قد يكون من السذاجه أن يعتقد كائنا من كان بأن الاصلاح المنشود قد غدا مطلبا اكثر منه وسيله للوصول الى غايات واهداف تتقلب بأختلاف درجات الحراره محليا وعالميا فلقد شهد الاردن خلال السنه الاخيره ما يزيد عن الالفي مسيره وأعتصام الى جانب الالاف من المقالات والاطروحات وورش العمل التي تتحدث عن الاصلاح رافقهما تغيير لحكومتين وحراك سياسي لم يشهد له الاردن مثيلاا من قبل والمتابع لكل ذلك يلحظ نسبه المد والجزر في التفاعل مع مجريات الاصلاح حسب تأثيراته المناطقيه والعشائريه وسط محاوله البعض اقتناص الظرف الاصلاحي وأنعكاساته في تحقيق مكاسب من خلال رفع شعارات وتصريحات مزدوجه قد تقبل عده تفسيرات و قد تجر البلاد الى مستقبل مجهول ولا نقول ذلك جزافا بقدر ما نرى من أختلاف واضح لمفهوم الاصلاح من خلال النظر الى المطالب المرفوعه في كل فعاليه وأختلافها وظهور تيارات جديده وبأستمرار تنظر الى الاصلاح كمصطلح لاعاده هيكله الدوله على اسس ومفاهيم جديده بعيده عن الواقع الفعلي للمجتمع الاردني وتركيبته السكانيه ولو قدر لاحد مراكز الدراسات المحايده بسؤال شرائح متنوعه فكريا وسياسيا ومناطقيا عن مفهوم الاصلاح وماذا يعني له ذلك لادركنا الفرق الكبير في النظره الاصلاحيه وابعادها وحتى بين التيار الواحد فلا احد يستطيع انكار التنوع العرقي في المجتمع الاردني وانعكاساته وحاله عدم الوضوح التي ترتسم على الهويه الوطنيه الاردنيه والشعور بعدم الاستقرار والطمأنينه من الغالبيه العامه من الشعب الاردني بمكوناته المختلفه والمرتبطه أساسا بالحاله الاقليميه للمنطقه وعدم ظهور دوله فلسطينيه واضحه المعالم والهويه وصعوبه الفصل بين الهويتين كنتيجه للالتحام التاريخي والسكاني والذي امتد لفترات طويله ومنتجا مفهومين مختلفين للاصلاح على الاقل كان القاسم المشترك بينهما هو العامل الديني بعموميته وهو ما أتقنت الحركات الاسلاميه اللعب عليه وبكلا الاتجاهين من غير النظر الى عواقب هذه اللعبه ونتائجها وكانت السبب في عدم تحديد الرؤى الاصلاحيه وأحيانا اجهاضها أو تمييعها
أن عدم تبلور مفهوم حقيقي واضح للاصلاح لدى المعارضه والحكومه على السواء يجعل عمليه الاصلاح لاتتعدى بعض الاجرأءات الشكليه وبعض قضايا الفساد الاقتصادي والتي ستنتهي حتما في مجلس النواب أو دواوين العشائر
لقد كان من الاولى أن تقوم المعارضه والحكومه بدراسه رأي الشارع الاردني بعموميته لتحديد هويه من هو الاردني اولاا وما هو الاصلاح الذي يريده ؟
وما دون ذلك يبقى الاصلاح لايتعدى أجتهادات لمجموعه من السياسيين وشيوخ العشائرومخاتير الاصلاح وصيادى الفرص كل منهم يقوم بتفسيره ويجتهد في الوصول اليه حسب رأيه وبطريقته