روي عن يهودي إسمه مردوخ ضاقت به الدنيا فذهب إلى كبير الحاخامات ليشكي إليه سوء حالته فسأله الحاخام عن أوضاع بيته فأجاب مردوخ بأنه يسكن وعائلته المكونة من خمسة أولاد ووالدته العجوز في بيت مكون من غرفتين ومنافع ولديه ثلاث عنزات وبقرة وحمارا. فقال له الحاخام أريد منك أن تتبع تعليماتي بدقة حتى تتحسن أحوالك فوافق مردوخ على ذلك. وقال له الحاخام أطلب منك أن تدخل الحمار ليسكن معكم في البيت وأن تعود لي بعد عشرة أيام، فامتثل مردوخ لأوامر الحاخام ونفذ، وما أن انقضت المدة المقررة حتى هرع مردوخ إلى الحاخام شاكيا من تردي أوضاعه من سيء إلى أسوء. فقال له الحاخام عليك يا مردوخ أن تدخل العنزات الثلاثة إلى البيت وتعود لي بعد عشرة أيام فامتثل مردوخ على مضض وعاد بعد إنقضاء المدة شاكيا وهائجا من سوء الوضع الذي هو فيه، فقال له الحاخام عليك أن تدخل البقرة لتسكن معكم في البيت وأن تعود لي بعد عشرة أيام أخرى، فكاد أن يفقد مردوخ صوابه وأن يتراجع عن الشكوى إلا أنه ارتضى الإمتثال لطلب الحاخام حسب ما هو متفق عليه منذ البداية. وما أن مضت الأيام العشرة بشق الأنفس والصراخ والعويل الإ ان هرع مردوخ إلى الحاخام وقد اقترب من الجنون من شدة العذاب. ولما سأله الحاخام عن حالته حتى انهار أمامه باكيا شاكيا متوسلا ليخرجه من هذه الحالة البائسة. وهنا أخبره الحاخام بان يقوم بإخراج البقرة من البيت ويعود له بعد عشرة أيام، فهرع مردوخ إلى البيت طاردا البقرة إلى الخارج مستمتعا بالفسحة التي تركتها له وللقاطنين معه في البيت وعاد إلى الحاخام بعد إنقضاء المدة وقد أجاب حين سأله عن أحواله بانها قد تحسنت ولو قليلا فالآن يستطيع التحرك بين البلاطات ولو بمشقة وهنا أخبره الحاخام بأن يقوم بإخراج الحمار من المنزل وليعود اليه بعد عشرة أيام. فهرع مردوخ إلى البيت مسرعا ليشد الحمار من اذنيه إلى خارج المنزل وليعود إلى الحاخام بعد عشرة أيام حسب الاتفاق، وقد ارتسمت إبتسامة على وجهه واخبر الحاخام قبل السؤال بأن وضعه في تحسن مستمر، وحينها قال له عليك إخراج العنزات الثلاثة من المنزل وأن تعود بعد عشرة أيام وقبل أن يكمل الحاخام كلامه أطلق مردوخ رجليه للريح ليشحط العنزات الواحدة تلو الأخرى من رقبتها إلى خارج المنزل وما ان انقضت المدة عاد إلى الحاخام فرحا مرحا ساجدا أمام قدميه ليقبلها ويشكره على إيجاد حل لشكواه. وهذا حالنا بعد العودة الى دستور 1952.
مردوخ والتعديلات الدستورية
أخبار البلد -