اعتدنا سابقا على سماع كلمة "بطل" على شخصيات عربية عسكرية نظامية كانت أو شعبية, قاتلت ضد اعداء الوطن والسيادة فمنهم من أصبح رئيسا لحكومة ومنهم تقلد مناصب سيادية في الدولة إلى ان تم إغتياله ومنهم من أصبح زعيما لحركة أو حزب ومنهم من قضى نحبه وهو في أرض المعركة ليسطر إسمه في التاريخ ويلتصق إسمه بشارع او بمدرسة او مؤسسة خيرية.وقد لا أجد بطلا حربيا عسكريا أصبح رئيسا لجمهورية دونما يقترن في حكمه الفساد والكذب والخيانة..أبطال سمعنا عنهم ولم نعاصرهم,فلقد غاب عنا الأبطال العسكريين منذ أوائل سبعينات القرن الماضي والتي يبدوا أن الشعوب العربية ستحمل راية البطولة.
هؤلاء الأبطال كأحمد عبدالعزيز وجواد حسني وإحسان شردم وفراس العجلوني وغيرهم كثير من جميع البلاد العربية كبدوا الأعداء خسائر بشرية ومادية فقصفوا واقتحموا وحاصروا وقطعوا إمدادات العدو, تماما كما يقوم به الرئيس السوري الذي يقوم بدور "البطل" ضد عدوه الشعب بعدما خلت الأمم من الأبطال..هو تماما يقوم بالحصار والإجتياح والقتل والأسر والتعذيب والتمثيل بالجثث ويستخدم استراتيجية عسكرية حربية محاولا إضعاف عدوه وإستنزافه ليحرر نفسه ورجاله منهم..هذا العدو الذي هو أغلب شعبه لاهو محتل ولا مستوطن ولادخيل ولا يملك أسلحة سوى حنجرته يهتف ب "سوريا بدها حرية". لكن تبدوا للدكتور بشار الأسد ان مصطلحات الحرية والكرامة هي دخيلة فعلا ولها اجندات خاصة وعميلة وغريبة كونه لم يلتقيها أو يستضيفها في حكمه أو حكم من سلفه.
هذا النظام ينتهج كل ماهو يقود إلى الفشل سياسيا وعسكريا وتاريخا ويعتمد على أوهام وإعلام كاذب ومنافق مللنا فيه من الإدعاءات والتحريض والتحريف في الحقائق. ولم تثـني الرئيس الدكتور ثقافته المنفتحة عن الأخذ بالإعتبار من النصائح والإرشادات والنتائج التاريخية على مرور القرون الماضية فيما يتعلق بكسر صمت الشعوب. والطريق الأمثل لقيادة شعبه لا بل العالم بأكمله.
مللنا من الإنتظار لتطبيق خطاباتكم الثلاث التي مانتج عنها إلا زيادة في القتل والقمع والتنكيل فلا معتقلين ثم الإفراج عنهم ولا قوانين تم تطبيقها ولا قرارات -سوى القتل- تم الأخذ بها ولا حوار ديمقراطي حر تم تجاوزه بنجاح..إنها فعلا سخرية أن يتحدث الرئيس في خطابه عن قانون في الإعلام والصحافة فيعتقل الإعلاميين والمثقفين والفنانين والكتاب..أن يتحدث عن حوار مع معارضة فيتم اختيار المعارضين على مزاجه من ثم يتم التحريض عليهم وعدم إستقبالهم وضرب بعضهم..ان يطالب بتنفيذ مطالب المواطنين في المدن فيقوم باجتياحها وحصارها وقصفها ..أن يتفوه بإصدار قوانين جديدة عن تعددية الأحزاب فيضع شروط أصلا هو وحزبه لو طبقوا هذه الشروط لكانوا من أكثر الأحزاب مخالفة وإجراما..نعم إنها سخرية أن يطالب الرئيس السوري- كنوع من التقدم في العملية الديمقراطية المنشودة- بخبر عاجل على القناة السورية بتفعيل وتطوير حماية البيئة.
هذا النظام ورئيسه الواهم بأنه "بطل" "حامي سوريا" هو الأقرب بأفعاله ان يسلم البلاد إلى المجهول خلفه بعدما اجتاح مدنا سورية تاريخية هو الأولى ان يحميها ومن فيها كونه ولي الأمر..هذا الإجتياح والقصف وقطع الماء في شهر المودة والمحبة شهر رمضان خاصة, هو بالتأكيد حدث مفصلي وورقة قد تكون أخيرة بيد هذا النظام.
يجب أن يعلم القاصي والداني والرئيس بشار الأسد ومن بعده أن البيت السوري العربي الأصيل لا يسمح بأن يدخله الغرباء والأعداء..وإن كان هو نفسه يدعي أنه أمين وحامي البيت السوري الذي يرفض أي تدخل,كان من الأولى له أن يغلق باب هذا البيت بالطرق السليمة والسلمية ويحافظ على أهل بيته (الشعب) أو يخرج منه للأبد وكلا القرارين سيتصف فيه بالبطولة والشجاعة.