موسى محمد علاونه alawneh,mousa@yahoo,com
بصراحة نطرح سؤال وظائف الدين بالمجتمع والسياسة العربية الراهنه؟؟
بعد ان قمت بطرح موضوع بعنوان ببصراحة الازمات والقيم السائدة في الدزول العربية , رايت بانه من الواجب ان اطرح موضوع تساؤل عن ثقافة ووظائف الدين بالمجتمع والسياسة العربية الراهنة, ومن خلال هذا الطرح نريد تحليل علاقة الدين بالسياسة من فجر التاريخ والحضارات الى الى يومنا هذا , والسؤال المطروح هل الدولة هي التي تستخدم الدين في تثبيت شرعيتها وهيمنتها ,أم الدين هو الذي استحدم الدولة في سبيل العبادة وتنفيذ المشيئة الالهية بين الناس , اما العلاقة والاستخدام متبادل بين السلطتين ؟ وقد يكون الجواب الاسهل الاخذ بمبدأ التبادل ,
وبهذه الحالة نقدم الادلة الواضحة على صحة أطروحتنا , ولكن التاريخ ومنذ عصور الاسلام اظهر انه ليس من مصلحة الدولة تجاهل الدين أو مجابهته أو استيعابه, فعمدت على استخدامه في تثبيت شرعيتها وفرض هيمنتها من خلال ابراز رجال الدين والمؤسسة الدينية التقليدية كجزء لا يتجزأ من بنية الطبقات الحاكمة وبذلك قيل ان الناس على دين ملوكهم ولم يحدث ان قيل ان الملوك على دين شعوبهم في كافة الحضارات ومهما كانت الاديان المعنية , هنا نركز على عدد من وظائف الدين في الصراع الدائر في المجتمع العربي المعاصر ونتوقف عند ثلاثة منها :
اولا: الدين كان ولا يزال يستخدم في كثير من الاحيان كأداة سيطرة من قبل الطبقات والعائلات الحاكمة .
ثانيا: الدين كاداة تحريض ومجابهة من قبل بعض الحركات الاسلامية السياسية المعارضة للانظمة القائمة .
ثالثا: الدين كأداة مصالحة وتوافق مع الواقع اللأليم , وخاصة من قبل الطبقات المسحوقة في أزمنة العجزفي الميزانيات والفقر والبطالة والديون.
ويمكننا القول بأن التاريخ الاسلامي منذ حكم معاوية والى الان تمكنت السلطة من الاستفادة من الدين فوظفته الدول أداة في خدمتها وليس بالضرورة في خدمة الامة أو في سبيل العبادة فقد اقامت بعض العائلات الحاكمة شرعيتها على الانتساب الى النبي كالعالئلة السعدية والعلوية في المغرب والعائلة الهاشمية في المشرق العربي والعائلة السعودية في تحالفها القبلي الديني من خلال الوهابية والسنوسية والمهدية فقد تم فرض الوصاية الدينية والاستعانة بعلماء الدين الذين يبررون سياستها ., وبعد طرحنا الامثلة والادلة الحسية واتجليلات استعمال الدين أداة سيطرة ومن السهل ان يدرك القارىء واعطاء المزيد من الامثلة في البلدان العربية ولكن لا بدأ من التنوية بضرورة ربط السلطة السياسية والسلطة الاجتماعية وهذا مما يساعد على التعرف على عدد من مصادر قدرة الدين على المساهمة في صبط الشعب وتطويعه فقد برهن الدين على فعاليته القصوى لاسباب جوهرية نجمل بعضها بما يلي :
1- يمكن مناقشة القوانيين المدنية باعتبارها من صنع الانسان وقابلة الخطأ أو الصواب في ضوء التجارب التاريخية والنتائج العملية في حين يكاد يتعذر الخوض في هذه المناقشة في حالة الشرائع الدينية بعتبارها أنها تمثل
