عملت في القطاع الحكومي ما يزيد على عشرين عاما , وعندما تقاعدت بحثت عن عمل شبية بالعمل الذي كنت اقوم فية في القطاع الحكومي , وحصلت على ما اردت ومضى علي خمس سنوات في القطاع الخاص ولكن بنفس صيغة العمل التي عملتها في القطاع الحكومي. والان خطر على نفسي خاطر لماذا لم اغير اي شيء في نمط حياتي حيث انني انسان فرد استطيع ان اغير فكيف بالمجتمع له ان يغيير اذا عجز فرد عن التغيير؟ ورضيت بان ابقي سائرا في نفس النهج رغم انني اكتسبت الخبرات والقدرات التي تؤهلني للانتقال الى مجال اخر , وعندما افكر بالموضوع ياتيني خاطر يقول لي تمسك بالمتعوس احسن ما يجيك الاتعس منة فهل كل المجتمع متمسك بالمتعوس مثلي؟. وحقيقه إننا نبحث دائما عن الأمان وفى نفس الوقت نثبت على الأشياء ونقاوم أى تغيير بكل قوتنا، معتقدين أن ما ألفناه هو الأمان، حتى إن لم يكن جيدا، فى حين أن النمو يأتى من التغيير، والتغيير هو سنة الحياة التى تعمق الخبرات, اذا كنت كفرد ابحث عن الامان في حيزي الضيق فكيف يبحث المجتمع عن الامان في حيزة الواسع؟ وتوضح «شوشانا» أن: التغيير ليس خسارة، فالتغيير شىء محتوم وطبيعى وصحى وحقيقى وليس مجازفة، فكثرة التجارب تعلمنا بسرعة وتقل نسبة الألم والمعاناة، مشيرة إلى أن الخوف هو الذى يحكم علاقاتنا بالآخرين وبالأشياء فى حين أن المعرفة هى التى يجب أن تحكم علاقاتنا.
الفرق بين الخوف والشجاعة, الخوف هو أن تقف مكانك خائفاً من مواصلة الطريق والشجاعة هي أن تواصل الطريق حتى وأنت خائف.! يقول المثل الفرنسي الذي لا يخاطر بشي لا يفوز بأي شئ , فعلا هناك الكثير من يخاف من تغيير أسلوب ونمط حياته ... قد يكون ذلك حبا للروتين أو وفاءً لأشيائهم ولكن من الجميل والممتع أن يختبر المرء كل شي بلا خوف ليضيف الى حياته تجاربا تختصر له طرقا عديدة للنجاح, والحضارات السابقة تطورت نتيجة التغيير المستمر , والسؤال الذي يطرح نفسة لماذا واكبنا التغير العلمي ولم نواكب التغيير الاجتماعي والسياسي؟.
ومن خلال علاقتي بالاخرين لاحظت أغلب الناس يتولد لديهم خوف سلبى ويغفلون على أنفسهم وينتظرون من يفتح لهم الأبواب، وقد لاحظت أن كثيرين يبحثون عن الحماس الخارجى ليشجعهم على التغيير، على الرغم من أن أفضل الحماس هو الحماس الذى يأتى من الداخل. اذن لدينا مشكلة في داخلنا تدفعنا لان لانقوم بالتغيير , وهل هذه المشكلة نتيجة الركون الى الامان الذي اعتدنا علية , ام الخوف من المجهول الذي سنواجه او خوف من التغيرات الاجتماعية والتغيرات المادية , وحتى هناك حالة خوف من تغيير النظم السياسية , فلاحظنا ان العالم العربي انطلق في الربيع العربي بعد ان رمى الخوف من التغيير وراء ظهرة , ولا نريد ان نبحث بموضوع الاجراءات التي اتخذت من مواطنين العالم العربي باتجاه التغيير هل هي اندفاعية بشكل كبير ام عشوائية او محكمة. والخوف الخارجي من الشيطان لقوله تعالى , بسم الله الرحمن الرحيم { انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين (175) } سورة " ال عمران " توسعت نظريات التغيير الحديثة وتعمقت وشملت جوانب كثيرة من أهمها تغيير المنظمات وبالذات في جانبها الإداري والمالي والجانب التخطيطي على وجه الخصوص، كما تناولت تغيير الإنسان وتعليمه أساليب النجاح والتميز والطموح والاستقرار النفسي ونحوها. تبدأ نظريات التغيير عادة بطرح الواقع المراد تغييره ثم تحديد الرؤية أو المستقبل المراد الوصول إليه ومن ثم تحديد الطرق أو الآليات والخطوات التي ينبغي السير عليها نحو تلك الرؤية. والجانب الذي يهمنا أهداف الخطاب الإعلامي وهو (بناء الإنسان المستقيم الفعال)، وواضح أن واقعنا اليوم يشير إلى ضعف واضح في هذ الجانب، كما أن خطابنا الإعلامي (عدا بعض الأطروحات الحديثة) غير مناسب وغير فعال في تحقيق هذه الرؤية وهذا الهدف. ودعوني أختصر القول وأطرح الموضوع مباشرة فألخص بأن المطلوب لأجل (بناء الإنسان المستقيم والفعال) هو العمل على تغيير الإنسان في خمس جوانب هي:
