اتضحت الرؤية في الدور قبل النهائي من بطولة درع المناصير لكرة القدم، وذلك في ضوء مباريات الجولة الاخيرة من الدور التمهيدي لفرق المجموعة الثانية التي جرت يوم أمس، وفيها تغلب فريق الفيصلي على مستضيفه الجليل 1-0 في المباراة التي اقيمت بينهما على ستاد الحسن بإربد ليرفع الفيصلي رصيده الى 11 نقطة متصدرا المجموعة الثانية لوحده، وقد شهدت الدقيقة 52 اصابة الحكم مهند عقيلان بشد عضلي حال دون اكماله للمباراة فحل بدلا منه الحكم الرابع محمد عرفة.
وعلى ستاد الملك عبدالله الثاني بالقويسمة أخفق شباب الاردن بالمحافظة على تقدمه على اليرموك 1-0 لينتهي اللقاء بالتعادل وبنتيجة 1-1، ليصبح رصيد شباب الأردن الذي احتل الترتيب الثاني 9 نقاط.
 وخرج الجزيرة بفوز معنوي حققه على ضيفه الرمثا وهزمه بهدف واحد مقابل لاشيء في المواجهة التي اقيمت على ملعب البتراء هي عبارة عن تحصيل حاصل بالرغم من تقدم الجزيرة للمركز الثالث مكان الرمثا.
وبهذه النتائج وبعد اكتمال عقد الفرق الاربعة المتاهلة، يلتقي الوحدات بطل المجموعة الأولى مع ثاني المجموعة الثانية( شباب الأردن ) فيما يلتقي الفيصلي بصفته بطل المجموعة الثانية مع ثاني المجموعة الأولى(  كفرسوم) في المباراتين اللتين تقامان يوم الاثنين المقبل بطريقة خروج المغلوب من مرة واحدة، وفي حال انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل في هذا الدور، يتم حسم النتيجة باللجوء الى ركلات الترجيح من علامة الجزاء مباشرة.
الفيصلي 1 الجليل 0
حاول الجليل مباغتة ضيفه بهدف مبكر، فتقدم يوسف الشبول وسدد كرة قوية انحرفت عن المرمى رد عليه حسونة الشيخ بكرة رأسية أبعدها الحارس حمزة الحفناوي على حساب ركنية، ولعل هذه البداية اوحت بان اللعب سيكون مفتوحا والهجوم سجالا بين الفريقين، لكن الأداء سرعان ما عاد وانحصر في وسط الملعب، وشابه نوع من الحذر مع أفضلية لفريق الفيصلي الذي كان الأكثر سيطرة واستحواذا على الكرة، وحاول الشيخ والمحارمة وأبو كشك والنواطير الوصول لمرمى الجليل، بيد أن محاولاتهم باءت بالفشل وذلك بعد أن وجدوا مقاومة شديدة من مدافعي الجليل، وبمرور الوقت تحرك الفيصلي بصورة أفضل فأصبحت هجماته تأخذ طابع الخطورة، الأمر الذي أدى إلى تراجع خط وسط الجليل إلى الخلف ما أفسح المجال أمام الهجوم الفيصلاوي بالتقدم وتهديد مرمى الحارس حمزة الحفناوي من خلال تسديدة شريف عدنان التي مرت بجوار القائم، ورأسية أبو كشك التي علت المرمى في الوقت الذي افتقدت فيه محاولات الجليل التي كان يقودها صهيب عدنان وأبو هضيب واحمد مرعي للجدية والتركيز في مواجهة مرمى الفيصلي، الذي بقي خارج دائرة التهديد فترات طويلة بعكس مرمى الحفناوي الذي تعرض لاحراجات عديدة، بعدما حافظ الفيصلي على أفضليته واندفاعه الهجومي وكانت خطورته تظهر في الهجمات السريعة من الأطراف والكرات العرضية التي كان يرسلها النواطير وحسونة وأحيانا المطالقة والحناحنة داخل الصندوق، ومن إحداها كاد أبو كشك أن يطرق الشباك لكن الحضور الرائع للمدافع أبو علوم فوت عليه الفرصة، التي عوضها المدافع المتقدم وسيم البزور عندما غمز ركنية المطالقة برأسه داخل الشباك هدف التقدم للفيصلي د.31، تحرك بعدها الجليل وتقدم الشبول وعامر علي وأبو القاسم لإسناد مرعي وعدنان، لتبدأ ملامح الخطورة بالظهور على مرمى الخوالدة، الذي تألق في إنقاذ مرماه من كرتين في غاية الخطورة لداود أبو القاسم واحمد مرعي، لتشهد الدقائق الأخيرة ندية وإثارة ظهرت معها مسحة من الخشونة الزائدة.