الاراد ة الالهية وتصدر عن الله وليس عن الانسان, لذا نقول كل شىء قابل لتعديل ما عدا القران الكريم بالقانون الوضعي والدستور اي دولة قابل لتعديل المواد القانونية التي في الدستور يمكن تعديلها لكونها من وضع الانسان القابل الى الخطا او الصواب , فالملك عبدالله الثاني يريد الاصلاح وينادي به فهو اكثر ادراك منا فهو يسبقنا في التفكير اكثر من 150 سنه الى الامام فنجده ياخاطب السلطات التشريعية بكل شفافية مطالبا الفصل بين السلبطات الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية وعدم تغول سلطة على سلطة واعطاء السلطة الرابعة الصحافة حرية سقفها السماء, فهو اول من تكلم في الاصلاح وطالب فيه من مجلس النواب والاعيان والحكومة و ان كتب التكليف السامي كلها تعبر عن ذلك من تاريخ تسلمه سلطاته الدستورية وهو ينادي في الاصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة البطالة والفقر وحرية التعبير والصحافة سقفها السماء وكل الكتب التكليف السامية الى الحكومات المتعاقبة يطالبها في الاصلاح السياسي والاقتصادي الا انه للاسف ان الحكومات المتعاقبة غير مدركة الى اهمية المرحلة والحاجة الى تنفيذ ذلك لعدم مقدرتها على مواكبة تفكير جلالة الملك ولقصر ادراكها وعدم وجود الارادة السياسية لديها وعدم قدرتها وشجاعتها على المواجهة هذه التحديات هذا هو الذي اداء الى انتشار الفساد وتراكم الاخطاء واستغلال غياب مجلس النواب في اصدار التشريعات والقوانين المؤقته وضعف مجالس النواب المتعاقبة, وعدم الالتزام بالواجبات الموكوله اليهم وقيامهم بالدور الرقابي والتشريعي اداء ذلك الى وجود الكثير من الاخطاء والقوانين المؤقته التي تحتاج الى ادراكها وتعديلها فهي لم تعد تفي بالغرض المطلوب بل جاءت تعرقل مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي في هذا البلد ربما كانت في مرحلة تفيد ولها اهميتها في توفير الامن والاستقرار وتنظم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الا انها لم تعد بهذه المرحلة العولمة المعولمة تؤتي اكلها فاصبحت بالية ومزعجة وتقف حجر عثرة امام التغير والتطوير والاصلاح السياسي والاقتصادي ولا يمكن ان يكون هناك اصلاح سياسي واقتصادي ولا يمكن ان تستقيم الامور الا بعد ان يتم الغاءها وتعديلها والخروج في قانون انتخابي عصري يضمن وصول نخبه اصلاحية سياسية واقتصادية تعتمد على الكفاءة وليس على المال السياسي والمحسوبية والتي كانت ثمارها فواتير تسدد ترهل اداري وجفاف وعجز مالي وفساد وغياب الوازع الديني والانتماء الوطني الحقيقي للدولة ولو كان هذا المفسد لديه وعاز ديني وانتماء وطني لما فعل فعلته.
2- التفاوت النسبي في القيم والشرائع الدينية ونسبيتها ففي نظر المتشددين مطلقة وازلية باعتبارها مصدرها الآلهية وليس المجتمع الانساني وتؤدي الى الانغلاق والحرفيه والتكفير وعدم التسامح وتسويغ العقاب الشديد خصوصا في الازمات السياسية والاقتصادية – الاجتماعية وكما حدث في احداث الزرقاء السلفيين التكفيريين .
3- تنتشر طبقة متميزة من العلما ء الدين تعتبر نفسها بين أقطاب الامة وهي تظهر في كل مكان وزمان وهي ذات مصالح وامتيازات خاصة بها ترتبط بالنظام السائد , بالرغم من ضرورة ان يخضع الحاكم لشريعة فأن ما يحصل فعلا هو عكس ذلك فيلحق العلماء بحاشية الحاكم ويصبحون جزءا من الطبقات الحاكمة يفسرون النصوص الدينية من موقعهم الخاص بغية تسويغ سياسة الدولة والحاكم .تقترن الثقافة الدينية الرسمية بالثقافة السائدة وتكامل وحدوية الله مع وحدوية الأب في العائلة ووحدوية الحاكم والحزب الواحد في النظام السياسي وهذا هو ما تتميز به الثقافة العربية السائدة والوعي العربي التقليدي .
