسمح لأي شركة منافسة ان تصل اليها وفعلا انها فرصة لا تتكرر في هذا الوقت بالذات