حوار هجومي ونتيجة ثابتة
واصل الفيصلي أفضليته واندفاعه الهجومي مطلع الشوط الثاني في ظل تراجع لاعبي الجليل للمواقع الخلفية والاعتماد على الهجمات المرتدة ومن إحداها كاد داود أبو القاسم أن يعدل النتيجة لكن كرته جاورت القائم الأمر الذي جعل الفيصلي يتنبه لأطماع منافسه وبدأ الفريق يبحث عن هدف التعزيز فسدد حاتم عقل كرة قوية مرت جوار القائم وانحرفت تسديدة شريف عدنان عن المرمى ولتخفيف العب على دفاعات فريقه زج مدرب الجليل بالمهاجم انس الزبون لاستغلال سرعته وقدرته على مشاغلة دفاعات الفيصلي اتبعه بإشراك خالد أبو ارشيد وعبدالله الشياب بهدف إعادة الحيوية لمنطقة العمليات وزيادة الواجب الهجومي قابله مدرب الفيصلي بالدفع بعصام مبيضين وعبد الهادي المحارمة وأعطت تبديلات الجليل ثمارها فنشط الفريق وبات يبادل الفيصلي الهجمات فسدد الزبون كرة قوية علت المرمى وأهدر احمد مرعي أثمن الفرص على فريقه بعدما جعلته تمريرة الشبول بمواجهة المرمى لكن مرعي سدد كرة متسرعة خارج الشباك هذه الهجمات والفرص اجبرت الفيصلي على التراجع ليوصل الجليل بحثه عن هدف التعادل الذي كاد ان يتحقق اثر لعبة خلفية جميلة من احمد مرعي لكن الكرة عاندته وجاورة الشباك مرة اخرى وفي غمرة انشغال لاعبي الجليل في البحث عن هدف التعادل كاد البديل عمر العوايشة ان يضاعف النتيجة لكن كرته اخطات المرمى وتعامل الفيصلي بحذر مع احداث الدقائق الاخيرة من زمن المباراة ليخرج بفوز شاق وثمين وضعه في صدارة المجموعة.
شباب الأردن 1 اليرموك 1
البوادر الهجومية التي استهل بها فريق شباب الأردن المباراة منحته فرصة السيطرة الكاملة على منطقة المناورة مستغلا الكرات البينية القصيرة في ضرب دفاعات اليرموك من مختلف المحاور وخصوصا (العمق)، التي انكشفت كثيرا من التحركات السريعة وتبادل الكرات بين الرباعي محمد خير ونبيل ابو علي وعلاء الشقران وعاطف جنيات، ورغم المحاولات العديدة التي حاول فيها مدافعو اليرموك احمد باسم وعمار الشرايدة وصالح نمر وابراهيم مصطفى اغلاق الجبهة الخلفية ومطاردة قلبي الهجوم للشباب محمد الحموي وعدي خضر، الا ان خطورة العاب الشباب بقيت حاضرة طوال الشوط، فبعد ان وجه يوسف النبر كرة ثابتة بعيدة المدى ابعدها حارس اليرموك صلاح مسعد في الوقت المناسب، كان الحموي يمرر كرة بينية الى الجنيات، لكن الاخير تعرض للاعثار من مدافعي اليرموك وحارسهم، فاحتسبها الحكم ركلة جزاء، نفذها محمد خير بقوة ابتعدت عن القائم الايمن.
وفي ظل هذا التفوق الذي فرضه الشباب، لجأ اليرموك الى تنشيط العابه وتسريع هجماته، فمنح رامي حمدان ونائل الدحلة وعمار ابو عواد ومحمد حسين حرية بناء الهجمات، وان كانت الكرات الطويلة هي الانسب ووضعت المهاجمين محمد هاني ومحمد عبد الرؤوف في مواجهات متكررة مع الحارس تامر صالح، والذي خرج بالوقت المناسب لابعاد كرة عبد الرؤوف التي لعبها (لوب)، قبل ان يرسل محمد هاني كرة قوية من خارج المنطقة سيطر عليها الحارس تامر.
بعد ذلك عاد الشباب لبسط نفوذه الكامل وعاد ايضا لتهديد مرمى الحارس مسعد، فهذا الحموي يسدد من داخل المنطقة كرة قوية ضربت بالشباك الجانبي، ثم سدد الحموي بتهور وهو في مواجهة الحارس لوحده، وفي الدقيقة 41 استغل الجنيات تلكأ مدافعي اليرموك بابعاد الكرة فخطفها وانفرد على اثرها وسدد على يسار الحارس هدف التقدم للشباب.
اصرار وادراك التعادل
ومع بداية الحصة الثانية انطلق فريق اليرموك بحثا عن ادراك التعادل، بعد ان لجأ لاعبوه الى الأكثار من الكرات العرضية التي هددت مرمى الحارس تامر، فبعد ان سدد محمد هاني كرة بعيدة المدى ابعدها الحارس، كان محمد عبد الرؤوف يرسل كرة عرضية حاول الحارس ابعادها لترتد على قدم رامي حمدان الذي سددها بتسرع فوق المرمى، قبل ان يستغ ل محمد عبد الرؤوف الدربكة التي حصلت داخل منطقة الشباب، فسدد كرة ضعيفة عجز الدفاع والحارس في ابعادها فاعلنت عن هدف التعادل في الدقيقة 63، والذي اشعل الاثارة والمنافسة بين الفريقين، فحاول الشباب الامتداد من كافة المحاور، وكاد الحموي ان يضع فريقه بالمقدمة مجددا لكن كرته ابعدها الدفاع بعيدا عن محيط المرمى، وعاد الحموي ويسدد كرة قوية ارتطمت باقدام مدافعي اليرموك، ثم سدد عدي خضر كرة من داخل المنطقة ارتدت من بطن العارضة، ليطلق بعدها الحكم صافرة النهاية.
