أخبار البلد - انتخابات مناطق 48
حمادة فراعنة
قدّم النائب الفلسطيني أحمد الطيبي طلباً لقسم الانتخابات لدى البرلمان الإسرائيلي يتضمن سحب عضويته من القائمة البرلمانية المشتركة، بهدف خوض انتخابات حزبه الحركة العربية للتغيير بقائمة منفردة اعتماداً على تحالفه مع قوى مستقلة لعله يحصل على عدد مقاعد يفوق ما يملك الآن في القائمة المشتركة وهو مقعد واحد ونصف مقعد ثانٍ بالتناوب، وهو يجد نفسه أقوى مما تعطيه القائمة المشتركة، المكونة من الأطراف الرئيسية للتيارات السياسية الثلاثة : 1- التيار اليساري وتمثله الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، و2- التيار الإسلامي وتمثله الحركة الإسلامية، و3- التيار القومي ويمثله التجمع الوطني الديمقراطي، ولكل من الأطراف الثلاثة أربعة مقاعد في البرلمان الإسرائيلي، أقرت خوض الانتخابات موحدة بقائمة تحالفية مشتركة لأكثر من سبب :
أولاً : لأن الحد الأدنى المطلوب الحصول عليه لدخول البرلمان هو ثلاثة وربع بالمائة من عدد المصوتين مما يصعب على كل حزب الحصول على هذه النسبة منفرداً أو أنها غير مضمونة، وهذا السبب الجوهري والدافع الأساسي الذي أملى عليها خوض الانتخابات في الدورة السابقة في 17/3/2015، في إطار القائمة المشتركة.
ثانياً : بعد نجاحها وانحياز القطاع الأوسع من المصوتين الفلسطينيين في مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، لصالح القائمة المشتركة، وارتفع تمثيلهم في البرلمان من 11 مقعداً إلى 13 مقعداً مما يُشير إلى رغبة المصوتين لعامل الوحدة، الأثر الذي ترك نتائجه على خيار قيادات الأحزاب الثلاثة، لاحترام الأثر الطيب في نفوس المصوتين، مما دفعهم إلى التمسك بعامل الوحدة، ونجاحهم طوال الدورة البرلمانية السابقة، رغم خلافاتهم السياسية وتنوع مصادر تفكيرهم واجتهاداتهم.
ثالثاً : في مواجهة السياسة العنصرية التي تنهجها قيادة المستعمرة الإسرائيلية وأحزابها وحكومتها، بات لزاماً توحيد الجهد العربي الفلسطيني المتضرر من السياسات والإجراءات العنصرية، الأمر الذي يتطلب مزيداً من خطوات الوحدة وخوض المعارك المدنية بأدوات موحدة ومن ضمنها منبر البرلمان وأهمها نظراً لأنه مصدر التشريع للقوانين العنصرية التي تمس مصالح الشعب العربي الفلسطيني.
رابعاً : لقد لمس النواب العرب أهميتهم بحصولهم على القائمة الثالثة لدى برلمان المستعمرة الإسرائيلية، خاصة بعد دعوتهم كقائمة موحدة مشتركة لأول مرة للحديث أمام المنتديات الدولية والأوروبية المعنية بحقوق الإنسان، اللجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة في جنيف، وكذلك لجان حقوق الإنسان لدى البرلمان الأوروبي والبرلمانات الفرعية لما يتعرضوا له من تمييز عنصري فاقع، مما يتطلب الحفاظ على هذه المكتسبات وتطويرها وانعكاساتها على مكانتهم السياسية والبرلمانية محلياً ودولياً.
أحمد الطيبي اختار الطريق الأصعب حيث يحتاج لأكثر من 140 الف صوت حتى يتمكن من الوصول إلى عتبة البرلمان، وبغير ذلك سيفقد موقعه الذي كان مضموناً مع القائمة المشتركة، ولكنه وإن حصل عبر تحالفات سيعقدها مع اتجاهات أو قوى خارج إطار التيارات السياسية الثلاثة الإسلامي والقومي واليساري، فهو يتمتع بعامل الذكاء الذي يدفعه لاتخاذ خطوات مدروسة حتى يضمن نجاحه، فقد سبق وأن غير تحالفاته مراراً، فقد دخل عضوية البرلمان مع حزب التجمع وانفصل عنه، وتحالف مع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وانفصل عنها ، وتحالف مع الحركة الإسلامية وتركها، وأخيراً تحالف مع الأحزاب الرئيسية الثلاثة في الدورة الماضية ضمن القائمة المشتركة وها هو يتركها ويُسجل أنه سيدخل الانتخابات منفرداً مع اتجاهات غير معروفة للأن وإن كان أبرزها تحالفه مع علي سلام رئيس بلدية الناصرة، ومازن غنايم رئيس بلدية سخنين السابق.
h.faraneh@yahoo.com