ان تاجيج الوضع في الاردن وتضخيمه من قبل فئة قليلة صوتها عال وتعتبر نفسها صاحبة الحل والربط في الوطن امر غير مقبول ومرفوض جملة وتفصيلا لاسباب كثيرة منها ان الاردن ليس كأي دولة اخرى تدور في ارجائها المعارك وعمليات القتل والحرق والاعتصاب والفتنه فيها تدور وتدور دون ان تجد من يخمدها .
ان تاجيج الاوضاع في الاردن من قبل فئة جاحدة للامن والاستقرار مستقوية على الوطن وعلى الحكومة من خلال الحريات المتاحة والضعف الحكومي الذي اباح للجبان والضعيف والخائن ان يصبح قويا وان يستاسد على بقية عباد الله لان هدفه وتطلعاته ليست في صالح المواطن الاردني المستقر والامن لان هذه الفئة الفليلة هدفها واحد هو نشر الفوضى لاغير .
ان النتيجة المرة من خروج المسيرات وتنظيم الاعتصامات التي جاءت باسم الاصلاح والنصيحة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لها نتائجها السلبية والتي تدل على الغباء السياسي لدى فئة استاسدت على الاخرين وتبحث عن الشر وتعمل على تعظيمة ومن اجل ذلك تعطلت الحياة وتعطلت الاعمال وتعطلت الصلاة في بعض المساجد التي اتخذها البعض مكانا لتجمعاتهم وانطلاق مسيراتهم التي لولا صلاة الجمعة ماكانت مسيرات ولكنها تجمعات قليلة تدل على عدم رغبة المواطنين الانصياع لمطالب هذه الفئات التي اتخذت من الدين ستارا ومن القومية التي فشلت في مهدها عنوانا ومن الحريات فلتانا وفوضى ودربا لاطلاق الفتنة .
فالواجب علينا أن لا نلتفت لهذه الترهات وان نتعاون ونتعاضد من اجل رقي وازدهار وطننا لان في الجماعة عصمة من الزلل والشطط والانحراف قال علية الصلاة والسلام (عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذَّ شذَّ في النار) ولترغم أنوفُ أولئك، ولتأكل الحسرة قلوبهم ( قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور ) بل انظروا لأقرب الأحداث,وأحدث الوقائع,انظروا ماحصل ويحصل في بلاد تونس ومصر واليمن وليبيا من أحداث مؤسفة,وجرائم منكرة,بسبب المظاهرات والمسيرات,والاعتصامات والتجمعات,كم من نفوس قتلت,وأجساد جرحت,وأعراض هتكت,وأموال سرقت,وثروات نهبت,ومقدرات حرقت.
(لقد أفتى العلماء المخلصون في حرمة أسلوب المظاهرات والمسيرات،واعتبروها نوعاً من شق عصا الطاعة لولي الأمر الذي يمكن الوصول إليه وتقديم مطالب الناس ومظالمهم،من غير التورط في أي من سلبيات المظاهرات، والتي نراها كثيراً من حولنا،تبدأ سلمية ثم سرعان ما ينضم إليها دخلاء،فتنقلب للسيئ والبذيء من الأقوال والأفعال،مما يزعزع حالة الأمن والأمان,والسلامة والاستقرار,ولما تحويه من المفاسد الكثيرة، وهي اسلوب باطل يدعو الى الباطل بسبب انها مخالفة للنظام ومعصية لولاة الأمر الذين منعوا هذا الأمر وطاعتهم بالمعروف والحق واجبة
لقد سئل بعض اهل العلم هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة او اية امور اخرى بداعي الاصلاح من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيدا او في سبيل الله؟؟؟؟؟ فاجابوا ومن بينهم ابن باز رحمه الله :- لاارى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني ارى انها من اسباب الفتن ومن اسباب الشرور ومن اسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير الحق .
ويقول رحمه الله : فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق ، والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله وإثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب ما قد يفعله بعض الناس من المظاهرات التي قد تسبب شرا عظيما على الدعاة فالمسيرات في الشوارع والهتافات والمظاهرات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة ، فالطريق الصحيح تكون ابلزيارة والمكاتبة التي هي أحسن، فتنصح المسؤول مهما علي مقامه بهذا الطريق لا بالعنف والمظاهرة فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم, ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة ويمنع انتشارها .