يمكننا ان نفهم السهولة التي استطاع الحكام بها استخدام الدين أداة سيطرة ولكن من ناحية ثانية كما يظهر في الاوضاع الراهنة في بداية القرن الواحد والعشرين في امكان الحركات السياسية المعارضة استعمال الدين أداة تحريض ضد الحاكم في التحريض واثارة السخط من قبل القوى المعارضة التي تجاهد للوصول الى الحكم أو القوى التي ترغب في الاصلاح وخاصة أزمنة انحلال المجتمع وفقدان الارادة السياسية الوطنية تجاه القوى الخارجية وغياب الحريات المدنية ومما يجب ان نلفت النظر اليه استعمال الدين أداة تحريض لايمكن فصله عن السياق التاريخي والاجتماعي وعن مصالح وحاجات ومواقع الطبقات الوسطى التي تزدهر ضمنها مثل هذه الحركات كما ضمن الطبقات الشعبية المكافحة للتغلب على الازمات التي تعانيها لزمن طويل وليس صدفه ان الجماعات الدينيى تعمل في الاواسط الشعبية وتستمد بذلك الدعم من شرائح التجار الصغار ومتوسطي الحال والحرفيين والطلبة المهددين بالبطالة والمهنيين والمثقفين الذين لم تستقر احوالهم المادية والاقتصادية من الموظفين المسحوقين والمعدومين كموظفين البلديات مثلا والشركات وان نشوء الحركات الدينية مقترن بالازمات الاقتصادية والسياسية وانكشاف ضعف أو فشل الطبقات الحاكمة كما حدث في فشل الطبقات الحاكمة على اثر هزيمة 5حزيران 1967م و فقد استغل جمال عبد الناصر الاخوان المسلمين من اجل تثبيت اركان الثورة وما ان استتب له الامر والامن انقلب عليها وقد غدر بها بعد ان استتب له الامن و الاستقر والتفت حوله الطبقة الكادحة الفقيرة ,اخذ ينادي بالقومية وفي شعارات عالية الهمة تفقد الجوهر الحقيقي شعارات ذات مضمون عالي وثوري فاقدة الجوهر ونواة وهي تقوى الله تعالى, ومن امثلة ما ورد في استخدام التحريض ما تشير اليه كتابات سيد قطب الذي قال بنفسه " لو وكل الي الامر لانشأت مدرسة للسخط" مقتبس محمد حافظ دياب , سيد قطب : الخطاب والايديولوجيا القاهرة دار الثقافة الجديدة 1988 ص111,
الدين كأداة مصالحة مع الواقع الاليم
كما يتم استخدام الطبقات والعائلات الحاكمة الدين أداة سيطرة وكما تستخدمة المعارضة وخاصة الحركات الاسلامية التي تتزعمها قيادات من الطبقات الوسطى , اداة تحريض فقد تستخدمة الطبقات الشعبية المسحوقة والمعدومة والعاجزة اداة مصالحة مع واقعها الاليم المحبط حينما تحول الاوضاع السائدة الطبقات الشعبية الى كائنات عاجزة ومنشغلة بمهمات تدبير شؤون معيشتها فلا يكون لديها في ظل مثل هذه الاوضاع سوى خيارين اللجؤء الى العنف العبثي او الاستسلام عندما لا تتوفر لها امكانيات تأسيس حركات ثورية تعمل من ضمنها على تغيير واقعها تغييرا جذريا في مثل هذا الاوضاع وفي مناخ من اليأس وفقدان الأمل كثيرا ما تلجأ الطبقات الشعبية المعدومة والمسحوقة بالفقر والقمع الى الدين لتستمد منه العزاء والقدرة على التحمل والقناعة والرضى والتقليل من اهمية هذه الحياة مما يؤدي بها الاستكانة والمصالحة مع واقعها التعس والنزوع الى التدين عند الطبقات الفقيرة المعدومة وتسود لديها ثقافة الصمت والامتثال والتسليم انا لا نريد ان تستغل الحركات الاسلامية الدين كأداة في التحريض ولا نريد ان تتحرك الطبقة الفقيرة المعدومة وتنساق وراء الحركات الاسلامية الي تزعمها قيادات الطبقة الوسطى وتستخدمها اداة تحريض ولا نريد ان تبقى الطبقة الفقيرة المعدومة عاجزة منشغلة في تدبير شؤون معيشتها وانها قابلة الى الانفجار في اي وقت نريد من الحكومات ان تكون واعية وتدرك معاني الكتب التكليف السامي في الاصلاح السياسي والاقتصادي وان تسرع في الانجازات انا نحب الوطن ونحب الملك ونلتف وراء القيادة الهاشمية ولكن ليس وفق الاستسلام وعدم تقدم في الاصلاح الذي لم يتلمسه المواطن المبصر ولم يراه وكيف المواطن الضرير المسحوق المعدوم حمى الله وطنا وملكا وشعبنا ورزق الله الملك ورؤساء العرب والملوك والامراء البطانه الصالحة وهم سر نجاح والفلاح والتقدم والاصلاح السياسي والاقتصادي
موسى محمد علاونه alawneh,mousa@yahoo,com