بلغت خسائر شركة طيران الملكية الأردنية للنصف الاول من العام الحالي 39 مليون دينار رغم ارتفاع الايرادات التشغيلية بنسبة 4 بالمئة والمسافرين بنسبة 5 بالمئة.
وقال المدير العام الرئيس التنفيذي حسين الدباس في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر الشركة اليوم الاحد، ان الخسائر تعود الى الارتفاع الهائل في اسعار الوقود، والاضطرابات السياسية، وأجواء عدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ما ادى الى ارتفاع الكلفة التشغيلية بنسبة عشرين بالمئة، اضافة الى التأثيرات السلبية على الحركة السياحية.
وبين ان حجم الانفاق على الوقود خلال الستة أشهر الاولى من العام الحالي 6ر134 مليون دينار اي بنسبة 45 بالمئة من الايرادات التي حققتها الشركة خلال هذه الفترة، لافتا ان حجم الانفاق على الوقود خلال نفس الفترة من العام الماضي بلغ حوالي 93 مليون دينار مقارنة بمبلغ 4ر63 مليون لذات الفترة من عام 2009.
ولفت الدباس الى المصاعب المالية في أوروبا وتحديدا في اليونان والبرتغال واسبانيا وايطاليا والتي أثرت بدورها على الحركة السياحية القادمة من أوروبا الى الاردن والمنطقة بشكل عام.
وأشار الى ان العديد من شركات الطيران العالمية المعروفة تكبدت خسائر كبيرة خلال هذه الفترة بسبب ظروف عدم الاستقرار السياسي في المنطقة والارتفاع الحاد في اسعار الوقود.
واشار الرئيس التنفيذي للملكية الاردنية ان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) خفض في شهر آذار الماضي توقعاته للأرباح الصافية لعام 2011 من 1ر9مليار دولار إلى6ر8 مليار دولار، وفي شهر حزيران عاد وخفض تلك التوقعات إلى 4 مليارات دولار مقابل 18 مليار دولار أرباح صافية عام 2010، لافتا إلى ان إياتا رفعت توقعاتها هذا العام لأسعار النفط الخام من 96 دولار إلى 110 دولارات تماشياً مع السوق، فيما كانت اياتا افترضت في شهر تشرين الثاني 2010 أن يصل
سعر برميل الوقود عام 2011 إلى 84 دولار.
وبين الدباس انه وللحد من اثار هذه التحديات اتخذت الشركة اجراءات أهمها تخفيض السعة الكلية للرحلات المتجهة لمنطقة الشرق الاوسط وزيادتها لمنطقة اوروبا واتباع سياسة تحقيق كفاءة التشغيل من خلال تبديل انواع الطائرات من نفس العائلة ليتلائم مع عدد المقاعد المباعة الأمر الذي يحقق وفرا في التكلفة وزيادة في الايرادات، مثلما تم اتخاذ أكثر من 60 إجراء في تسعير التذاكر للمساعدة في تنشيط السوق وتطبيق مبادرات عديدة لتوفير التكاليف وتخفيض النفقات غير المتعلقة بالوقود لكل مقعد كيلو متري معروض.
وقال انه لمواجهة هذا الواقع تم الغاء اكثر من 677 رحلة منها اكثر من 80 رحلة الى اوروبا، و190 الى افريقيا، و220 الى مناطق الشرق الاوسط، و160 رحلة الى منطقة الخليج العربي (اليمن والبحرين ودبي) واكثر من 20 رحلة الى الولايات المتحدة الاميركية، إضافة الى دمج عدد من الرحلات بما في ذلك رحلات دمشق مع حلب وفرانكفورت مع ميونخ ومدريد مع برشلونة.
وبين انه تم تطبيق اجراءات خفض التكاليف (فيغا) للتقليل من استهلاك الوقود، وإطفاء أحد محركات الطائرة بعد الهبوط، واتخاذ الخطوط المباشرة وأقصرها في الطيران، وتعبئة الطائرة بالوقود من المكان المناسب لتقليل التكاليف، ومراقبة تعبئة المياه للرحلات القصيرة المدى لتخفيف الوزن، والمرونة في قوانين المراقبة الجوية في الاردن.
وقال ان الاجراءات تضمنت كذلك إلغاء بدل الإقامة الليلية لأطقم الطائرات والتقليل منها عند الضرورة مثل باريس، وأمستردام ، ومدريد، ومونتريال في الشتاء، وشيكاغو (ليلة واحدة)، محققين بذلك وفر بحوالي مليون دولار سنوياً في تكلفة الفنادق وحدها.
واضاف الدباس انه تم تجميد عملية التوظيف في الأردن والخارج، مؤكدا ان الشركة لن تلجأ الى انهاء خدمات اي من موظفيها في الوقت الحاضر.
وقال "نسعى حاليا لاستقطاب المسافرين إلى الأردن ومنطقة الشرق الاوسط وتحفيز حركة الترانزيت من خلال استراتيجيات مخطط لها"،
لافتا ان التوقعات لشهري تموز وآب تظهر نموا إيجابيا لحركة السفر وارتفاع في الإيرادات عن عام 2010 وستقوم الشركة بدراسة الطلب على الرحلات بعد 15 أيلول وذلك لتحديد الاستراتيجية والبرامج المتعلقة بالتسعير وتحفيز السوق أو إلغاء رحلات معينة.
وبين الدباس في معرض رده على أسئلة الصحافيين واستفساراتهم ان الشركة تدرس فتح خطوط جديدة الى مدن اسمرة ودام السلام ونيروبي في افريقيا، ومحطات اخرى في وسط آسيا بما في ذلك مدن طشقند وباكو تبليسي.
وقال انه سيتم افتتاح محطة لاغوس في نيجيريا في شهر تشرين الثاني او كانون أول المقبلين، مثلما تجري الملكية حاليا دراسات الجدوى الاقتصادية لتشغيل خط جوي الى جاهانسبيرغ في جنوب افريقيا في وقت لاحق من العام الحالي.
وأضاف "كما اننا نحاول مع الحكومة للحد من الجنسيات المقيدة التي يلزمها الحصول على تأشيرة مسبقة لدخول المملكة وذلك لزيادة مقدرتنا التنافسية وجذب السياح لتعويض الافواج السياحية التي كانت تأتي من اميركا وكندا واوروبا لزيارة المواقع الاثرية والتاريخية في المملكة".
ودعا الحكومة للحد من المنافسة غير العادلة بين شركات الطيران العاملة من والى المملكة فبالرغم من توقيع اتفاقية الاجواء المفتوحة مع اوروبا الا اننا مقيدون من حيث عدم امكانية زيادة عدد الرحلات الى المطارات الرئيسية في اوروبا في الوقت الذي تستطيع فيه شركات الطيران الاوروبية الهبوط في مطاراتنا بدون قيود.
39 مليون دينار خسائر الملكية .
أخبار البلد -