ويضيف :- ما هي إلا فوضوية ومن أناس لديهم فساد تصور وقلة إدراك للمصالح من المفاسد مبينا إن المطالبة بالأشياء تأتي بالطرق المناسبة أما الفوضويات وهذه المظاهرات فهي من أخلاق غير المسلمين،المسلم ليس فوضويا،المسلمون ليسوا فوضويين ،المسلمون أهل أدب واحترام وسمع وطاعة لولاة الأمر إذا كان لأحدهم طلب شيء يرى أن فيه مصلحته فالحمد لله أن المسئولين أماكنهم ومكاتبهم مفتوحة لا يستنكرون على أن يستقبلوا أي أحد ،أما الفوضويات فهي غريبة عن مجتمعنا الصالح ولله الحمد ،ومجتمعنا لا يعرف هذه الأشياء إنما هذه من فئة لا اعتبار لها ،إن مفهوم الإصلاح والدعوة وحث الأمة على الخير والاستقامة على الخير والسعي في مصالحها وفي إصلاحها بالسبل والطرق الشرعية أما الإصلاح الذي يرجو أولئك من خلال الفوضى والغوغاء الغريبة على واقع مجتمعنا والغريبة على بلدنا فهي أشياء نستنكرها ونشجبها وننصح إخواننا المسلمين أن يتفهموا أن هذه القضايا لا تحقق هدفا وإنما تنشر الفوضى .
ويقول اخرون ومنهم الشيخ ابن عثيميين ان المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم. ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وان كانت كافرة وهنا اقصد يشارك فيها اناس لايعرفون قيمة للاديان السماوية ولا وزنا فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف تجاملهم ظاهراً، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فإن الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان .
ومن هذا المنطلق فانني اطرح سؤالا للجميع :-ما الذي يراد من المظاهرات ؟ وما الذي يقصد من التجمعات هل هو إيصال الصوت للمسؤول,أو إثارة الفتن ؟؟,فإن كان الأول فإيصال الصوت يصل عبر المكاتبة,والمهاتفة بل واللقاء بولاة الأمر,فإذا كان المقصود هو إيصال الصوت ففي اردننا من الجهات والهيئات والمؤسسات الحكومية الرسمية والتي لديها الأساليب والآليات, والوسائل والإمكانات, ما هو كفيلٌ بأن يفي بمطالب الناس المتعددة,وطلباتهم المتنوعة, وما هو كفيلٌ لتحقيق غاياتهم السليمة,وأهدافهم النبيلة دون أن يلجأوا إلى المظاهرات والمسيرات أما إن كان المقصود إثارة الفتن والمحن,وإشاعة الفوضى والاضطراب,فإن الطلاء الزائف,والتمويه الخادع,لا ينطلي على أهل الفطنة,فعن أي مظاهرات سلمية يتحدث الغشاشون ؟ وعن أي مسيرات هادئة يتكلم الفتانون ؟ ألهم قلوب يفقهون بها ؟ أم لهم أعين يبصرون بها ؟ أم لهم آذان يسمعون بها ؟ فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور , نعم تعودنا أن تتم الخيانة,ويصدر الغدر من قبل بعض ضعاف العقول من الذين يتقاضون الاموال من الصفويين واذنابهم ومن الذين يجالسون الامريكان ويعطف عليهم الفرنسيين ,لكن لم نتوقع أن تتم خيانة الدين والوطن والمجتمع من قبل أناس يظن المواطن انهم يسيرون على طريق الصلاح ,و لم نتصور أن غيرتهم على بلدهم ووطنهم,الذي عاشوا فيه بأمن واستقرار بهذه الهشاشة,الحيوانات العجماوات تغار على جحورها,والطيور التي لا تعقل لها حمية على أوكارها,ثم يأتي من يوصف بالعقل والعلم من أهل السنة, فنراه يغرر بالناس ويفتي بلا علم بإباحة المظاهرات والمسيرات, ويصف من يقتل ممن يشاركون في الخراب شهداء وممن يحمون الوطن وانجازاته قتله ,إننا على مستوى من الفهم والإدراك يجعلنا بفضل الله على يقين تام واعتقاد جازم ,أن نكشف كل زيف وباطل,وأن نفرق بين الكلام العاقل وغير العاقل,غيرتنا على ديننا ووطننا لا تهزها الرياح ,ولا تؤثر فيها الأعاصير.
فكفانا مظاهرات وتسميات لكل مظاهرة تقليدا اعمى للاغبياء الذين دمروا او طانهم واسأوا لمدنهم ولعاداتهم وتقاليدهم باسم الاصلاح الذي انقلب فتنة وفوضى ودمار وعلينا المطالبة بالاصلاح بطرق حديثة ومتطورة بعيدا عن اسلوب التعطيل والفوضى والخراب.