مثلما يكتب أصحاب الأقلام المسمومة من وراء مكاتبهم وشققهم الفاخره وسيارات الشبح والرفاهية التي ينعمون بها في هذا البلد الذين لا يعرفون ثمن كيلو الخبز أو ثمن كيلو العدس ، بأن المخابرات العامة هي سيف على رقاب العباد وتتدخل في كل شيء ، فنحن الذين نأكل الخبز والعدس ونحمد الله ، وأبناءنا الذين يحرسون الحدود ويجوبون الشوارع حماية لهم ويسهرون الليل كي ينام هؤلاء ، وحين يصبحون لا ترى إلا وصورهم على المواقع الالكترونية يكتبون ما هب ودب، فلا أعجبتهم التعديلات الدستورية ولا أعجبتهم كل هذه الديمقراطية ، فمنهم من يريد أن يضع دستورا جديدا للأردن ، ومنهم من يتدخل في شؤون البلاد ومنهم من يريد أكثر وأكبر من ذلك ، الذين لو كانوا في بلاد أخرى لما تجرأ احدهم على قول ربع ما يقولون هنا ، مثلما يكتب هؤلاء فنحن أيضا ً يحق لنا الحديث وطرح آراءنا نحن الحراثين أبناء الحراثين ونحن الفقراء والمحتاجين ، فهذه الزيارة الملكية لفرسان الحق ما هي إلا رسالة تكريم وعرفان ووفاء لمدير المخابرات العامة ولدائرة المخابرات التي لم يزج اسمها في أي من مواقع الشبهات مثلما يدعي الآخرين ، هذه الزيارة هي تأكيد من جلالة القائد على أن فرسان الحق هم خيرة الخيرة وهم الجند الأوفياء المخلصين كإخوانهم أبناء الجيش العربي والأمن العام والأجهزة الأخرى ، وهي تأكيد أيضا ً على صدق عملها وبراءة منتسبيها من كل الأحاديث الجوفاء التي زادت في حقدها وكراهيتها وظلمها لهذه الدائرة ، والبستها ثوب ليس لها ، وهي ضربة لكل من يدعي على إن جلالته غير راض عن هذه الدائرة .
إن زيارة جلالة الملك للمخابرات هي رسالة أيضا ً لهؤلاء العابثين الذين أطالوا اللسان على رمز من رموز الوطن وهو مدير المخابرات وعلى ركن من أركان الدولة الوفية المخلصة المعطاءة وهي المخابرات العامة ، رسالة لهم كي ينتهوا من هذا الحديث المزيف ومن هذه الإساءات وان يكونوا مواطنين بعمل لا بقول جائر ، هؤلاء الذين لا يريدون لا مخابرات ولا أمن ولا حتى دفاع مدني ، إنهم لا يريدون كل من يرتدي الشعار والزي العسكري أو أي صفة عسكرية ، إنهم يريدون بلادا ً دون أمن وبلادا ً دون جيش ، حتى الدفاع المدني هناك من يطالب بأن يكون شركة خاصه ترتدي الزي البرتقالي مثل عمال الوطن في البلديات الذين يرتدون هذا الزي(مع عميق احترامي لهذه الفئة الجريئة) .
المخابرات ليست عدوا ً لنا ولا خصما ً لأي كان ، إنها دائرة أمنية لها برنامجها ومنظومتها الأمنية ، لا أحد له حق التدخل في عملها ، هي أعرف بعملها ، ولسنا ممن يقيم عملها ، هناك من يتحدث بسطحية جوفاء عن بعض الممارسات للمخابرات وهي ممارسات أمنية طبيعية تحدث مع أي شخص وفي كل البلدان ، هذه ليست قضية ، القضية الأهم من هذا وذاك هو حماية الوطن وحماية الأعراض والممتلكات وحماية المواطنين وهذه الدائرة هي التي من تقوم بعملها بشرف ونزاهة وسرية ، كلنا معرضون للخطأ وكلنا معّرضون أن يتم استدعاءنا يوما للمخابرات هذه ليست بكارثة ، الكارثة عندما يقع مكروه ( ونعوذ بالله منه) عندها نقوم ننعق مثل البوم ، ويكثر حديثنا وحديث الصالونات السياسية وحكايات الردح منها ما هو على المحطات الفضائية ومنها ما هو على المواقع الالكترونية ومنها ما هو بث مباشر، أين المخابرات ؟ أين الأمن؟ أما في ساعة الرخاء فيستكثرون على المخابرات انها طلبت شخصا أو حققت مع آخر ، أو أخّرت شخص على الحدود كي يتفادوا ماهو متوقع حدوثه ، الأصل أن نكون كلنا شركاء للمخابرات وللأمن في عملهم ، أن نكون عيون للوطن وللأمن ، هذا هو الانتماء الحقيقي للوطن ولتراب الأرض الذي نعيش فوقه ، لسنا مطالبين أن نكون خصوما للأمن ولا خصوما لبعضنا البعض ، مطالبين في هذا الوقت الصعب أن نكون أكثر لحمة وأكثر مشاركة في الحديث الذي ينفع الوطن والمواطن ، مطلوب منا أن نترجم طرحنا وآراءنا إلى برامج حقيقية لخدمة السياسة والاقتصاد وان نبني وطننا ً بناءا ً قويا ً صادقا ً بعيدا ً عن الإساءات والتشهير وتشويه صورة الآخرين ، نحن في وقت يلزمنا أن نكون أكثر صدقا مع أنفسنا ومع واقعنا كي نرسم لهذا الوطن طرق النجاة والرفعة والازدهار ، لا أن نكون بالمرصاد لكل طرح أو قول أو توجه ونأخذ نحلل ونترجم بما يحلو لنا من أحاديث الوهم والظلال ، فلا يعقل أن نكون كلنا علماء في السياسة والاقتصاد والإدارة والتخطيط وغيره ، فلكل شأن خاصيته وبرامجه ، ولكل موقف خصوصيته وطرق معالجته .
إننا ننعم في هذا الوطن بالأمن والأمان في وقت ينام الآخرين على أصوات المدافع والقصف الجوي والبنادق، هذا الوطن هو ملاذنا وهو بيتنا، حافظنا عليه طوال هذه السنين حرا ً أبيا ً صادقا فلنحافظ عليه إذن بكل أمانة وإنصاف وعمل ، بعيدا ً عن الحقد والكراهية ونبش الجثث الفاسدة والحكايات الهزيله التي لا يأتي من وراءها سوى الدمار وتعطيل المسيرة .
أما المخابرات العامة فسوف تظل دار عز وفخار ومجد ، نٌثني على عملها وعلى مديرها ومنتسبيها بكل عبارات الحب والتقدير والعرفان ، وفقكم الله وسدد على طريق العز خطاكم لخدمة هذا الوطن الغالي .
Khalaf_alkhaldi@yahoo.com