1. تغيير الفكر والقناعات
2. تغيير الاهتمامات
3. تغيير المهارات
4. تغيير العلاقات
5. تغيير القدوات. لقد بُعث رسول الله صلى الله عليه و سلم في مجتمع جاهلي، تسوده المفاهيم والمشاعر والأنظمة الجاهلية، فكانت مهمته أن يحول هذا المجتمع إلى مجتمع آخر تماماً، وذلك ليس بتغيير أفراده، وليس بإزالة أفراده والإتيان بأفراد آخرين بدلاً منهم، وإنما بتغيير مفاهيمه ومشاعره وأنظمته، أي بإزالة أفكار الكفر ومشاعره وأنظمته وإيجاد أفكار ومشاعر وأنظمة إسلامي فما الطريقة التي اتبعها في ذلك؟ من خلال التدقيق والاستقراء لسيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم ابتداء من نزول الوحي، يتبين لنا أنها تنقسم إلى ثلاث مراحل:
أ- المرحلة الأولى: مرحلة إعداد تكتل على أساس الإسلام، وتثقيفه بالثقافة الإسلامية ب- المرحلة الثانية: مرحلة الصدع بالدعوة والتفاعل مع المجتمع
ت- المرحلة الثالثة: تطبيق الإسلام عملياً من خلال الدولة الإسلامية منذ أن أنشأ الرسول تكتل الصحابة الذي صدع معه بالدعوة إلى الإسلام كان يستهدف تغيير العرف العام السائد في مكة، من عرف عام جاهلي إلى عرف عام إسلامي. ذلك أن تغيير ذلك العرف العام هو الخطوة الأهم في عملية تغيير المجتمع والانتقال به من الجاهلية إلى الإسلام، فإن ذلك العرف العام ما هو في حقيقة الأمر إلا مجموع ما لدى المجتمع من أفكار ومشاعر تكيّف سلوكه وعلاقاته ومواقفه. فإذا ما انتشر الإسلام واعتنقه الناس بغالبيتهم في مكة فإنهم يكونون قد حملوا أفكاره، واعتملت في نفوسهم مشاعره، وبذلك يكون العرف العام قد تشكل على أساس الإسلام - ولو على نحو عمومي - مما يؤدي إلى وجود رأي عام يتلمس الإسلام في مواقفه وآرائه.
عندها لن يعود بين المجتمع وبين أن يصبح إسلامياً إلا أن يوضع النظام الإسلامي موضع التطبيق من خلال السلطة والحكم، سواء أسلم أهل الحكم والسلطة وأوصلوا الإسلام إلى سدة الحكم بأنفسهم، أو أُطيحوا بالقوة بعد أن يصبح الرأي العام في مكة إسلامياً يريد أن يعيش حياة إسلامية. وبذلك يمكن لمكة أن تصبح النواة الأولى للمجتمع الإسلامي. ونحن في الاردن طالما ان الشعب الاردني بكل اطيافة يسعى الى التغيير ماذا اعددنا للبدأ بعملية التغيير للافضل ؟ هل حمل قادة الفكر من مواطنين واحزاب واعلاميين الرسالة المطلوبة للسمو بالاردن الى مستوى التغيير المطلوب ليستطيعوا التحدث بها مع المواطنين وتغيير الفكر والقناعات وتغيير الاهتمامات وتغيير المهارات وتغيير العلاقات وتغيير القدوات ؟ لا اعتقد ذلك , وكل ما يحدث هو انطلاق تيارات مطالبة بالتغيير لمستقبل واعد ولكن دون اسس تغييرية لمصلحة مستقبل الاردن , قد انطلقت شرارة المطالبة بالتغيير ونسير مع مطالبة التغيير بشكل عشوائي , والمطالبة بالتغيير الشمولي احد اخطر انواع الدمار للمجتمع , والتغيير الصحيح هو التغيير على مراحل مبنية على اسس , فالمطالبة بحل مجلس النواب وحل الحكومة وغيرها من المطالب مرة واحدة الى اين ستقودنا ؟ هذا الوضع يشبة وضع من وجد شخصا تائها في الصحراء لمدة تزيد على ثلاث ايام فاذا اعطاه قربة الماء مرة واحدة قتلة وهو يريد مساعدتة واذا اعطاه الماء على دفعات انقذه بعقلانية .