رمضان و صلةالرحم لا احد منا ينكر الخطر الذي يتهدد مجتمعنا العربي والاسلامي , ولعل من اهم هذه المخاطر التي تهدده باقتلاع كافة معاني الاسلام ... الا وهي قطع صلة الارحام فهذه اضاءه ارجو من الله عز وجل ان اسلط الضوء فيها على فضل صلة الارحام في شهر الخير , شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران , فكم منا من هو قاطع لرحمه لا وبل. واحيانا يتباهى بعض الشباب بعدم زيارتهم لارحامهم وكان المعاصي اصبح يتباهى بها . المعروف أن الصلة و هي الوصل و التواصل و إبقاء الوطادة و عدم قطع الأهل و الأقارب من المحارم و غيرهم و الأرحام قسمين..: رحم الدين و هي العامة وتشمل هذه الفئة جميع المسلمين و يجب مواصلتها بملازمة الدين و نصرتهم و تناصحهم و العدل بينهم و النصفة في معاملتهم ورحم القرابة من أهل و أقارب و صلتهم و العفو عن الزلات و العثرات و مقابلة السيئات إلا بالحسانات ... هذا و لأن الصلة واجبة , بل و تركها و قطعها من الكبائر إستنادا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم في الصحيحين عن جبير بن مُطعم أنّه قال(لايدخل الجنة قاطع. قال سفيان: يعني قاطع رحم وفيهما أيضاعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الرحم قامت فقالت لله عز وجل: هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال:نعم أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع مَنْ قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا إن شئتم: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الارض وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ . أَوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ) قال-صلى الله عليه وسلم-:( من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه ) وصلة الرحم تكون بأمور عديدة منها زيارتهم والسؤال عنهم، وتفقد أحوالهم, والإهداء إليهم والتصدق على فقيرهم ، وتوقير كبيرهم, ورحمة صغيرهم وضعفتهم، ومن صلة الرحم عيادة مرضاهم، وإجابة دعوتهم، واستضافتهم، وإعزازهم وإعلاء شأنهم، وتكون - أيضًا - بمشاركتهم في أفراحهم , ومواساتهم في أتراحهم, والدعاء لهم, وسلامة الصدر نحوهم, وإصلاح ذات البين إذا فسدت, والحرص على توثيق العلاقة وتثبيت دعائمها معهم، وأعظم ما تكون به الصلة, أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى , وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وبذل الجهد في هدايتهم وإصلاحهم فالوصل في احوال الطبيعية مطلب شرعي وهو من كرم الأخلاق ..ولكنه في احدى الحالات يكون في أعلى قمم الذوق والخلق النبيل .. وهو عندنا يقابل الوصل بالإساءة والعدوان بالبر والإحسان، جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال له: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي ، قال له - عليه الصلاة والسلام-:( لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهُم الملَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ) والملُّ هو الرَّماد الحار ، فكأنه شبه ما يلحقهم من الألم والإثم - والحالة هذه - بما يلحق آكل الرماد الحار . لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم ..مادموا يسئون اليك وانت تحسن اليهم ..وتصلهم ويقطعوك ..وتحلم عنهم ويجهلون عليك فعليك أن تقاطعهم .. فهم لا يستحقون كل ما تفعل ..لم يقل هذا ؟؟ بل حثهم على الاستمرار .. وبشره بأن الله سجعل معك عليهم من يساعدك . وقطيعة الرحم ذنب عظيم ، يفصم الروابط بين الناس ، ويشيع العداوة والبغضاء ، ويفكك التماسك الأسري بين الأقارب ، ولأجل ذلك جاءت النصوص بالترهيب من الوقوع في هذا الذنب العظيم ، وأنه من أسباب حلول اللعنة وعمى البصر والبصيرة قال سبحانه :{فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم } ، وأن عقوبته معجلة في الدنيا قبل الآخرة ، وأنه من أسباب حرمان الجنة ورد الأعمال على صاحبها ، ففي البخاري من حديث جبير بن مطعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( لا يدخل الجنة قاطع ) و جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان جالساً بعد الصبح في حلقة فقال : أنشد الله قاطع الرحم لما قام عنا ، فإنا نريد أن ندعو ربنا، وإن أبواب السماء مرتجة - أي مغلقة - دون قاطع الرحم . وفي النهايه احذر الاخوه والاخوات من ان يكونوا من الواصلين المكافئين , على صلة من قطعنا لانها تعتبر هي الصلة الحقيقيه . لقول نبي الرحمة عليه افضل الصلاة والسلام : ( ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ) نحض انفسنا واياكم على اغتنام شهر رمضان المبارك بصلة الرحم المقطوعه , وتبادل الهدايا فيما بينهم فبها يمد الله في العمر وينسأ له في عمره و يزداد في رزقه . واخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين.
رمضان و صلةالرحم
أخبار البلد -