الغباء السياسي الإيراني في التعامل مع الثورة السورية (ضياع الفرصة الذهبية)

الغباء السياسي الإيراني في التعامل مع الثورة السورية  (ضياع الفرصة الذهبية)
أخبار البلد -  

الغباء السياسي الإيراني في التعامل مع الثورة السورية  (ضياع الفرصة الذهبية)

أيمن بنـــــــــي خلــــــــــــف

نعم.. بكل تأكيد ودون أدنى شك تعاملت الحكومة الإيرانية وساستها بغباء منقطع النظير مع الثورة السورية، وأضاعوا من يد الجمهورية الإسلامية فرصة أكثر من ذهبية لكي تتصدر المشهد السياسي في الشرق الأوسط وتحتل المكانة الأبرز وتسبق كل من تركيا والسعودية ومصر لو أنها بكل بساطة تخلت عن نظام الأسد ووقفت مع التطلعات المشروعة للشعب السوري، لأن ذلك بكل بساطة كان سيصب في مصلحتها.. فالنظام السوري المتهالك يتهاوى بتسارع شديد وسقوطه أصبح مسألة وقت لا أكثر ومن هذا المنطلق كان الأولى بإيران أن تعترف بداية بأن ما يحدث في سوريا ثورة شعبية حقيقية وليس مؤامرة.. ولو عاد الإيرانيون بذاكرتهم لعام 1979 عندما قامت الثورة الإيرانية ضد حكم الشاه لوجدوا تشابها" ليس بالقليل بين الحالة الإيرانية ذلك الحين وبين الحالة السورية الثائرة ضد حكم استبدادي قهر الشعب السوري لعقود طويلة.. فلماذا هذا الغباء السياسي الإيراني ولماذا ضيعت إيران الفرصة التي لم تكن ستكلفها شيئا" سوى أضعف الإيمان.. الصمت، بينما كلفها ويكلفها الوقوف مع النظام في سوريا مليارات الدولارات وعداء العالم والأهم من ذلك عداء الشعبين العربي والسوري الذين لن تمحى من ذاكرة أبنائهما أبدا" صور الأسلحة الإيرانية التي انهمرت على نظام الأسد وصور مقاتلي إيران وحزب الله الذين تلوثت أيديهم بدماء السوريين في درعا وحمص وحماة ودير الزور وغيرها ربما أكثر مما تلوثت أيدي أفراد أجهزة الأمن السوري أنفسهم.. فلماذا؟؟!

إيران راهنت منذ البداية على قدرة نظام الأسد على الصمود في وجه التطلعات المشروعة للشعب السوري وناقضت نفسها عندما أيدت الثورات المصرية والليبية والبحرينية ضد من أسمتهم (الطـــــغاة)، وبعدها بأيام لبست الوجه الآخر وأيدت نظام الأسد في وجه ما اعتبرته مؤامرة خارجية أمريكية صهيونية فخسرت بذلك مصداقيتها وخسرت أكثر من ذلك بكثير بعد الخطاب (المهزلة) لحسن نصر الله حين اكتشف الملايين من العرب الذين كانوا يعتبرونه بطلا" ومخلصا" محتملا" للأمة العربية أنه مجرد جوكر بيد إيران يأتمر بأمر ضباط مخابراتها!!

إيران عانت من انفصام سياسي وعقائدي حين أيدت نظام الأسد رغم متابعتها الحثيثة للمجازر اليومية التي يرتكبها بحق شعبه الأعزل؛ وأثبتت للشعب الإيراني قبل أن تثبت للعرب والسوريين أنها تعمل ضد مصالحها الشخصية قبل أن تعمل ضد مصالح الشعوب العربية عموما" والشعب السوري خصوصا".. فالساسة الإيرانيون كانوا سيكسبون الكثير لو أنهم أعلنوا وقوفهم مع الشعب السوري ضد نظام مستبد فاقد لشرعيته أمام العالم كله.. أول المكاسب كانت ستكون احترام العرب لإيران ومعها لحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله لأنهم وقتها كانوا سيثبتون للعالم أن المحرك لهم ليست مصالحهم السياسية البحتة بل ضمائرهم وغيرتهم على الأمة الإسلامية أولا" وعلى الشعب السوري ثانيا".. وكانوا سيكسبون تعاطف السوريين بعد انتصار ثورتهم (الذي أصبح تحصيل حاصل لا أكثر) ومن خلفهم الأمة العربية من المحيط إلى الخليج خصوصا" أن إيران سوف تحتاج بالتأكيد لكل ذرة من هذا التعاطف في معركتها الآتية لا محالة مع المجتمع الغربي وأمريكا وإسرائيل فيما يخص برنامجها النووي الذي وصلت محاولات الصلح فيه مع وكالة الطاقة الذرية إلى طريق مسدود جدا"!!

