آلاء مظهر
عمان - مع بدء الصيف، تشهد مناطق عدة أزمة مياه، يبدو أنها باتت مشكلة "أزلية" لم تفلح كافة المشاريع التي نفذت في إيجاد حل جذري لها، وتتزامن أزمة المياه الحالية مع تعرض البلاد لموجة حر غير مسبوقة.
ومع تفاقم الأزمة، تزايدت شكاوى المواطنين من الانقطاع المتكرر للمياه عن منازلهم، أو من عدم وصولها الى خزانات الشقق المرتفعة نتيجة ضعف الضخ، وفي هذه الأثناء، شكلت وزارة المياه والري، لجان متابعة للأزمة وتلقي الشكاوى حول انقطاعاتها، لكن مواطنين يرون أن هذه اللجان لا تهتم بشكاواهم ولا تتابعها، ولا تجد حلولا لما يعانونه إلا نادرا، وبعد إلحاح شديد من قبلهم.
واشتكى مواطنون من مناطق في عمان من تكرار انقطاع المياه عن بيوتهم لأسابيع في أحايين كثيرة، وضعفها في الوصول الى بيوت في مناطق أخرى، كما تبين فتحية العاصي من سكان حي الجندول، أن "ضخ المياه ضعيف جدا، ولا يمكن أن تصل للخزان فهي أشبه بالخيط الرفيع"، موضحة أن المياه لم تصل الى منزلها طوال الأسابيع الثلاثة السابقة، مشيرة إلى أنها "لم تتقدم بشكوى لاعتقادها بأنه لن يطرأ تغيير".
من جهته، لم ينفِ المدير التنفيذي لشركة "مياهنا" المهندس منير عويس انقطاع المياه عن بعض منازل مواطنين، لكنه يعزو في الوقت ذاته أن "المشكلة ناجمة عن انقطاع الكهرباء وقلة مخزون المياه"، مشددا على أن هذه "المشكلة لن تنتهي بل ستستمر لسنوات مقبلة، إذ لم يتم إحداث وعي لدى الأفراد بضروة ترشيد استهلاك المياه". وبين عويس لـ"الغد"، أن "الشركة غير قادرة على حل كافة الشكاوى التي تتلقاها، إذ إنها لا تستطيع إرسال المياه دوريا للمواطنين، ولا بد من توزيعها لمن هم بحاجة أكثر إليها".
ويشير المواطن تيسير سالم من سكان صويلح الى أن برنامج توزيع المياه اختلف لديه، بحيث من المفترض حسب البرنامج أن تصله المياه يوم الأحد، لكنها وصلته الاثنين، وهذا ما أثنى عليه عفيف حجير مالك بناية في الصويفية، بقوله "لم يعد لوصول المياه موعد محدد كالعادة".
لكن عويس يشدد، على أن "مياهنا" ملتزمة ببرنامج توزيع محدد للمياه، لا يمكن تجاوزه، وتعديله، ولا بد أن يترافق معه اطلاع المواطن على مواعيد إيصال المياه الجديدة إليه.
وتشير حنين إلى أن عمارتها في "حي الصالحين"، هي الأكثر تأثرا بالمشكلة، عازية سبب ذلك الى وجود مشكلة في العدادات، إذ طلبت من موظفة الخط الساخن، إرسال فريق صيانة ليتفقدها لكن من دون فائدة، فهي تعتقد أنه، إن لم يتم إيجاد حل لهذه الأزمة، ستحدث "مشاكل" بين المواطنين، إذ لا يمكن العيش من دون ماء، وعلى الحكومة أن تجد حلا سريعا للمشكلة.
ويرى عويس أن "معالجة المشكلة، قد تكمن في أن يكون لكل منزل بئر لتخزين المياه احتياطيا، واستخدامها في حال انقطاعها أو عدم وصولها".
من جهته، يقول حمزة سعيد من سكان بيادر وادي السير، إن مشكلة ضعف المياه خلقت أزمة بين السكان نتيجة تركيب البعض لمحابس فوق العداد، ما يضعف ضخ المياه، وبالتالي يمنعها من الوصول إلى خزانات الآخرين.
ويشير سعيد، إلى أنه اضطر إلى تركيب محبس فوق العداد كباقي جيرانه، لافتا الى أنه الأسبوع الماضي لم تصل المياه الى منطقتهم، ما اضطره الى إرسال زوجته وأطفاله إلى منزل أهله، لانعدام المياه، وعجزه عن تأمين صهريج مياه، بسبب الطلب الكبير، مبينا أنه حصل على موعد للأسبوع المقبل.
ويوضح سعيد أن مشكلة المياه باتت "تزيد من مخاوفي"، لأننا أصبحنا عاجزين عن تأمين المياه وارتفاع سعرها في ظل الظروف العادية.
وكان وزير المياه والري محمد النجار أكد في تصريحات سابقة أن الوزارة "تعمل على تحقيق العدالة في توزيع المياه وإيجاد مصادر إضافية لزيادة كميات المياه، عبر ربطها بمصادر احتياطية بالقطاع الخاص، ومعالجة الفاقد من الأنابيب"، لافتا إلى أن الحكومة خصصت هذا العام مبلغا إضافيا لشراء صهاريج لإيصال المياه لمناطق نائية ومرتفعة.
وبدوره، أوضح مدير العمليات في "مياهنا" غازي هماش لـ"الغد" أنه مع بداية الصيف يزداد استهلاك المياه، إذ يتراوح عدد الشكاوى نتيجة الانسدادات وتأخر وصول المياه بين 300 و400 شكوى يوميا، أي بنحو 12 ألف شكوى شهريا، و10 أضعافها ترصد حول اتصالات عن خطوط مكسورة أو صرف صحي وغيرها