لماذا يا وزارة الثقافة وامانة عمان الكبرى انتم حاضرون واتحاد الناشرين غائبون؟
كمؤسسات حكومية وطنية تمثل روافد العمل الثقافي وتصب في مصلحة التنمية الثقافية التي هي
جزء من التنمية الشاملة التي أصر عليها جلالة الملك عبد الله الثاني بارك الله في خطاه نحو أردن
الإنجاز ...نتساءل معكم ونسأل أصحاب الاهتمام والشأن ... لماذا يا وزارة الثقافة وامانة عمان الكبرى لا نعرف إتحاد الناشرين الاردنيين الا في معرض الكتاب على طريق المطار وكل سنتين
لماذا لا نعرف أنهم كمؤسسة مجتمعية لم ينالوا من طموحاتهم المهنية في صناعة النشر ما يفترض ان يرتقي بهم من إتحاد قليل الامكانيات الى مطلب أكثر مرونة واكثر مدنية في ظل مسيرة
الديمقراطية .. إتحاد بقانون مؤقت .. ربما بقول البعض لماذا ؟
بداية كتابنا الاردني هو المصنف الاول في العالم العربي من حيث الإقبال على شراءه وخاصة
الكتاب الأكاديمي ..وهذا يعكس مدى العمل الثقافي ودور الاتحاد خاصة ودور النشر عامة في
الترويج الثقافي خارج الاردن في المعارض التي تقام في مصر ودول الخليج والجزائر وغيرها
أي هم مساهمين بشكل فعال في نقل الفكر الاردني الاكاديمي والثقافي المتنوع الى محطات الفكر العربي .. بل ان الاتحاد هذه المؤسسة المجتمعية ربما لم تبرز مقارنة بأدوار جمعيات خيرية لإن
عملهم ما بين طيات السطور .. ومع الاقلام والاحبار .. صامتة بعكس المتحرك من البشر الذي
ترصده الكاميرا كلما سار يمنة ويسرة نحو الاداء الخيري ..او ربما نحن البشر تقنعنا الصور الفورية لكل اداء ولا نلاحظ أدوار لبعض المؤسسات وخاصة من كانت ضمن اطار الكلمة وصمت الحروف ...
ولكن للذاكرة البشرية فالعصر الذهبي الذي مرت به الامة كان من مميزاته دور النشر وحركة الترجمة والانفتاح الثقافي بكل انواعه .. فلا يكفي ان نصنف بكتاب الافضل بين الكتب ومن يهتم بنقل ونشر هذا المصنف الاكاديمي دوره محدد باتحاد وهمومه المهنية وخاصة منها عملية التسويق وضريبة الجمارك على الكتب ..بل ان الجامعات ووزارة التربية والتعليم ربما دورها
الطموحي يترافق بحالة نشر الكتاب الاردني ضمن مؤسساتها بطريقة لا تنتظر سنتين لنرى معا
زوار ورواد المعرض الدولي للكتاب ...
فالعقل البشري اذا انتظر سنتين ليشتري كتاب ويقرأ فهو غائب عن ثورة المعلومات المتسارعة
التي تقدم معرفة جديدة كل 5 سنوات ...فالتظاهرة الثقافية ليست كافية ولا تغطي الدور الفاعل لاولئك الذين ينشرون المعرفة والقصور بترجمة الكتب الدولية هو مشكلة بذاته لان العلم الان
ونظرياته محرابها من شرقي وغربي العالم ..
فلماذا يا وزارة الثقافة وامانة عمان الكبرى لا نقر ا معا هموم ومطالب اتحاد الناشرين الاردنيين
ونسمع صوتهم ونخفف من معاناتهم المهنية فهم يقدمون لنا كتب خطت باللغة الجامعة للفكر الانساني وهي اللغة العربية اللغة الحية المرنة التي ساهمت في مرونة واتساع الافق الذهني بل
هي لغة تحفز العمليات الفكرية العليا ولغة ايقاعية موسيقاها الشعر وهو محفز للجهاز العاطفي الانساني الناقل للمشاعر القلبية والذهنية .. وكذلك قدمت كتب اجنبية تحدثت عن التفكير العلمي
الذي يجعل المعرفة تطبيقية بعدما كانت افتراض ...
ربما ننتظر كل سنتين ان نرى الاتحاد ودور النشر الاردني في اقسام المعرض الدولي للكتاب
وننتظر طائرات دور النشر العربية ونمضي معا نحو التظاهرة الثقافية لعدة ايام ...
ربما نسي احد منا ان الاتحاد ودور النشر ساهمت في دعم وإنشاء المكتبات العامة ونشر الكتاب الاردني في الدول ..
ان مثلث الانجاز الثقافي والعمل في التنمية الثقافية ركائزه ثلاثة وزارة الثقافة وامانة عمان الكبرى واتحاد الناشرين الاردنيين وبحالة المعاناة المهنية فاي ركيزة من احدهم سينعكس
على اعضاء المثلث وما يحتوي من مضمون ... ربما يحتج احدنا الشباب لا يقرؤون ربما هم فقط ضمن دائرة القراءة المفروضة اي المطلب المدرسي والجامعي .. ولكن ما هي ادوارنا نحن نحو هذا القصور وكيف يعالج .. فالكتاب الان يعاني بين تقصير تسويقه وتكلفة الشحن والطباعة ويعاني الناشر معه فكان الاقدار تربط بينهما ..حتى ان الجامعات تنظر الى الكتاب الاردني بمستوى اقل من الكتاب المستورد .. وإذا دعم احد الكتب فهو يدعم المؤلف ...فهل يستحق ناشر الكتاب منا فقط زيارة للمعرض الدولي ام يستحق ان نعرف انجازاته ونأخذ بيده نحو الافضل لكي ينشر لنا
ما يحرك الذهن ويغذي المعرفة بطرق تريحه وتجعله أكثر شعورا بالامان المهني واكثر استقرارا
في مؤسسته ولا يعيش كظل تحت مسمى فقط الاتحاد بل يشعر ان مؤسسته مرتبطة وحريصة على كتابها المميز الكتاب الاردني بكل معرفته المتنوعة وانه جزء من كيان وطني يعمل بقوانين تساهم في صناعة الكتب وتوزيعها وتسويقها باسعار تخفف ما عليه وما علينا وتجعلنا نلمس الفكر الاردني المميز في مناحي المعرفة ...
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة