أخبار البلد -
إن منحَ الملكِ عبدِ اللهِ الثاني جائزةَ تمبلتون، لجهوده العظيمة في تحقيق الوئام داخل الإسلام وغيره من الأديان، يدل على أنه لم تسبقه أي شخصية في هذا المضمار.
فجلالته شخصية متميزة عربيًا وعالميًا، فهو حامل لواء رسالة الإسلام، وإيصالها للأجيال القادمة، ضمن رؤية مستقبلية يكون محورها المحبة والتعايش المشترك بين كل المكونات.
إن المُمْعِنَ في فكر الملك عبد الله الثاني، يجد أن فكره يشع بالمحبة، والحرص والاهتمام في نشر ثقافة الأمن والآمان، والسلام والإسلام لكافة أرجاء المعمورة، فقد قدَّم الكثير من النماذج التي يشار لها بالبَنَانِ في إيصال ثقافة ورسالة الإسلام السمحة على منابر الدول كثيرة.
فهو يبذل جهده ووقته ليس فقط في رفعة الوطن وتطوره، بل تعداه إلى نشر الفكر الإسلامي الوسطي عالميًا.
وعندما نتأمل في كلماته التي يلقيها في الكثير من المناسبات الإقليمية والعالمية، نجد أن محورها نشر التسامح والاحترام المتبادل، وحث الشباب بأن يجعلوا نصب أعينهم خدمة الإنسانية، وأن يتصدوا للتحديات التى تواجه العالم، فالإنسانية والقيم المشتركة هي قواعد مهمة تسهم في إرساء قواعد التناغم بين كافة المكونات، وإيجاد العيش المشترك الذي يعتمد عليه المستقبل الآمن؛ لتكون تلك القيم حاضرة في حياة الشعوب وسلوكياتها.
فاختطاف الإسلام من قبل زُمَرٍ، أو بعضِ الجماعاتِ المتطرفةِ التي لا تدرك جوهر الدين الإسلامي الحنيف، أضرت بالثوابت والقيم السمحة للدين، ففكرهم قائم على تدمير الدول، وبث الفوضى بين الشعوب، وإيجاد حالة من عدم الاستقرار، فهذه الجماعات المارقة هي مصادر للتوحش وافتراس المجتمعات وتفكيكها .
إن جهود جلالته في نشر ثقافة التسامح القائمة على الدين الإسلامي القويم، يسهم بالقضاء على التوحش الذي يضر البشرية، وإنهاء الصراع الحضاري الذي يشهده العالم، وهذا يدل على التفكير العميق لجلالته ورؤيته الثاقبة، وفكره الإستراتيجي، وعبقريته القادرة على صياغة الخطاب الإسلامي المعتدل في نشر التسامح والتعايش .