أخبار البلد – خاص
سياسة الحديث بعد الخروج من المنصب .. أو الهجوم والتبرير بعد انتهاء فترة جلوسي على الكرسي ، حيث أصبحت عادة يمارسونها ويكررونها أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة بعد الخروج والتقاعد من المناصب ولا نعلم ما الغاية أو الهدف منها لغاية الآن ... فأصبحنا نرى أصحاب القرارات ورجال الدولة السابقين بعد تنحيهم أو ابعادهم عن المناصب الخروج والتنظير والحديث عبر شاشات التلفاز والمحطات الإذاعية والمواقع الإخبارية لتبرير مواقفهم السابقة والبعض لنقد الحكومة الحالية فالكل "يغني على ليلاه"
نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور ممدوح العبادي أطل علينا يوم أمس في لقاء على قناة المملكة تحدث من خلاله عن العديد من القضايا والمواضيع الهامة في الشأن المحلي .. بداية تحدث العبادي عن الاستثمار في الأردن وكيف أن الحكومة تعمل على وضع العراقيل أمام نجاح هذه الاستثمارات ، بالإضافة إلى اعتراضه على تداخل عمل السلطات وخصوصا في قضية فاجعة البحر الميت منتقدا تشكيل اللجان المتعددة في البت بموضوع القضية وعدم انتظار نتائج التحقيق والحكم القضائي .
وطالب العبادي بوجوب التفكير بقرارات خارج الصندوق فهي الحل الأمثل للخروج من هذه الأزمة التي تمر بها المملكة ، ضاربا مثال حقيقي عندما اتخذت الحكومة في سنة 1988 وبقيادة وحكمة جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه قرارات مهمة حينما انخفض سعر صرف الدينار وانهار الاقتصاد الأردني منها إجراء انتخابات نيابية وقانون أحزاب مما أدى إلى الانفراج سياسيا وأثر على الاقتصاد وحسن من وضعه.
وبين العبادي أن التشريع والرجل المناسب هما عماد التطور الإداري لكن في الأردن قال " الله مشي هالبلد من قلة الإدارة فيها" ، كما وطالب من الحكومة حتى تستطيع أن تعيد الثقة بها مرة أخرى العمل على محاسبة الفاسدين والقبض على حيتان الدولة حيث أنه لم يسمع لغاية الآن عن إلقاء القبض على أحد من هؤلاء الحيتان ، مستائلا بهل من المعقول عدم محاسبة أي فاسد وعدم الإعلان عن أسماء الفاسدين.
ودافع العبادي عن تعيين زوجي ابنتيه وزيرين في حكومات سابقة ، مشيرا أن زوج ابنته الأول كان سفيرا للمملكة لمدة أحد عشر عاماً ، في حين أن زوج ابنته الآخر كان برتبة أمين عام لمدة 8 سنوات، مشددا في الوقت ذاته على أنه من حقهما أن يكونا وزيرين ومنتقدا اختيار رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز وزراء وصفهم من "اعتصامات الشارع".. والسؤال هنا من خرج للشارع ويطالب بالإصلاح ألا يعتبر مهما كمن خدم وعمل بالعديد من المناصب ؟؟
من تابع لقاء العبادي يوم أمس وجد أنه اتبع سياسة المسؤول الذي يخرج من المنصب ويزحزح من تحت أقدامه الكرسي بالعودة وشن هجوم أو ممكن أن نسميه فلسفة الانتقاد عن بعد .. فأين كان ذلك عندما تم تعيينك في وزارة حكومة هاني الملقي وأين كانت هذه الحلول والفلسفات التي تم طرحها أثناء توليك المنصب .. أشرت أنك كنت تتحدث و "بح صوتك" حسب قولك ولم يكن هنالك أحد يسمع ، فلماذا لم تقل ذلك في وقتها وليس اليوم ... معاليك لك كل الاحترام والتقدير فأنت رجل سياسي عريق ومرموق لكن إلى متى سيبقى الشعب الأردني يرى الاحاديث فقط من دون الأفعال .. والمسؤول يختلف اختلافا كليا قبل واثناء وبعد تولي المنصب في الدولة ...