الجزيرة 1 الرمثا 0
بحث فريقا الجزيرة والرمثا عن فرض السيطرة على منطقة العمليات، طلبا لفرض الشكل الهجومي في حلولهما، وان كان الجزيرة الافضل في البداية بفضل توازن العاب امجد الشعيبي واحمد البداوي ومهند جمجوم والعجالين، وركزوا على الاختراق من الاطراف التي عكس منها العجالين كرة عرضية وصلت الجوهري الهارب من رقابة البابا وذيابات، وسدد كرة قوية سيطر عليها الحارس احمد قطيشات.
ورغم بقاء الجزيرة في دائرة الافضلية بفضل حسن انتشاره على طول رقعة اللعب، الا ان وسط الرمثا دخل في الحوار التكتيكي، وبحث سامي ذيابات، وعمر عبيدات وعمر عثامنة ومصعب اللحام على تنويع الحلول بغية تجاوز "الكماشة" الدفاعية التي فرضها احمد عطية واحمد الصغير والجنيدي والوحش على المهاجمين الخالدي والعتيبي، ليجرب اللحام حظه بتسديدة قوية امسكها الاسمر.
وبقي نهج الفريقين في ضبط ايقاع العمليات، وتجاذب الطرفان محاور الافضلية في رد متبادل لم يخل من الندية والتنافس، وامام اهتمام الجزيرة بتشكيل ستار دفاعي واقي، لجأ عثامنة الى ارسال كرة مباغتة مرت بمحاذاة المرمي، بشكل اعطى للفريق دفعة قوية في شن الهجمات المنظمة، حتى مرر الخالدي كرة بينية وضعت عثامنة في مواجهة الحارس، وسدد الاخير بقوة ارتدت من القائم، وبعدها اعتمد الرمثا على تنويع حلول الاختراق ليشارك المدافع محمد الداوود بهجمة منظمة حضرها للخالدي الذي توغل وسدد بقوة ردها الحارس الاسمر ببراعة.
ورتب الرمثا اوراق فريقه التي اعطت انسجاما مميزا لخطوط اللعب ابقت مفاتيح لعب الجزيرة تحت السيطرة، ولم يقو الشعيبي والبداوي وجمجوم والعجالين عن ايجاد الثغرات في تماسك دفاعات الرمثا التي تواجد فيها ذيابات والبداوي والداوود وخويلة، وتمويل الجوهري وسمير لينتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي.
حسم جزراوي
جاءت البداية هادئة من كلا الفريقين في الدقائق الاولى من الشوط الثاني، وكأن كلاهما يخبئ شيئا للآخر، ورغم ان الرمثا أعلن امتداده الهجومي بكرات انيقة حملت توقيع ذيابات الذي ارسل كرة قوية علت المرمى، وسانده مصعب اللحام بإختراقاته الى جانب تحرركات عثامنة وعبيدات من عمق العمليات، وكسب الرمثا كرة ثابتة مرت بجوار المرمى.
الجزيرة الذي جدد من حيوية خطوطه بإشراك محمد الباشا ومهدي علامة بدلا من العجالين المصاب والوحش، اظهر سريعا ما يخبئه من نوايا هجومية فعلت تحركات سمير وجمجوم ومن خلفهما الشعيبي الذي حضر كرة انيقة امام البديل علامة في المنطقة المحرمة للرمثا، ولم يتوان الاخير عن اسكانها شباك الحارس قطيشات هدف التقدم للجزيرة عند د62، وبعدها اشرك مدرب الجزيرة لؤي عمران بدلا من الشعيبي المصاب.
واضطر مدرب الرمثا الى طرح اوراق بطابع هجومي بإشراك شادي ذيابات وعلي الشبول ومحمد ابوزريق بدلا من العتيبي وعثامنة وعبيدات، واجرى تبديلات تكتيكية داخل الملعب، ظهر معها الرغبة في الوصول الى مرمى الجزيرة المحمي بدفاع محكم، رغم محاولات اللحام والخالدي والشبول وذيابات من دون تغير في ظل خشونة من لاعب الجزيرة مهند جمجوم الذي نال البطاقة الصفراء الثانية ونال بعدها البطاقة الحمراء، ورغم ان الجزيرة نفذ هجمة سريعة كسب معها كرة ثابتة نفذها عمران ردها قطيشات بحضور تام، ليرد الرمثا بكرة سريعة وضع معها ذيابات كرة انيقة امام خويلة الذي دخل الصندوق وسدد كرة زاحفة بجوار المرمى وبقي الضغط الرمثاوي بغية التعديل، لكن الجزيرة بقي متماسكا وخرج فائزا بنتيجة 1-0.