أرفع القبعة احتراما واصفق طويلا اعجابا واندهاشا من أعلام سلطة المياة الذي نجح بتمرير رسالته الإعلامية فيما يخص ( وضع إشارة المنع على مركبات المواطنيين ممن عليهم ذمما مالية مستحق) لشركة المياة بصورة مهنية إعلامية احترافية ...حيث وصلت رسالته الإعلامية لكل بيت أردني لابل لكل مواطن أردني حتى الطفل في المهد..
وإنني كمحلل إعلامي أوهنيء القائمين على إعلام السلطة بهذه الحرفية الإبداعية التي اتبعوها في خبرهم الصحفي الخاص لإيصال رسالتهم الإعلامية...
بعيدا عن الأذى الإعلامي الذي أصاب جهاز الأمن العام جراء هذا الخبر الذي تم نشره عبر وسائل الاعلام بطريقة التسلل دون علم إعلام الأمن العام - وهنا الطامة الكبرى- حيث دس إعلام سلطة المياة السم بالدسم من خلال الإشارة إلى حجز المركبات من قبل الأمن العام لمن تتراكم عليه ذمم مالية لسلطة المياه أو الشركات التابعة لها وترك الخبر مبهما دون تفسير أو توضيح ...وهذه كانت نقطة قوة رسالته الإعلامية وحبكتها ....فهاج وماج الشعب
الاردني بجميع اطيافه...مستنجدين بالاعلاميين ورجال الأمن والقانونيين لتفسير وتوضيح مضمون الخبر الإعلامي والإجراءات المترتبة عليه الذي نزل عليهم كصاعقة صاعقة قوم عاد وثمود...
بهذا الغموض واللبس نجح إعلام السلطة بأن يجعل من خبره الإعلامي الحدث الرئيس الذي يتناوله كافة المواطنيين الاردنيين داخل المملكة وخارجها على مدار ثلاثة أيام ...تداولوه على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وفي صالوناتهم الإجتماعية ...وطغى على جلسات الثقة لمجلس النواب... يصبحون ويمسون عليه.
لقد استخدم إعلام السلطة مفهوم( الدهاء الإعلامي) عند نشر الخبر بحيث جعله مبهما غامضا معقد التفسير والتوضيح ...وهذه الحركة الإعلامية ملعوبة ومقصودة مئة بالمئة لتحقيق رسالتهم الإعلامية موضوع الخبر الصحفي.....وشاهدي في ذلك هي النية المبيتة في صياغة الخبر الصحفي دون الاستئناس برأي إعلام الأمن العام- الذي أوخذ على حين غرة- وشاهدي أيضا أن إعلام سلطة المياه لم يسارع لتوضيح الخبر الصحفي وإزالة اللبس وحالة الإبهام فيه ولم يحرك ساكنا ووقف موقف المتفرج بالرغم من الضجة الشعبية والرأي العام الغاضب عليه...فما حصل من ردود فعل ومعرفة كافة المواطنيين بمضمون الخبر هي النتيجة أو الهدف من إذاعة الخبر الصحفي بالنسبة لسلطة المياة.
حقق إعلام سلطة المياه أهدافه جميعها من الخبر الصحفي بضربة معلم وأصبح المواطن ( يهذري) و( يهوجس) بشيء اسمه فاتورة مياه...بل على العكس سارع بسرعة الغزال يبحث بدفاتره القديمة عن اية فواتير مياه غير مسددة لتسديدها فورا ولو تسبب ذلك قطع ( لقمة الخبز عن أفواه أطفاله) ...
إعلام سلطة المياه يعطي درسا ولا أروع إلى جميع المؤسسات الإعلامية العامة والخاصة بالدهاء الإعلامي عند صياغة الرسالة الإعلامية وكيفية تحقيق النتيجة المرجوة منها...
خلاصة القول أبدع إعلام سلطة المياه وفكّر خارج الصندوق عند صياغة الخبر الصحفي...وهذا التفكير الإبداعي الإعلامي والتفكير خارج الصندوق... نقطة ضعف السواد الأعظم من مؤسساتنا الإعلامية..... ..بصراحة خبر صحفي احترافي مهني يجب أن يدرس بكليات الإعلام...وللحديث بقية..