مناجاة فقيد الأمة المرحوم الشريف حسين طيب الله ثراه
بداية أرجو كل من يقرأ هذا المقال قراءة الفاتحة على روح فقيدنا الشريف حسين ونحن في العشرة الأواخر من رمضان.
سيدي باني الأردن الحديث أريد أن أعلمك ما جرى بنا بعدك، لقد كبرنا على يديك وعلمتنا معنا الوفاء والوطنية والرجولة والشهامة وما زالت كلماتك ( جباهنا لن تسجد إلا لله) ( وأن المواطن أغلى ما نملك) وكذلك ( الأردن هو التراب الطهور) راسخة في أذهاننا نعم يا سيدي لقد تعلمنا من مدرستك كل هذا، ونحن اليوم نفتقدك أيها الأب الحاني، أيها القائد، وكنت عندما تختار الرجال لتولي المسؤولية يكون اختيارك أقرب إلى الكمال، ولم يتجرأ مسئول يا سيدي على العبث بممتلكات الوطن. هل تعلم يا سيدي أنه تم بيع ممتلكات الوطن ومعالم الأردن، وهل تعلم يا سيدي أنه قد تم بيع القيادة العامة و أنه تم بيع معسكرات الزرقاء وما يسمى بمنطقة خو التي خرجت الرجال الرجال. لقد باعوا الشيء الذي ربيتنا عليه وهو مكان وزمان الرجولة والشرف، هل تعلم يا سيدي أنهم باعوا جميع مصادر مقومات الأردن ولم يبقى من مقومات الدولة إلا الشيء البسيط واليسير ولولا الحراك الشعبي لتم بيعها جميعا، وهل تعلم يا سيدي بأن الأردن الدولة والمواطن لم يستفيد من أثمان تلك البيوع وأن الحال من سيء إلى أسوء وأن الفقر زاد والمؤسسات الخدمية بانهيار شبه كامل وعلى الطريق واحده تلو الأخرى مثل التعليم والصحة وهذه يا سيدي أنت من بناها حجرا حجر. وكانت إنجازات الحسين العظيمة، وهذا جزء من الإنجازات عدا عن الجامعات والاتصالات والمطارات والمصانع وكذلك الزراعة، هل تعلم يا سيدي بأن الأردن هو الآن عبارة عن شللية، مجموعة تجيء من أجل مصالحها وتنهب ثروات الوطن ومجموعة تذهب وهكذا الحال. وكل من يعترض عليهم يتهموه بأنه ضد النظام، مع العلم والله لو تم السؤال لجميع المواطنين عن رأيهم وحبهم للهاشميين فلن تجد من يعترض على حكم الهاشميين والولاء لهم، ولكن الناس يا سيدي وصل بهم الحال إلى الفقر الشديد والحياة العصيبة والذي أصبح الحال لأغلب المواطنين على حافة الهاوية، وكل ذلك من تصرفات بعض المسئولين الذين لا يخافون الله في مصلحة الوطن والمواطن. يا سيدي هل تعلم ماذا جرى بالدول العربية من بعدك، العرب أصبحوا أعراب، والأنظمة تنهار واحده تلو الأخرى نتيجة الظلم والحرمان والقهر وعدم المساواة وتشريع الفساد، وهذا كله لم نعرفه بعهدك ونحن في الأردن كنا الوحيدين الأحرار وأصحاب الكرامة، ولا شك بأن ملك البلاد عبد لله بن الحسين هو من يجسد هذه المعاني، ولكن البطانة التي حوله لا تريد للأردن التقدم والازدهار ولا البقاء خوفا على مصالحهم الخاصة وهم يختبؤن وراء النظام وينطقون باسم النظام ونحن والله اقرب ومخلصين للنظام أكثر منهم ألف مره، فنحن أبناء الحسين وتلاميذه، فنحن اليوم يا سيدي لا نعرف الصح من الخطأ، ومن هو مع الوطن ومن هو ضده، فاليوم ترى الجماعات منهم من لا يطالب بالإصلاح وهو بعيد عن الإصلاح، ولكنه يريد المحافظة على مكتسباته ومصالحة وحين تهتز هذه المكتسبات والمصالح يعود ويجلد الوطن بأقسى ما أوتي من قوة ونفوذ. ومنهم المطالبين بالإصلاح يريدون تغيير كل شيء حتى اسم الوطن ورمزيته، وفي الحالتين هم قله وتبقى الأغلبية الصامتة الصابرة المرابطة الذين يحبون الوطن والقيادة ولكنهم يريدون الإصلاح الحقيقي والعدالة ومحاربة الفساد، ولكنهم بعيدين عن الأضواء وهم الصابرين وأملهم بصاحب القرار الملك عبد الله الثاني أن يكون نصيرهم وتسود العدالة قدر المستطاع ويكون لهم صوت ووجود في خدمة الأردن الغالي. رحم الله سيد الرجال الحسين أبو الأردنيين جميعا وأسكنه فسيح جنانه وأمد الله بعمر سيدنا الملك عبد الله الثاني وأخذ الله بيده لخير البلاد والعباد ونصره الله على من عاداه.