نتكيء على بعضنا, فلا يستعمر الواحد منا الآخر
- الخميس-2011-08-22 11:18:00 |
أخبار البلد -
نتكيء على بعضنا, فلا يستعمر الواحد منا الآخر
بقلم ماجد العطي
بلغت الثورات الشعبية العربية ذروتها, بسقوط القذافي , صاحب النظرية العالمية الثالثة (الفكر الجماهيري) . وأؤكد من جديد أن الفصائل التابعة للأنظمة العربية ممن هي على هذه الشاكلة أن تحل نفسها وأن تعتزل الركب السياسي لماضيها الذي عرته أرياح هذه الثورات المباركة في هذا الصيف الحار. لتدخل البلدان العربية مرحلة جديدة تحتاج إلى الخلاص من الإرتهان بشكل كامل. فبالأمس كنت أستمع لمسؤولي الإتحاد الأوروبي وهم يتعهدون ببناء ليبيا ما بعد القذافي, وأطلق البيت الأبيض ورئيسه أوباما تصريحات مماثلة رغم هزيمتهم أمام النجاح الفرنسي في مهمة الناتو.
أمر طبيعي في السياسة أن تختلف مواقف الدول تجاه الثورات العربية المباركة باختلاف مصا لحها مع هذا البلد أو ذاك, ولكننا متفائلون جدا بالوعي العربي لنجاح ثورات شعوبنا المقاومة الرافضة لمبدأ التبعية والثائرة بهدف تحقيق الإستقلال السيادي الذي افتقدته قرنا كاملا من الزمان الرديء.
وعلى الإستعمار أن يعي تماما بأن عهده قد ولى وإلى الأبد, فالولايات المفككة قريبا لا علاج لإفلاسها المفرط بل إن النظام الرأسمالي انهار بكامله ولن يقبل أي منا بأن تبقى الثروات العربية مخرجا لمآزق بلدان جائعة لا تشبع إلا من هذه الثروات.
ومن أهم ما ننتظره من هذه الثورات الطاهرة أن تخلصنا من الكتابات الإقليمية البغيضة التي تخدم مراكز قوى كانت تصب في خدمة الأنظمة حتى مطلع القرن الحالي عندما أصبحت تعمل على مد أجنحتها. ويطمح كل مركز منها في الوصول إلى هرم السلطة والتربع عليه طويلا ولربما إلى الأبد.
قبل سنوات خلت , قرأت مقالة للكاتب عبدالهادي المجالي يطلب فيه أن يكون تشكيل الحكومة من نصيب عبدالهادي المجالي (رئيس مجلس النواب وقتئذ) , وهو المجلس المكرر بنفعية غالبيته على حساب كرامة المواطن مسلوب الإرادة بالتزوير الذي دأبت حكوماتنا عليه في كل تلك الإنتخابات. ونشر بالأمس مقالة جديدة اشتممت منها رائحة الإقليمية النتنة على دولة السيد طاهر المصري صاحب مقالات (النهوض من الرماد)و(هل تاهت البوصلة الأردنية) وغيرها من المقالات التي تدلنا على عروبته وتمسكه بمبادئه القومية , وطيلة نفسه السياسي وعدم إنتهازيته .
ليس جرما, ان يتكيء السيد أحمد اللوزي شيخ رؤساء الوزراء الأردنيين و(نسيب) دولة السيد عبدالكريم الكباريتي أكثر رؤساء الوزراء ذكاءا والقريب من دولة (أبونشأت) على دولة المصري في موضوع الإصلاحات الدستورية لأنه محط ثقة للنظام الذي هو من أركان حكمه المتجذر , وما الضير في اتكاء دولة أبوناصر وهو النظيف المخلص الشريف العروبي الوحدوي على دولة أبونشأت الذي وصفه فايز أحمد الخلايلة بقوله طاهر,أنت أطهر من عرفت ونعته أيمن المشاقبة بقوله طاهر,أنت أشرف من عرفناهم في الأردن الذي نحب وفلسطين حقنا الرافض للذل والعصي على البيع والإرتهان, وقال فيه رائد العلاونة خير القول. ولم ينكر عن نفسه أصوله النابلسية ونابلس هي جبل النار الذي تعود إليه عشائر سلطية كريمة وليست ببعيدة عن مدينة خليل الرحمن التي قدم إلى الكرك منها من نعتز بمبادئه الغير متلونة حسب المصالح وأهواء مراكز القوى التي ستذيبها الثورات العربية قريبا جدا بإذن الله.
على الفصائل والأحزاب التابعة للأنظمة الزائلة والأخرى التي تنتظر زوالها أن تحل نفسها فورا. فمرحلة الخدع والأكاذيب التي انتهجتها أنظمتنا الإستبدادية تتلاشى الآن, فلم نجد منها نظاما وحدويا حقيقيا واحدا. لكن المواطن العربي وحدوي بفطرته وسليقته وولائه لله وانتمائه للثرى كله من المحيط إلى الخليج ويتطلع لشطب الكيان الصهيوني من الخريطتين السياسية والجغرافية . وهو صاحب القلم الجريء والثورة الصادقة وإرادة القتال وحزام الإستشهاد الذي حقق توازن الرعب في عقد مهد بدون أدنى شك لما نشهده الآن في ساحات حكمها زعماء البلطجية طويلا. وهي اليوم تعمل على خلق قيادة فذة افتقدتها قرنا من الزمان.