لو وقفت إيران مع السوريين الشرفاء ضد طغاة دمشق فلربما استطاعت أن تقنع العرب بتناسي جرائمها في العراق التي توجت بذبح الشهيد صدام حسين في عيد الأضحى بأيدي من يأتمرون بأمرها في بغداد، وربما اقتنع العرب أن تسمية الخليج العربي بالفارسي لا يعدو أن يكون تباهيا" بإرث فارس لا أكثر ولا علاقة له بأطماع إيرانية باحتلال بقية الخليج العربي وضمه لجزر أبو موسى لإقامة إمبراطورية الصفويين المنشودة.. لو فعلت إيران ذلك لبقيت أنا ومعي أكثر من مئتي مليون عربي نكن لإيران الاحترام ولبقيت قادرا" على الدفاع عن حسن نصر الله أمام أطفالي الذين لم يتمكنوا من ابتلاع لقيمات الإفطار يوم أن شاهدوا صور ما تبقى من أجساد الشبان والنساء والأطفال والعجائز والشيوخ التي مزقتها عصابات الأسد في اليوم الأول  من رمضان.. ليت إيران فعلت ولو كذبا" كي يبقى لدي بصيص من أمل أن الإيرانيين جزء لا يتجزأ من أمة الإسلام.. لكنهم لم يفعلوا وبئس ما فعلوا ويفعلون.

aymanbanykhalaf@yahoo.com

 

شريط الأخبار إحالة 16 شخصا أثاروا النعرات الدينية والطائفية لمحافظ العاصمة وفد من وزارة الاقتصاد والصناعة السورية في زيارة ميدانية إلى مصنع إسمنت المناصير للاطلاع على أحدث تقنيات الإنتاج والفحص الجيش يدمّر أوكارا لتجار أسلحة ومخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية مستشفى الجامعة الأردنية: نحو 70 مليون دينار ديون مترتبة على وزارة الصحة الملك: نحتفل بروح الأسرة الواحدة بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة وليد المصري ينجح في حشد مذكرة عليها تواقيع 80 نائب لتخفيض مخالفات السير (صور) وزير الصحة: أتمتة جميع المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية منتصف 2026 البدور: سداد 40 مليون دينار من مديونية مستشفى الملك المؤسس خلال 6 أشهر خطة نظافة وطنية للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات "طوفان الأقصى" يفجر أزمة جديدة في إسرائيل.. الكنيست يصوت على "لجنة التغطية" والعائلات تعلن العصيان 480 ألف طالب جامعي في الأردن 60 % منهم في الجامعات الرسمية وزير الطاقة: إنهاء دراسات الجدوى للتنقيب عن الفوسفات في الريشة من خلال شركتين انخفاض أسعار الذهب في التسعيرة الثانية محليا الأربعاء الأردن ضمن مستوى "الكفاءة المنخفضة جدا" في مؤشر إتقان اللغة الإنجليزية 2025 هام حول اتفاقية تعدين نحاس أبو خشيبة ومراحلها القانونية والفنية 25 مليون دينار وتغطي 40%... أبو علي: صرف رديات ضريبة للمكلفين المستحقين إلكترونيا الأحد ملاحظات على مأدبة وعلاوات… تقرير "المحاسبة" يكشف تجاوزات حكومية "الاتحاد" أول بنك في الأردن يحصل على شهادة ISO 37301 الدولية لنظام إدارة الامتثال العملات الرقمية المستقرة… استقرار ظاهري أم سيادة نقدية؟ بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع