على باب غرفة الولادة وقف حائرا ملهوفا ، يمشط الارض ذهابا وايابا ، يتوقف برهة ، ثم يعاود المسير ، ثم يرتكي على زاوية الباب ، وكلما علا الصراخ ، نقل يده بين الرأس والجبين مرددا " يا رب " ، وكلما هدأ الصوت والصراخ ، فرك يديه بحركة عصبية مرددا " انشاء الله خير " .
ضرب يافطات " ممنوع التدخين " عرض الحائط ، وأشعل السيجارة من اختها ، فتوحدت نار قلبه ونار سيجارته ، وتصبب العرق من كل مكان .
كلما خرجت الممرضة ركض اليها " مشان الله خبريني ، كيف الوضع " ، لكن لا اجابة منها تشفي الغليل وتروي ظمأ الانتظار واللهفة ، ببساطته ولهفته أوقف أحد الخارجين من غرفة الولادة وسأله " طمن انشاء الله خير دكتور " ، فتبين انه يسأل عامل النظافة .
بعد ساعة من العذاب والانتظار ، خرج الطبيب فأستوقفه وقام بعقد سماعة الطبيب ، وقال له " دخيل على ولاياك ، طمني " .
الدكتور : مبروك اجتك بنت ، شو بدك تسميها .
أجاب : الله يبارك فيك ، بدي اسميها اصلاح .
الحالة الشعبية لا تختلف عن حالة " أبو اصلاح " ، كلها توتر وانتظار ولهفة ، كلنا ننتظر مولودة واحدة " اصلاح " ، متأملين ان تكون بصحة وعافية ، لا ان تحتاج خداج ، او تعاني من خلع ولادة ، ومش مهم ان كانت بيضاء ام سمراء .