اليوم توجهت من عشائر العدوان عشيرة الوريكات إلى محافظة جرش وبالتحديد إلى بلدة ساكب الممثلة بعشائر العياصرة أثر الحادث المؤسف الذي أودى بحياة الشاب عبدالقادر محمد جميل العمور وهو في عنفوان شبابه الذي كان ذاهباً لإجراءات الخطوبة ولكن جاء قدر الله بحادث مؤسف من أخ له بعشيرة الوريكات أودى بحياته. وقد تمت الدخالة بعشيرة الزريقات من بلدة سوف الشامخة، وقد بذلت العشيرة جهوداً كبيرة بين الجانبين وكانت عشيرة الزريقات كخلية النحل لا تهدئ حتى تمتص ردة الفعل، وهنا كان الدور الكبير والفعال لسعادة النائب محمد الزريقات والذي كان خير وسيط، والمؤتمن على مصداقية لا حدود لها بين الطرفين، مما سهل إجراءات الصلح. وهنا الإشادة الكبيرة لعشيرة العياصرة جميعاً والعمور خاصة على حسن الاستقبال، وإصرارهم على أن تأتي عشيرة الوريكات مع الجاهه وعدم الانتظار لحين إجراءات الصلح. وبالعادة الجاهه تسبق أهل الجاني لحين إجراء الصلح، ولكن كرم هذه العشيرة وطيب أخلاقها أصروا على قدوم عشيرة الوريكات، وهذا هو الشعب الأردني أبو التسامح وأبو الأخلاق الرفيعة. وهذا درس لنا جميعا،ً علماً بأنه يوجد مثل هذه المواقف من أغلب أبناء الشعب الأردني وليست هي المرة الأولى الذي يحصل هكذا موقف. وقد تكلم في البداية سعادة الشيخ سليمان السعد النائب السابق وكان كلامه موزون ومأخوذ من أخلاق وأحاديث سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وأصحابه الأجلاء عن دور المسلم بالعفو والتسامح. وكما تحدث عن عشائر العياصرة عطوفة الأخ عاطف سليم " أبو مروان" وبعد الترحيب بالحضور جميعاً،خص بالذكر عشيرة الوريكات، وكانت كلمته مؤثرة على الجميع وعبر عن التسامح والخلق الرفيع للعشائر الأردنية. وكانت تداخلات محمد الزريقات رائعة تعطي الحضور الطمأنينة والسكينة. وبعدها تكلم النائب صالح الوريكات، والمختار عبدالله الوريكات باسم عشائر العدوان والوريكات خاصة، وقد شكروا عشيرة العياصرة على ما أبدوه من تسامح وقالوا بالحرف" إن أهل الجبل أعطونا دروساً بالتسامح وطيب التعامل" وأصروا على التواصل ما بين عشيرة العياصرة والوريكات مما شاهدوه من كرم وحسن تعامل. وختم الحديث باسم كافة أبناء محافظة جرش من شتى الأصول والمنابت الوجيه خالد الراشد "أبو عوني" وقد تحدث بإسهاب عن كرم عشيرة العياصرة ورفعة أخلاقهم وعن عشيرة الوريكات كذلك، وكان حديثه لافت للانتباه عن مكارم الشعب الأردني جميعا. ولا يفوتني القول بأننا كما تم استقبالنا بالحفاوة والتكريم، تم توديعنا بالحفاوة والتكريم من قبل عشيرة العياصرة. وهذه هي ميزات الشعب الأردني التي تعلمناها من ديننا الحنيف، وكذلك من قيادتنا الهاشمية الحكيمة، وهي صاحبة المكارم والعفو ورفعة الإنسان في هذا الوطن. وفق الله الأردن بقيادته الحكيمة.